وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والتكثير المستفاد من ( كأين ) واقع على تمييزها وهو لفظ ( نبي ) فيحتمل أن يكون تكثيرا بمعنى مطلق العدد فلا يتجاوز جمع القلة ويحتمل أن يكون تكثيرا في معنى جمع الكثرة فمنهم من علناه ومنهم من لم نعلمه كما قال تعالى ( ومنهم من لم نقصص عليك ) ويحضرني أسماء ستة ممن قتل من الأنبياء : أرمياء قتله بنو إسرائيل وحزقيال قتلوه أيضا لأنه وبخهم على سوء أعمالهم وأشعياء قتله منسا بن حزقل ملك إسرائيل لأنه وبخه ووعظه على سوء فعله فنشره بمنشار وزكرياء ويحيى قتلهما بنو إسرائيل لإيمانهما بالمسيح وقتل أهل الرس من العرب نبيهم حنظلة بن صفوان في مدة عدنان والحواريون اعتقدوا أن المسيح قتل ولم يهنوا في إقامة دينه بعده وليس مرادا هنا وإنما العبرة بثبات أتباعه على دينه مع مفارقته لهم إذ العبرة في خلو الرسول وبقاء أتباعه سواء كان بقتل أو غيره . وليس في هؤلاء رسول إلا حنظلة بن صفوان وليس فيهم أيضا من قتل في جهاد قال سعيد بن جبير : ما سمعنا بنبي قتل في القتال . وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وأبو بكر عن عاصم : ( قتل ) بصيغة المبنى للمجهول وقرأه ابن عامر وحمزة وعاصم والكسائي وخطف وابو جعفر : ( قاتل ) بصيغة المفاعلة فعلى قراءة " قتل " بالبناء للمجهول فمرفوع الفعل هو ضمير نبي وعلى كلتا القراءتين يجوز أن يكون مرفوع الفعلين ضمير نبي فيكون قوله ( معه ربيون ) جملة حالية من ( نبي ) ويجوز أن يكون مرفوع الفعلين لفظ ( ربيون ) فيكون قوله ( معه ) حالا من ( ربيون ) مقدما .
وجاءت هذه الآية على هذا النظم البديع الصالح لحمل الكلام على تثبيت المسلمين في حال الهزيمة وفي حال الإرجاف بقتل النبي A وعلى الوجهين في موقع جملة ( معه ربيون ) يختلف حسن الوقف على كلمة ( قتل ) أو على كلمة ( كثر ) .
و ( الربيون ) جمع ربي وهو المتبع لشريعة الرب مثل الرباني والمراد بهم هنا أتباع الرسل وتلاميذه الأنبياء . ويجوز في رائه الفتح على القياس والكسر على أنه من تغييرات النسب وهو الذي قرئ به في المتواتر .
ومحل العبرة هو ثبات الربانيين على الدين مع موت أنبيائهم ودعاتهم .
وقوله ( كثير ) صفة ( وبيون ) وجيء به على صيغة الإفراد مع أن الموصوف جميع لأن لفظ كثير وقليل يعامل موصوفها معاملة لفظ شيء أو عدد قال تعالى ( وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ) وقال ( ود كثير من أهل الكتاب ) وقال ( واذكروا إذ أنتم قليل ) وقال ( إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا ) .
وقوله ( فما وهنوا ) أي الربيون إذ من المعلوم أن الأنبياء لا يهنون فالقدوة المقصودة هنا هي الاقتداء بأتباع الأنبياء أي لا ينبغي أن يكون أتباع من مضى من الأنبياء أجدر من اتباع محمد A .
وجمع بين الوهن والضعف وهما متقاربان تقاربا قريبا من الترادف ؛ فالوهن قلة القدرة على العمل وعلى النهوض في الأمر وفعله كوعد وورث وكرم . الضعف بضم الضاد وفتحها ضد القوة في البدن وهما هنا مجازان فالأول أقرب إلى العزيمة ودبين النفوس والفكر والثاني أقرب إلى الاستسلام والفشل في المقاومة . وأما الاستكانة فهي الخضوع والمذلة إذا خارت العزيمة فشلت الأعضاء وجاء الاستسلام فتبعه المذلة والخضوع للعدو .
واعلموا أنه إذا كان هذا شأن اتباع الأنبياء وكانت النبوة هديا وتعليما فلا بدع أن يكون هذا شأن أهل العلم وأتباع الحق أن لا يوهنهم ولا يضعفهم ولا يخضعهم مقاوم ولا أذى حاسد أو جاهل وفي الحديث الصحيح في البخاري : أن خبابا قال للنبي A " لقد لقينا من المشركين شدة ألا تدعو الله " فقعد وهو محمر وجهه فقال " لقد كان من قبلكم ليشط الجيد ما دون عظامه من لحم أو عصب ما يصرفه ذلك عن دينه ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق بائنين ما يصرفه ذلك عن دينه " الحديث .
A E