وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فقوله ( فقد مس القوم قرح مثله ) ليس هو جواب الشرط في المعنى ولكنه دليل عليه أغنى عنه على طريقة الإيجاز والمعنى : إن يمسسكم قرح فلا تحزنوا أو فلا تهنوا وهنا بالشك في وعد الله بنصر دينه إذ قد مس القوم قرح مثله فلم تكونوا مهزومين ولكنكم كنتم كفافا وذلك بالنسبة لقلة المؤمنين نصر مبين . وهذه المقابلة بما أصاب العدو يوم بدر تعين أن يكون الكلام تسلية وليس إعلاما بالعقوبة كما قاله جمع من المفسرين . وقد سأل هرقل أبا سفيان : فقال هرقل : وكذلك الرسل تبتلى وتكون لهم العاقبة .
وقوله ( تلك الأيام نداولها بين الناس ) الواو اعتراضية والإشارة بتلك إلى ما سيذكر بعد فالإشارة هنا بمنزلة ضمير الشأن لقصد الاهتمام بالخبر وهذا الخبر مكنى به عن تعليل للجواب المحذوف المدلول عليه بجملة ( فقد مس القوم قرح مثله ) .
و ( الأيام ) يجوز أن تكون جمع يوم مراد به يوم الحرب كقولهم : يوم بدر ويوم بعثات ويوم الشعثمين ومنه أيام العرب ويجوز أن يكون أطلق على الزمان كقول طرفة : .
" وما تنقص الأيام والدهر ينفد أي الأزمان .
والمداولة تصريفها غريب إذ هي مصدر داول فلان الشيء إذا جعله دولة ودولة عند الآخر أي يدوله كل منها أي يلزمه حتى يشتهر به ومنه دال يدول دولا اشتهر لأن الملازمة تقتضي الشهرة بالشيء فالتداول في الأصل تفاعل من دال ويكون ذلك في الأشياء والكلام يقال : كلام مداول ثم استعملوا داولت الشيء مجازا إذا جعلت غيرك يتداولونه وقرينة هذا الاستعمال أن تقول : بينهم . فالفاعل في هذا الإطلاق لا حظ له من الفعل ولكن له الحظ في الجعل وقريب منه قولهم : اضطررته إلى كذا أي جعلته مضطرا مع أن أصل اضطر أنه وطاوع ضره .
و ( الناس ) البشر كلهم لأن هذا من السنن الكونية فلا يختص بالقوم المتحدث عنهم .
( وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين [ 140 ] وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين [ 141 ] ) عطف على جملة ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) فمضمون هذه علة ثانية لجواب الشرط المحذوف المدلول عليه بقوله ( فقد مس القوم قرح مثله ) وعلم الله بأنهم مؤمنون متحقق من قبل أن يمسسهم القرح .
A E