وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

رابعتها : معان قصرت عنها الأفهام في بعض أحوال العصور وأودعت في القرآن ليكون وجودها معجزة قرآنية عند أهل العلم في عصور قد يضعف فيها إدراك الإعجاز النظمي نحو قوله ( والشمس تجري لمستقر لها ) ( وأرسلنا الرياح لواقح ) ( يكور الليل على النهار ) ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ) ( تنبت بالدهن ) ( زيتونة لا شرقية ولا غربية ) ( وكان عرشه على الماء ) ( ثم استوى إلى السماء وهي دخان ) وذكر سد يأجوج ومأجوج .
خامستها : مجازات وكنايات مستعملة في لغة العرب إلا أن ظاهرها أوهم معاني لا يليق الحمل عليها في جانب الله تعالى : لإشعارها بصفات تخالف كمال الإلهية وتوقف فريق في محملها تنزيها نحو ( فإنك بأعيننا ) ( والسماء بنيناها بأيد ) ( ويبقى وجه ربك ) .
وسادستها : ألفاظ من لغات العرب لم تعرف لدى الذين نزل القرآن بينهم : قريش والأنصار مثل ( وفاكهة وأبا ) ومثل ( أو يأخذهم على تخوف ) ( إن إبراهيم لأواه حليم ) ( ولا طعام إلا من غسلين ) .
سابعتها : مصطلحات شرعية لم يكن للعرب علم بخصوصها فما اشتهر منها بين المسلمين معناه صار حقيقة عرفية : كالتيمم والزكاة وما لم يشتهر بقي فيه إجمال : كالربا قال عمر " نزلت آيات الربا في آخر ما أنزل فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبينها " وقد تقدم في سورة البقرة .
ثامنتها : أساليب عربية خفيت على أقوام فظنوا الكلام بها متشابها وهذا مثل زيادة الكاف في قوله تعالى ( ليس كمثله شيء ) ومثل المشاكلة في قوله ( يخادعون الله وهو خادعهم ) فيعلم أن إسناد خادع إلى ضمير الجلالة إسناد بمعنى مجازي اقتضته المشاكلة .
وتاسعتها : آيات جاءت على عادات العرب ففهمها المخاطبون وجاء من بعدهم فلم يفهموها فظنوها من المتشابه مثل قوله ( فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) في الموطإ قال ابن الزبير " قلت لعائشة وكنت يومئذ حدثا لم أتفقه لأرى بأسا على أحد إلا يطوف بالصفا والمروة " فقالت له : " ليس كما قلت إنما كان الأنصار يهلون لمناة الطاغية " الخ . ومنه ( علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم ) ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا ) الآية فإن المراد فيما شربوا من الخمر قبل تحريمها .
عاشرتها : أفهام ضعيفة عدت كثيرا من المتشابه وما هو منه وذلك أفهام الباطنية وأفهام المشبه كقوله تعالى ( يوم يكشف عن ساق ) .
وليس من المتشابه ما صرح فيه بأنا لا نصل إلى علمه كقوله ( قل الروح من أمر ربي ) ولا ما صرح فيه بجهل وقته كقوله ( لا تأتيكم إلا بغتة ) .
وليس من المتشابه ما دل على معنى يعارض الحمل عليه دليل آخر منفصل عنه ؛ لأن ذلك يرجع إلى قاعدة الجمع بين الدليلين المتعارضين أو ترجيح أحدهما على الآخر مثل قوله تعالى خطابا لإبليس ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك ) الآية في سورة الإسراء مع ما في الآيات المقتضية ( فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر ) و ( الله لا يحب الفساد ) .
وقد علمتم من هذا أن ملاك التشابه هو عدم التواطؤ بين المعاني واللغة : إما لضيقها عن المعاني وإما لضيق الأفهام عن استعمال اللغة في المعنى وإما لتناسي بعض اللغة فيتبين لك أن الإحكام والتشابه : صفتان للألفاظ باعتبار فهم المعاني .
وإنما أخبر عن ضمير آيات محكمات وهو ضمير جمع باسم مفرد ليس دالا على أجزاء وهو ( أم ) لأن المراد أن صنف الآيات المحكمات يتنزل من الكتاب منزلة أمه أي أصله ومرجعه الذي يرجع إليه في فهم الكتاب ومقاصده . والمعنى : هن كأم للكتاب . ويعلم منه أن كل آية من المحكمات أم للكتاب في ما تتضمنه من المعنى . وهذا كقول النابغة يذكر بني أسد : .
" فهم درعي التي استلأمت فيها أي مجموعهم كالدرع لي ويعلم منه أنه كل أحد من بني أسد بمنزلة حلقة من حلق الدرع . ومن هذا المعنى قوله تعالى ( واجعلني للمتقين إماما ) .
والكلام على ( أخر ) تقدم عند قوله تعالى ( فعدة من أيام أخر ) .
( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشبه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ) A E