وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( فلما كتب عليهم القتال تولوا ) إلخ . جملة معترضة وهي محل العبرة والموعظة لتحذير المسلمين من حال هؤلاء أن يتولوا عن القتال بعد أن أخرجهم المشركون من ديارهم وأبنائهم وبعد أن تمنوا قتال أعدائهم وفرضه الله عليهم والإشارة إلى ما حكاه الله عنهم بعد بقوله ( فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه ) إلخ .
A E وقوله ( والله عليم بالظالمين ) تذييل : لأن فعلهم هذا من الظلم ؛ لأنهم لما طلبوا القتال خيلوا أنهم محبون له ثم نكصوا عنه . ومن أحسن التأديب قول الراجز : .
من قال لا في حاجة ... مسؤولة فما ظلم .
وإنما الظالم من ... يقول لا بعد نعم وهذه الآية أشارت إلى قصة عظيمة من تاريخ بني إسرائيل لما فيها من العلم والعبرة فإن القرآن يأتي بذكر الحوادث التاريخية تعليما للأمة بفوائد ما في التاريخ ويختار لذلك ما هو من تاريخ أهل الشرائع لأنه أقرب للغرض الذي جاء لأجله القرآن : هذه القصة هي حادث انتقال نظام حكومة بني إسرائيل من الصبغة الشورية المعبر عنها عندهم بعصر القضاة إلى الصبغة الملكية المعبر عنها بعصر الملوك وذلك أنه لما توفى موسى عليه السلام في حدود سنة 1380 قبل الميلاد المسيحي خلفه في الأمة الإسرائيلية يوشع بن نون الذي عهد له موسى في آخر حياته بأن يخلفه فلما صار أمر بني إسرائيل إلى يوشع جعل لأسباط بني إسرائيل حكاما يسوسونهم . ويقضون بينهم وسماهم " القضاة " فكانوا في مدن متعددة وكان من أولئك الحكام أنبياء وكان هنالك أنبياء غير حكام وكان كل سبط من بني إسرائيل يسيرون على ما يظهر لهم وكان من قضائهم وأنبيائهم صمويل بن القانة من سبط أفرايم قاضيا لجميع بني إسرائيل وكان محبوبا عندهم فلما شاخ وكبر وقعت حروب بين بني إسرائيل والفلسطينيين وكانت سجالا بينهم ثم كان الانتصار للفلسطينيين فأخذوا بعض قرى بني إسرائيل : حتى إن تابوت العهد الذي سيأتي الكلام عليه أسره الفلسطينيون وذهبوا به إلى " أشدود " بلادهم وبقي بأيديهم عدة أشهر فلما رأت بنو إسرائيل ما حل بهم من الهزيمة ظنوا أن سبب ذلك هو ضعف صمويل عن تدبير أمورهم وظنوا أن انتظام أمر الفلسطينيين لم يكن إلا بسبب النظام الملكي وكانوا يومئذ يتوقعون هجوم ناحاش : ملك العمونيين عليهم أيضا فاجتمعت إسرائيل وأرسلوا عرفاءهم من كل مدينة وطلبوا من صمويل أن يقيم لهم ملكا يقاتل بهم في سبيل الله فاستاء صمويل من ذلك وحذرهم عواقب حكم الملوك قائلا " إن الملك يأخذ بنيكم لخدمته وخدمة خيله ويتخذ منكم من يركض أمام مراكبه ويسخر منكم حراثين لحرثه وعملة لعدد حربه وأدوات مراكبه ويجعل بناتكم عطارات وطباخات وخبازات ويصطفى من حقولكم وكرومكم وزياتينكم أجودها فيعطيها لعبيده ويتخذكم عبيدا فإذا صرختم بعد ذلك في وجه ملككم لا يستجيب الله لكم فقالوا : لا بد لنا من ملك لنكون مثل سائر الأمم وقال لهم : هل عسيتم إن كتب عليكم القتال إلا تقاتلوا قالوا ( وما لنا إلا نقاتل ) الخ .
وكان ذلك في أوائل القرن الحادي عشر قبل المسيح .
وقوله ( وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا ) يقتضي أن الفلسطينيين أخذوا بعض مدن بني إسرائيل وقد صرح بذلك إجمالا في الإصحاح السابع من سفر صمويل الأول وأنهم أسروا أبناءهم وأطلقوا كهولهم وشيوخهم وفي ذكر الإخراج من الديار والأبناء تلهيب للمهاجرين من المسلمين على مقاتلة المشركين الذين أخرجوهم من مكة وفرقوا بينهم وبين نسائهم وبينهم وبين أبنائهم كما قال تعالى ( وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان... ) .
( وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم [ 247 ] )