وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وهذه المقالة صادرة منهم وهم في الدنيا فليس ضمير ( يقولون ) بعائد إلى ( قلوب ) من قوله تعالى ( قلوب يومئذ واجفة ) .
A E وكانت عادتهم أن يلقوا الكلام الذي ينكرون فيه البعث بأسلوب الاستفهام إظهارا لأنفسهم في مظهر المتردد السائل لقصد التهكم والتعجب من الأمر المستفهم عنه . والمقصود : التكذيب لزعمهم أن حجة استحالة البعث ناهضة .
وجعل الاستفهام التعجبي داخلا على جملة اسمية مؤكدة ب ( إن ) وبلام الابتداء وتلك ثلاثة مؤكدات مقوية للخبر لإفادة أنهم أتوا بما يفيد التعجب من الخبر ومن شدة يقين المسلمين به فهم يتعجبون من تصديق هذا الخبر فضلا عن تحقيقه والإيقان به .
والمردود : الشيء المرجع إلى صاحبه بعد الانتفاع به مثل العارية ورد ثمن المبيع عند التفاسخ أو التقايل أي لمرجعون إلى الحياة أي إنا لمبعوثون من قبورنا .
والمراد ب ( الحافرة ) : الحالة القديمة يعني الحياة .
وإطلاقات ( الحافرة ) كثيرة في كلام العرب لا تتميز الحقيقة منها عن المجاز والأظهر ما في الكشاف : يقال : رجع فلان إلى حافرته أي في طريقه التي جاء فيها فحفرها أي أثر فيها بمشيه فيها جعل أثر قدميه حفرا أي لأن قدميه جعلتا فيها أثرا مثل الحفر وأشار إلى أن وصف الطريق بأنها حافرة على معنى ذات حفر وجوز أن يكون على المجاز العقلي كقولهم : عيشة راضية أي راض عائشها ويقولون : رجع إلى الحافرة تمثيلا لمن كان في حالة ففارقها ثم رجع إليها فصار : رجع في الحافرة ورد إلى الحافرة جاريا مجرى المثل .
ومنه قول الشاعر وهو عمران بن حطان حسبما ظن ابن السيد البطليوسي في شرح أدب الكتاب : .
أحافرة على صلع وشيب ... معاذ الله من سفه وعار ومن الأمثال قولهم " النقد عند الحافرة " أي إعطاء سبق الرهان للسباق عند وصوله إلى الأمد المعين للرهان .
يريد : أرجوعا إلى حافرة .
وظرف ( إذا ) في قوله ( إذا كنا عظاما نخرة ) وهو مناط التعجب وادعاء الاستحالة أي إذا صرنا عظاما بالية فكيف نرجع أحياء .
و ( إذا ) متعلق ب ( مردودون ) .
و ( نخرة ) صفة مشتقة من قولهم : نخر العظم إذا بلي فصار فارغ الوسط كالقصبة . وتأنيث ( نخرة ) لأن موصوفه جمع تكسير فوصفه يجري على التأنيث في الاستعمال .
هي همزة ( إذا ) . وقرأه بقية العشرة ( أإذا ) بهمزتين إحداهما مفتوحة همزة الاستفهام والثانية مكسورة هي همزة ( إذا ) .
وهذا الاستفهام إنكاري مؤكد للاستفهام الأول للدلالة على أن هذه الحالة جديرة بزيادة إنكار الإرجاع إلى الحياة بعد الموت فهما إنكاران لإظهار شدة إحالته .
وقرأ الجمهور ( نخرة ) بدون ألف بعد النون . وقرأه حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم ورويس عن يعقوب وخلف ( ناخرة ) بالألف .
( قالوا تلك إذا كرة خاسرة [ 12 ] ) ( قالوا ) بدل اشتمال من جملة ( يقولون أئنا لمردودون في الحافرة ) .
وأعيد فعل القول لمقاصد منها الدلالة على أن قولهم هذا في غرض آخر غير القول الأول فالقول الأول قصدهم منهم الإنكار والإبطال والقول الثاني قصدوا منه الاستهزاء والتورك لأنهم لا يؤمنون بتلك الكرة فوصفهم إياها ب ( خاسرة ) من باب الفرض والتقدير أي لو حصلت كرة لكانت خاسرة ومنها دفع توهم أن تكون جملة تلك ( إذن كرة خاسرة ) استئنافا من جانب الله تعالى .
وعبر عن قولهم هذا بصيغة الماضي دون المضارع على عكس ( يقولون أئنا لمردودون في الحافرة ) لأن هذه المقالة قالوها استهزاء فليست مما يتكرر منهم بخلاف قولهم ( أئنا لمردودون في الحافرة ) فإنه حجة ناهضة في زعمهم فهذا مما يتكرر منهم في كل مقام . وبذلك لم يكن المقصود التعجب من قولهم هذا لأن التعجب ينقضي الإنكار وكون كرتهم أي عودتهم إلى الحياة عودة خاسرة أمر محقق لا ينكر لأنهم يعودون إلى الحياة خاسرين لا محالة .
و ( تلك ) إشارة إلى الردة المستفادة من ( مردودون ) والإشارة إليه باسم الإشارة للمؤنث للإخبار عنه ب ( كرة ) .
و ( إذن ) جواب للكلام المتقدم والتقدير : إذن تلك كرة خاسرة فقدم ( تلك ) على حرف الجواب للعناية بالإشارة .
والكرة : الواحدة من الكر وهو الرجوع بعد الذهاب أي رجعة .
والخسران : أصله نقص مال التجارة التي هي لطلب الربح أي بزيادة المال فاستعير هنا لمصادفة المكروه غير المتوقع