وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( سلسبيل ) : وصف قبل مشتق من السلاسة وهي السهولة واللين فيقال : ماء سلسل أي عذب بارد قيل زيدت فيه الباء والياء " أي زيدتا في أصل الوضع على غير قياس " .
قال التبريزي في شرح الحماسة في قول البعيث بن حريث : .
خيال لأم السلسبيل ودونها ... مسيرة شهر للبريد المذبذب قال أبو العلاء : السلسبيل الماء السهل المساغ . وعندي أن هذا الوصف ركب من مادتي السلاسلة والسبالة يقال : سبلت السماء إذا أمطرت فسبيل فعيل بمعنى مفعول ركب من كلمتي السلاسلة والسبيل لإرادة سهولة شربه ووفرة جريه . وهذا من الاشتقاق الأكبر وليس اشتقاق تصريفي .
فهذا وصف من لغة العرب عند محققي أهل اللغة . وقال ابن الإعرابي : لم اسمع هذه اللفظة إلا في القرآن فهو عنده من مبتكرات القرآن الجارية على أساليب الكلام العربي وفي حاشية الهمذاني على الكشاف نسبة بيت البعث المذكور آنفا مع بيتين بعده إلى أمية بن أبي الصلت وهو عزو غريب لم يقله غيره .
ومعنى ( تسمى ) على هذا الوجه أنها توصف بهذا الوصف حتى صار كالعلم لها كما قال تعالى ( ليسمون الملائكة تسمية الأنثى ) أي يصفونهم بأنهم إناث ومنه قوله تعالى ( هل تعلم له سميا ) أي لا مثيل له . فليس المراد أنه علم .
ومن المفسرين من جعل التسمية على ظاهرها وجعل ( سلسبيلا ) علما على هذه العين وهو أنسب بقوله تعالى ( تسمى ) . وعلى قول ابن الأعرابي والجمهور لا إشكال في تنوين ( سلسبيلا ) . وأما الجواليقي : إنه أعجمي سمي به يكون تنوينه للمزاوجة مثل تنوين ( سلاسلا ) .
وهذا الوصف ينحل في السمع إلى كلمتين : سل سبيلا أي اطلب طريقا . وقد فسره بذلك بعض المفسرين وذكر أنه جعل علما لهذه العين من قبيل العلم المنقول عن جملة مثل : تأبط شرا وذرى حبا . وفي الكشاف أن هذا تكلف وابتداع .
( ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا [ 19 ] ) هذا طواف آخر غير طواف السقاة المذكور آنفا بقوله ( ويطاف عليهم بآنية من فضة ) الخ فهذا طواف لأداء الخدمة فيشمل طواف السقاة وغيرهم .
و ( ولدان ) : جمع وليد وأصل وليد فعيل بمعنى مفعول ويطلق الوليد على الصبي مجازا مشهورا بعلاقة ما كان لقصد تقريب عهده بالولادة وأحسن ما يتخذ للخدمة الولدان لأنهم أخف حركة وأسرع مشيا ولأن المخدوم لا يتحرج إذا أمرهم أو نهاهم .
ووصفوا بأنهم ( مخلدون ) للاحتراس مما يوهمه اشتقاق ( ولدان ) من أنهم يشبون ويكتهلون أي لا تتغير صفاتهم فهم ولدان دوما وإلا فإن خلود الذوات في الجنة معلوم فما كان ذكره إلا لأنه تخليد خاص .
وقال أبو عبيدة ( مخلدون ) : محلون بالخلدة بوزن قردة . واحدها خلد كقفل وهو اسم للقرط في لغة حمير .
وشبهوا باللؤلؤ المنثور تشبيها مقيدا فيه المشبه بحال خاص لأنهم شبهوا به في حسن المنظر مع التفرق .
وتركيب ( إذا رأيتهم حسبتهم ) مفيد للتشبيه المراد به التشابه والخطاب في ( رأيت ) خطاب لغير معين أي إذا رآه الرائي .
والقول في معنى الطواف تقدم عند قوله تعالى ( ويطاف عليهم بآنية من فضة ) الآية .
( وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا [ 20 ] ) A E الخطاب لغير معين و ( ثم ) إشارة إلى المكان ولا يكون إلا ظرفا والمشار إليه هنا ما جرى ذكره أعني الجنة المذكورة في قوله ( وجزاهم بما صبروا جنة ) .
وفعل ( رأيت ) الأول منزل منزلة اللازم يدل على حصول الرؤية فقط لا تعلقها بمرئي أي إذا وجهت نظرك . و ( رأيت ) الثاني جواب ( إذا ) أي إذا فتحت عينك ترى نعيما .
والتقييد ب ( إذا ) أفاد معنى الشرطية فدل على أن رؤية النعيم لا تتخلف عن بصر المبصر هنالك فأفاد معنى : لا ترى إلا نعيما أي بخلاف ما يرى في جهات الدنيا .
وفي قوله ( وملكا كبيرا ) تشبيه بليغ أي مثل أحوال الملك الكبير المتنعم ربه .
وفائدة هذا التشبيه تقريب المشبه لمدارك العقول .
والكبير مستعار للتعظيم وهو زائد على النعيم بما فيه من رفعة وتذليل للمصاعب .
( عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة ) هذه أشياء من شعار الملوك في عرف الناس زمانئذ فهذا مرتبط بقوله ( وملكا كبيرا )