وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأ ابن كثير وخلف ورويس عن يعقوب ( قواريرا ) الأول بالتنوين ووقفوا عليه بالألف وهو جار على التوجيه الذي وجهنا به قراءة نافع والكسائي . وقرأ ( قواريرا ) الثاني بغير تنوين على الأصل ولم تراع المزاوجة ووقفا عليه بالسكون .
وقرأ ابن عامر وأبو عمرو وحمزة وحفص عن عاصم بترك التنوين فيهما لمنع الصرف وعدم مراعاة الفواصل ولا المزاوجة .
والقراءات رواية متواترة لا يناكدها رسم للمصحف فلعل الذين كتبوا المصاحف لم تبلغهم إلا قراءة أهل المدينة .
وحدث خلف عن يحيى بن آدم عن ابن إدريس قال في المصاحف الأول ثبت ( قواريرا ) الأول بالألف والثاني بغير ألف يعني المصاحف التي في الكوفة فإن عبد الله بن إدريس كوفي . وقال أبو عبيد : " رأيت في مصحف عثمان ( قواريرا ) الأول بالألف وكان الثاني مكتوبا بالألف فحكت فرأيت أثرها هناك بينا . وهذا كلام لا يفيد إذ لو صح لما كان يعرف من الذي كتبه بالألف ولا من الذي محا الألف ولا متى كان ذلك فيما بين زمن كتابة المصاحف وزمن أبي عبيد ولا يدري ماذا عني بمصحف عثمان أهو مصحفه الذي اختص به أم هو مصحف من المصاحف التي نسخت في خلافته ووزعها على الأمصار ؟ .
وقرأ يعقوب بغير تنوين فيهما في الوصل .
وأما في الوقف فحمزة وقف عليهما بدون ألف . وهشام عن ابن عامر وقفا عليهما بالألف على أنه صلة للفتحة أي إشباع للفتحة ووقف أبو عمر وحفص وابن ذكوان عن ابن عامر ورويس عن يعقوب على الأول بالألف وعلى الثاني بدون ألف ووجهه ما وجهت به قراءة ابن كثير وخلف .
وقوله ( قدرها تقديرا ) يجوز أن يكون ضمير الجمع عائد إلى ( الأبرار ) أو ( عباد الله ) الذي عادت إليه الضمائر المتقدمة في قوله ( يفجرونها ) و ( يوفون ) إلى آخر الضمائر فيكون معنى التقدير رغبتهم أن تجيء على وفق ما يشتهون .
ويجوز أن يكون الضمير عائدا إلى نائب الفاعل المحذوف المفهوم من بناء ( يطاف ) للنائب أي الطائفون عليهم بها قدروا الآنية والأكواب أي قدروا ما فيها من الشراب على حسب ما يطلبه كل شارب منهم ومآله إلى معنى الاحتمال الأول . وكان مما يعد في العادة من حذق الساقي أن يعطي كل أحد من الشرب ما يناسب رغبته .
و ( تقديرا ) مفعول مطلق مؤكد لعامله للدلالة على وفاء التقدير وعدم تجاوزه المطلوب ولا تقصيره عنه .
( ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا [ 17 ] عينا فيها تسمى سلسبيلا [ 18 ] ) أتبع وصف الآنية ومحاسنها بوصف الشراب الذي يحويه وطيبه فالكأس كأس الخمر وهي من جملة عموم الآنية المذكورة فيما تقدم ولا تسمى آنية الخمر كأسا إلا إذا فيها خمر فكون الخمر فيها وهو مصحح تسميتها كأسا ولذلك حسن تعديه فعل السقي إلى الكأس لأن مفهوم الكأس يتقوم بما في الإناء من الخمر ومثل قول هذا قول الأعشى : .
وكأس شربت على لذة ... وأخرى تداويت منها بها يريد : وخمر شربت .
والقول في إطلاق الكأس على الإناء أو على ما فيه كالقول في نظيره المتقدم في قوله ( إن الإبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا ) .
ومعنى الآية أن هذه سقية أخرى أي مرة يشربون من كأس مزاجها الكافور ومرة يسقون كأسا مزاجها الزنجبيل .
وضمير ( فيها ) للجنة من قوله ( جنة وحريرا ) .
A E وزنجبيل : كلمة معربة وأصلها بالكاف الأعجمية عوض الجيم . قال الجواليقي والثعالبي : هي فارسية وهو اسم لجذور مثل جذور السعد بضم السين وسكون العين تكون في الأرض كالجزر الدقيق واللفت الدقيق لونها إلى بياض لها نبات له زهر وهي ذات رائحة عطرية طيبة وطعمها شبيه بطعم الفلفل وهو ينبت ببلاد الصين والسند وعمان والشحر وهو أصناف أحسنها ما ينبت ببلاد الصين ويدخل في الأدوية والطبخ كالأفاوية ورائحته بهارية حريف . وهو منبه ويستعمل منقوعا في الماء ومربى بالسكر .
وقد عرفه العرب وذكره شعراء العرب في طيب الرائحة .
أي يمزجون الخمر بالماء المنقوع فيه الزنجبيل لطيب رائحته وحس طعمه .
وانتصب ( عينا ) على البدل من ( زنجبيلا ) كما تقدم في قوله ( كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله ) .
ومعنى كون الزنجبيل عينا : أن منقوعة أو الشراب المستخرج من كثير كالعين على نحو قوله تعالى ( وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ) أي هو كثير جدا وكان يعرف في الدنيا بالعزة