وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والسبل : جمع سبيل وهو الطريق أي لتتخذوا لأنفسكم سبلا من الأرض تهتدون بها في أسفاركم .
والفجاج : جمع فج والفج : الطريق الواسع وأكثر ما يطلق على الطريق بين جبلين لأنه يكون أوسع من الطريق المعتاد .
( قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا [ 21 ] ومكروا مكرا كبارا [ 22 ] وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا [ 23 ] ) هذه الجملة بدل من جملة ( قال رب إني دعوت قومي ) بدل اشتمال لأن حكاية عصيان قومه إياه مما اشتملت عليه حكاية أنه دعاهم فيحتمل أن تكون المقالتان في وقت واحد جاء فيه نوح إلى مناجاة ربه بالجواب عن أمره له بقوله ( انذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم ) فتكون إعادة فعل ( قال ) من قبيل ذكر عامل المبدل منه في البدل كقوله تعالى ( تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا ) للربط بين كلاميه لوط الفصل بينهما .
ويحتمل أن تكون المقالتان في وقتين جمعها القرآن حكاية لجوابيه لربه فتكون إعادة فعل ( قال ) لما ذكرنا مع الإشارة إلى تباعد ما بين القولين .
ويجوز أن تكون الجملة مستأنفة استئنافا بيانيا لأن ما سبقها من قوله ( قال ربي إني دعوت قومي ) إلى هنا مما يشير عجبا في حال قومه المحكي بحيث يتساءل السامع عن آخر أمرهم فابتدئ ذكر ذلك بهذه الجملة وما بعدها إلى قوله ( أنصارا ) . وتأخير هذا بعد عن قوله ( قال ربي إني دعوت قومي ليلا ونهارا ) ارتقاء في التذمر منهم لأن هذا حكاية حصول عصيانهم بعد تقديم الموعظة إليهم بقوله ( يرسل السماء عليكم مدرارا ) إلى قوله ( سبلا فجاجا ) .
وإظهار اسم ( نوح ) مع القول الثاني دون إضمار لبعد معاد الضمير لو تحمله الفعل وهذا الخبر مستعمل في لازم معناه كما تقدم في قوله ( قال رب ) الخ . وتأكيد الخبر ب ( إن ) للاهتمام بما استعمل فيه من التحسر والاستنصار .
ثم ذكر أنهم أخذوا بقول الذين يصدونهم عن قبول دعوة نوح أي اتبعوا سادتهم وقادتهم . وعدل عن التعبير عنهم بالكبراء ونحوه إلى الموصول لما تؤذن به الصلة من بطرهم نعمة الله عليهم بالأموال والأولاد . فقلبوا النعمة عندهم موجب خسار وضلال .
وأدمج في الصلة أنهم أهل أموال وأولاد إيماء إلى أن ذلك سبب نفاذ قولهم في قومهم وائتمار القوم بأمرهم : فأموالهم إذا أنفقوها لتأليف أتباعهم قال تعالى ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ) وأولادهم أرهبوا بهم من يقاومهم .
A E والمعنى : واتبعوا أهل الأموال والأولاد التي لم تزدهم تلك الأموال والأولاد إلا خسارا لأنهم استعملوها في تأييد الكفر والفساد فزادتهم خسارا إذ لو لم تكن لهم أموال ولا أولاد لكانوا أقل ارتكابا للفساد قال تعالى ( وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا ) .
والخسار : مستعار لحصول الشر من وسائل شأنها أن تكون سبب خير كخسارة التاجر من حيث أراد الربح فإذا كان هؤلاء خاسرين فالذين يتبعونهم يكونون مثلهم في الخسارة وهم يحسبون أنهم أرشدوهم إلى النجاح .
وما صدق ( من ) فريق من القوم أهل مال وأولاد ازدادوا بذلك بطرا دون الشكر وهم سادتهم ولذلك أعيد عليه ضمير الجمع في قوله ( ومكروا ) وقوله ( وقالوا ) وقوله ( وقد أضلوا كثيرا ) .
وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ( وولده ) بفتح الواو وفتح اللام وقرأه ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف ( وولده ) بضم الواو وسكون اللام فأما الولد بفتح الواو وفتح اللام فاسم يطلق على الواحد من الأولاد وعلى الجمع فيكون اسم جنس وأما ولد بضم فسكون فقيل : هو لغة في ولد فيستوي فيه الواحد والجمع مثل الفلك . وقيل : هو جمع ولد مثل أسد جمع أسد .
والمكر : إخفاء العمل أو الرأي الذي يراد به ضر الغير أي مكروا بنوح والذين آمنوا معه بإضمار الكيد لهم حتى يقعوا في الضر قيل كانوا يدبرون الحيلة على قتل نوح وتحريش الناس على أذاه وأذى أتباعه .
و ( كبارا ) : مبالغة أي كبيرا جدا وهو وارد بهذه الصيغة في ألفاظ قليلة مثل طوال أي طويل جدا وعجاب أي عجيب وحسان وجمال أي جميل وقراء لكثير القراءة ووضاء أي وضيء . قال عيسى بن عمر : هي لغة يمانية