وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعلى الاحتمالات كلها فإفراد ( هنيئا ) في حال أنه وصف لشيئين بناء على أن فعيلا بمعنى فاعل لا يطابق موصوفه أو على أنه إذا كان صفة لمصدر فهو نائب عن موصوفه والوصف بالمصدر لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث .
و ( بما أسلفتم ) في موضع الحال من ضمير ( كلوا واشربوا ) .
والباء للسببية .
وما صدق ( ما ) الموصولة هو العمل أي الصالح .
والإسلاف : جعل الشيء سلفا أي سابقا .
والمراد أنه مقدم سابق لإبانه لينتفع به عند الحاجة إليه ومنه اشتق السلف للقرض والإسلاف للإقراض والسلفة للسلم .
والأيام الخالية : الماضية البعيدة مشتق من الخلو وهو الشغور والبعد .
( وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه [ 25 ] ولم أدر ما حسابيه [ 26 ] يا ليتها كانت القاضية [ 27 ] ما أغنى عني ماليه [ 28 ] هلك عني سلطانيه [ 29 ] ) هذا قسيم ( من أوتي كتابه بيمينه ) فالقول في إيتاء كتابه بشماله قد عرف وجهه مما تقدم .
وتمني كل من أوتي كتابه بشماله أنه لم يؤت كتابه لأنه علم من الاطلاع على كتابه أنه صائر إلى العذاب فيتمنى أن لا يكون علم بذلك إبقاء على نفسه من حزنها زمنا فإن ترقب السوء عذاب .
وجملة ( ولم أدر ما حسابيه ) في موضع الحال من ضمير ( ليتني ) .
والمعنى : إنه كان مكذبا بالحساب وهو مقابل قول الذي أوتي كتابه بيمينه : أني ظننت أني ملاق حسابيه .
وجملة الحال معترضة بين جملتي التمني .
ويجوز أن يكون عطفا على التمني أي يا ليتني لم أدر ما حسابيه أي لم أعرف كنه حسابي أي نتيجته وهذا وإن كان في معنى التمني الذي قبله فإعادته تكرير لأجل التحسر والحزن .
و ( ما ) استفهامية والاستفهام بها هو الذي علق فعل ( أدر ) عن العمل و ( يا ليتها كانت القاضية ) تمن آخر ولم يعطف على التمني الأول لأن المقصود التحسر والتندم .
وضمير ( ليتها ) عائد إلى معلوم من السياق أي ليت حالتي أو ليت مصيبتي كانت القاضية .
والقاضية : الموت وهو معنى قوله تعالى ( ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ) . أي مقبورا في التراب .
وجملة ( يا ليتها كانت القاضية ) من الكلام الصالح لأن يكون مثلا لإيجازه ووفرة دلالته ورشاقة معناه عبر بها عما يقوله من أوتي كتابه بشماله من التحسر بالعبارة التي يقولها المتحسر في الدنيا بكلام عربي يودي المعنى المقصود . ونظيره ما حكي عنهم في قوله تعالى ( دعوا هنالك ثبورا ) وقوله ( يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ) وقوله ( يا ويلتنا ما لهذا الكتاب ) الآية .
ثم أخذ يتحسر على ما فرط من الخير في الدنيا بالإقبال على ما لم يجده في العالم الأبدي فقال ( ما أغنى عني ماليه ) أي يقول ذلك من كان ذا مال وذا سلطان من ذلك الفريق من جميع أهل الإشراك والكفر فما ظنك بحسرة من اتبعوهم واقتدوا بهم إذا رأوهم كذلك . وفي هذا تعريض بسادة مشركي العرب مثل أبي جهل وأمية بن خلف قال تعالى ( ذرني والمكذبين أولي النعمة ) .
وفي ( أغنى عني ) الجناس الخطي ولو مع اختلاف قليل كما في قولهم " غرك عزك فصار قصارى ذلك ذلك " .
ومعنى هلاك السلطان : عدم الانتفاع به يومئذ فهو هلاك مجازي . وضمن ( هلك ) معنى " غاب " فعدي ب ( عن ) أي لم يحضرني سلطاني الذي عهدته .
A E والقول في هاءات " كتابيه وحسابيه وماليه وسلطانيه " كالقول فيما تقدم إلا أن حمزة وخلفا قرآ هنا ( ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه ) بدون هاء في حالة الوصل .
( خذوه فغلوه [ 30 ] ثم الجحيم صلوه [ 31 ] ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه [ 32 ] إنه كان لا يؤمن بالله العظيم [ 33 ] ولا يحض على طعام المسكين [ 34 ] فليس له اليوم ها هنا حميم [ 35 ] ولا طعام إلا من غسلين [ 36 ] لا يأكله إلا الخاطئون [ 37 ] ) ( خذوه ) مقول لقول محذوف موقعه في موقع الحال من ضمير ( فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ) والتقدير : يقال : خذوه .
ومعلوم من المقام أن المأمورين بأن يأخذوه هم الملائكة الموكلون بسوق أهل الحساب إلى ما أعد لهم .
والأخذ : الإمساك باليد