وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمعنى : إني علمت في الدنيا أني ألقي الحساب أي آمنت بالبعث . وهذا الخبر مستعمل كناية عن استعداده للحساب بتقديم الإيمان والأعمال الصالحة مما كان سبب سعادته .
وجملة ( إني ظننت أني ملاق حسابيه ) في موقع التعليل للفرح والبهجة التي دل عليها قوله ( هاؤم اقرأوا كتابيه ) وبذلك يكون حرف ( إن ) لمجرد الاهتمام وإفادة التسبب .
وموقع ( فهو في عيشة راضية ) موقع التفريع على ما تقدم من إيتائه كتابه بيمينه وما كان لذلك من أثر المسرة والكرامة في الحشر فتكون الفاء لتفريع ذكر هذه الجملة على ذكر ما قبلها . ولك أن تجعلها بدل اشتمال من جملة ( فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه ) فإن ذلك القول اشتمل على أن قائله في نعيم كما تقدم وإعادة الفاء مع الجملة من إعادة العامل في المبدل منه مع البدل للتأكيد كقوله تعالى ( تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا ) .
والعيشة : حالة العيش وهيئته .
ووصف ( عيشة ) ب ( راضية ) مجاز عقلي لملابسة العيشة حالة صاحبها وهو العائش ملابسة الصفة لموصوفها .
والراضي : هو صاحب العيشة لا العيشة لأن ( راضية ) اسم فاعل رضيت إذا حصل لها الرضى وهو الفرح والغبطة .
والعيشة ليست راضية ولكنها لحسنها رضي صاحبها فوصفها ب ( راضية ) من إسناد الوصف إلى غير ما هو له وهو من المبالغة لأنه يدل على شدة الرضى بسببها حتى سرى إليها ولذلك الاعتبار أرجع السكاكي ما يسمى بالمجاز العقلي إلى الاستعارة المكنية كما ذكر في علم البيان .
و ( في ) للظرفية المجازية وهي الملابسة .
وجملة ( في جنة عالية ) بدل اشتمال من جملة ( فهو في عيشة راضية ) .
والعلو : الارتفاع وهو من محاسن الجنات لأن صاحبها يشرف على جهات من متسع النظر ولأنه يبدو له كثير من محاسن جنته حين ينظر إليها من أعلاها أو وسطها مما لا يلوح لنظره لو كانت جنته في أرض منبسطة وذلك من زيادة البهجة والمسرة لأن جمال المناظر من مسرات النفس ومن النعم . ووقع في شعر زهير : .
كأن عيني في غربي مقتلة ... من النواضح تسقي جنة سحقا فقد قال أهل اللغة : يجوز أن يكون سحقا نعتا للجنة بدون تقدير كما قالوا : ناقة علط وامرأة عطل . ولم يعرجوا على معنى السحق فيها وهو الارتفاع لأن المرتفع بعيد وقالوا : سحقت النخلة ككرم إذا طالت . وفي القرآن ( كمثل جنة بربوة ) .
وجوزوا أن يراد أيضا بالعلو علو القدر مثل فلان ذو درجة رفيعة وبذلك كان للفظ ( عالية ) هنا ما ليس لقوله ( كمثل جنة بربوة ) لأن المراد هنالك جنة من الدنيا .
والقطوف : جمع قطف بكسر القاف وسكون الطاء وهو الثمر سمي بذلك لأنه يقطف وأصله فعل بمعنى مفعول مثل ذبح .
ومعنى دنوها : قربها من أيدي المتناولين لأن ذلك أهنأ إذ لا كلفة فيه قال تعالى ( وذللت قطوفها تذليلا ) .
وجملة ( كلوا واشربوا ) إلى آخر مقول قول محذوف وهو ومقوله في موضع صفة ل ( جنة ) . إذ التقدير : يقال للفريق الذين يؤتون كتبهم بأيمانهم حين يستقرون في الجنة : كلوا واشربوا الخ .
ويجوز أن تكون الجملة خبرا ثانيا عن الضمير في قوله ( فهو في عيشة راضية ) .
A E وإنما أفردت ضمائر الفريق الذي أوتي كتابه بيمينه فيما تقدم ثم جاء الضمير ضمير جمع عند حكاية خطابهم لأن هذه الضمائر السابقة حكيت معها أفعال مما يتلبس بكل فرد من الفريق عند إتمام حسابه . وأما ضمير ( كلوا واشربوا ) فهو خطاب لجميع الفريق بعد حلولهم في الجنة كما يدخل الضيوف إلى المأدبة فيحيي كل داخل منهم بكلام يخصه فإذا استقروا أقبل عليهم مضيفهم بعبارات الإكرام .
و ( هنيئا ) يجوز أن يكون فعيلا بمعنى فاعل إذا ثبت له الهناء فيكون منصوبا على النيابة عن المفعول المطلق لأنه وصفه وإسناد الهناء للأكل والشرب مجاز عقلي لأنهما متلبسان بالهناء للآكل والشارب .
ويجوز أن يكون اسم فاعل من غير الثلاثي بوزن ما للثلاثي . والتقدير : مهنئا أي سبب هناء كما قال عمرو بن معد يكرب : .
" أمن ريحانة الداعي السميع أي المسمع وكما وصف الله تعالى بالحكيم بمعنى الحكم المصنوعات . ويجوز أن يكون فعيلا بمعنى مفعول أي مهنيئا به