وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ودل قوله ( فأما ما أوتي كتابه بيمينه ) على كلام محذوف للإيجاز تقديره فيؤتى كل أحد كتاب أعماله فأما من أوتي كتابه الخ على طريقة قوله تعالى ( أن اضرب بعصاك البحر فانفلق ) .
والباء في قوله ( بيمينه ) للمصاحبة أو بمعنى ( في ) .
وإيتاء الكتاب باليمين علامة على أنه إيتاء كرامة وتبشير والعرب يذكرون التناول باليمين كناية عن الاهتمام بالمأخوذ والاعتزاز به قال الشماخ : .
إذا ما راية رفعت لمجد ... تلقاها عرابة باليمين وقال تعالى ( وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود ) الآية ثم قال ( وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سموم وحميم ) الآية .
وجملة ( فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه ) جواب شرط ( أما ) وهو مغني عن خبر المبتدأ وهذا القول قول ذي بهجة وحبور يبعثان على اطلاع الناس على ما في كتاب أعماله من جزاء في مقام الاغتباط والفخار ففيه كناية عن كونه من حبور ونعيم فإن المعنى الكنائي هو الغرض الأهم من ذكر العرض .
و ( هاؤم ) مركب من هاء ممدودة ومقصورة والممدود مبني على فتح الهمزة إذا تجرد عن علامات الخطاب ما عدا الموجه إلى امرأة فهو بكسر الهمزة دون ياء . وإذا خوطب به أكثر من واحد التزم مدة ليتأنى الحاق علامة خطاب كالعلامة التي تلحق ضمير المخاطب وضموا همزته ضمة كضمة ضمير الخطاب إذ لحقته علامة التثنية والجمع فيقال : هاؤما كما يقال : أنتما وهاؤم كما يقال : أنتم وهاؤن كما يقال : أنتن ومن أهل اللغة من ادعى أن ( هاؤم ) أصله : ها أموا مركبا من كلمتين ( ها ) وفعل أمر للجماعة من فعل أم إذا قصد ثم خفف لكثرة الاستعمال ولا يصح لأنه لم يسمع هاؤمين في خطاب جماعة النساء وفيه لغات أخرى واستعمالات في اتصال كاف الخطاب به تقصاها الرضي في شرح الكافية وابن مكرم في لسان العرب .
و ( هاؤم ) بتصاريفه معتبر اسم فعل أمر بمعنى : خذ كما في الكشاف وبمعنى تعال أيضا كما في النهاية .
والخطاب في قوله ( هاؤم اقرأوا ) للصالحين من أهل المحشر .
و ( كتابيه ) أصله : كتابي بتحريك ياء المتكلم على أحد وجوه في ياء المتكلم إذا وقعت مضافا إليها وهو تحريك أحسب أنه يقصد به إظهار إضافة المضاف إلى تلك الياء للوقوف محافظة على حركة الياء المقصود اجتلابها .
و ( اقرأوا ) بيان للمقصود من اسم الفعل من قوله ( هاؤم ) .
وقد تنازع كل من ( هاؤم ) و ( اقرأوا ) قوله ( كتابيه ) . والتقدير : هاؤم كتابيه اقرأوا كتابيه ونظائرها للسكت حين الوقت .
وحق هذه الهاء أن تثبت في الوقف وتسقط في الوصل . وقد أثبتت في هذه الآية في الحالين عند جمهور القراء وكتبت في المصاحف فعلم أنها للتعبير عن الكلام المحكي بلغة ذلك القائل بما يرادفه في الاستعمال العربي لأن الاستعمال أن يأتي القائل بهذه الياء بالوقف على كلتا الجملتين .
ولأن هذه الكلمات وقعت فواصل والفواصل مثل الأسجاع تتبر بحالة الوقف مثل القوافي فلو قيل : اقرأوا كتابي إني ظننت أني ملاق حسابي سقطت فاصلتان وذلك تفريط في محسنين .
وقرأها يعقوب ذا وصلها بحذف الهاء والقراء يستحبون أن يقف عليها القارئ ليوافق مشهور رسم المصحف ولئلا يذهب حسن السجع .
A E وأطلق الظن في قوله ( إني ظننت أني ملاق حسابيه ) على معنى اليقين وهو أحد معنييه . وعن الضحاك : كل ظن في القرآن من المؤمن فهو يقين ومن الكافر فهو شك .
وحقيقة الظن : علم لم يتحقق ؛ إما لأن المعلوم به لم يقع بعد ولم يخرج إلى عالم الحس وإما لأن علم صاحبه مخلوط بشك . وبهذا يكون إطلاق الظن على المعلوم المتيقن إطلاقا حقيقيا . وعلى هذا جرى الأزهري في التهذيب وأبو عمرو واقتصر على هذا المعنى ابن عطية .
وكلام الكشاف يدل على أن أصل الظن : علم غير متيقن ولكنه قد يجري مجرى العلم لآن الظن الغالب يقام مقام العلم في العادات والأحكام وقال : يقال : أظن ظنا كاليقين أن الأمر كيت وكيت فهو عنده إذا أطلق على اليقين كان مجازا . وهذا أيضا رأي الجوهري وابن سيده والفيروز ابادي وأما قوله تعالى ( إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين ) فلا دلالة فيه لأن تنكير ( ظنا ) أريد به التقليل وأكد ب ( ما نحن بمستيقنين ) فاحتمل الاحتمالين وقد تقدم عند قوله تعالى ( وإنا لنظنك من الكاذبين ) في سورة الأعراف وقوله ( وظنوا أن ل ملجأ من الله إلا إليه ) في سورة براءة