وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمراد بالثمانية الذين يحملون العرش : ثمانية من الملائكة فقيل : ثمانية شخوص وقيل : ثمانية صفوف وقيل ثمانية أعشار أي نحو ثمانين من مجموع عدد الملائكة وقيل غير ذلك . وهذا من أحوال الغيب التي لا يتعلق الغرض بتفصيلها إذ المقصود من الآية تمثيل عظمة الله تعالى وتقريب ذلك إلى الأفهام كما قال في غير آية .
ولعل المقصود بالإشارة إلى ما زاد على الموعظة هو تعليم الله نبيه A شيئا من تلك الأحوال بطريقة رمزية يفتح عليه بفهم تفصيلها ولم يرد تشغيلنا بعلمها .
وكأن الداعي إلى ذكرهم إجمالا هو الانتقال إلى الأخبار عن عرش الله لئلا يكون ذكره اقتضابا بعد ذكر الملائكة .
وروى الترمذي عن العباس بن عبد المطلب عن النبي A حديثا ذكر فيه أبعاد ما بين السماوات وفي ذكر جملة لعرش رموز ساقها الترمذي مساق التفسير لهذه الآية وأحد رواته عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس قال البخاري : لا نعلم له سماعا عن الأحنف .
وهنالك أخبار غير حديث العباس لا يعبأ بها وقال ابن العربي فيها : إنها متلفقات من أهل الكتاب أو من شعر لأمية بن أبي الصلت ولم يصح أن النبي A أنشد بين يديه فصدقه . اه .
وضمير ( فوقهم ) يعود إلى الملك .
ويتعلق ( فوقهم ) ب ( يحمل عرش ربك ) وهو تأكيد لما دل عليه يحمل من كون العرش عاليا فهو بمنزلة القيدين في قوله ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه ) .
والخطاب للنبي A . وإضافة عرش إلى الله إضافة تشريف مثل إضافة الكعبة إليه في قوله ( وطهر بيتي للطائفين ) الآية والله منزه من الجلوس على العرش وعن السكنى في بيت .
والخطاب في قوله ( تعرضون ) لجميع الناس بقرينة المقام وما بعد ذلك من التفصيل .
والعرض : أصله إمرار الأشياء على من يريد التأمل منها مثل عرض السلعة على المشتري وعرض الجيش على أميره وأطلق هنا كناية عن لازمه وهو المحاسبة مع جواز إرادة المعنى الصريح .
ومعنى ( لا تخفى منكم خافية ) : لا تخفى على الله ولا على ملائكته . وتأنيث ( خافية ) لأنه وصف لموصوف مؤنث يقدر بالفعلة من أفعال العباد أو يقدر بنفس أي لا تختبئ من الحساب نفس أي أحد ولا يلتبس كافر بمؤمن ولا بار بفاجر .
وجملة ( يومئذ تعرضون ) مستأنفة أو هي بيان لجملة ( فيومئذ وقعت الواقعة ) أو بدل اشتمال منها .
و ( منكم ) صفة ل ( خافية ) قدمت علية فتكون حالا .
وتكرير ( يومئذ ) أربع مرات لتهويل ذلك اليوم الذي مبدؤه النفخ في الصور ثم يعقبه ما بعده مما ذكر في الجمل بعده فقد جرى ذكر ذلك اليوم خمس مرات لأن ( فيومئذ وقعت الواقعة ) تكرير ل ( إذا ) من قوله ( فإذا نفخ في الصور ) إذ تقدير المضاف إليه في ( يومئذ ) هو مدلول جملة ( فإذا نفخ في الصور ) فقد ذكر زمان النفخ أولا وتكرر ذكره بعد ذلك أربع مرات .
وقرأ الجمهور ( لا تخفى ) بمثناة فوقية . وقرأه حمزة والكسائي وخلف بالتحتية لأن تأنيث خافية غير حقيقي مع وقوع الفصل بين الفعل وفاعله .
A E ( فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه [ 19 ] إني ظننت أني ملاق حسابيه [ 20 ] فهو في عيشة راضية [ 21 ] في جنة عالية [ 22 ] قطوفها دانية [ 23 ] كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية [ 24 ] ) الفاء تفصيل ما يتضمنه ( تعرضون ) إذ العرض عرض للحساب والجزاء فإيتاء الكتاب هو إيقاف كل واحد على صحيفة أعماله . و ( أما ) حرف تفصيل وشرط وهو يفيد مفاد " مهما يكن من شيء " والمعنى : مهما يكن عرض ( فمن أوتي كتابه بيمينه فهو في عيشة راضية ) وشأن الفاء الرابطة لجوابها أن يفصل بينها وبين ( أما ) بجزء من جملة الجواب أو بشيء من متعلقات الجواب مهتم به لأنهم لما التزموا حذف فعل الشرط لاندماجه في مدلول ( أما ) كرهوا اتصال فاء الجواب بأداة الشرط ففصلوا بينهما بفاصل تحسينا لصورة الكلام فقوله ( من أوتي كتابه بيمينه ) أصله صدر جملة الجواب وهو مبتدأ خبره ( فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه ) كما سيأتي