وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقد بني على شهرة مهلك قوم نوح اعتباره كالمذكور في الكلام فجعل شرطا ل ( لما ) في قوله ( إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية ) أي في ذلك الوقت المعروف بطغيان الطوفان .
والطغيان : مستعار لشدته الخارقة للعادة تشبيها لها بطغيان الطاغي على الناس تشبيه تقريب فإن الطوفان أقوى شدة من طغيان الطاغي .
والجارية صفة لمحذوف وهو السفينة وقد شاع هذا الوصف حتى صار بمنزلة الاسم قال تعالى ( وله الجوار المنشئات في البحر ) .
وأصل الحمل وضع جسم فوق جسم لنقله وأطلق هنا على الوضع في ظرف متنقل على وجه الاستعارة .
وإسناد الحمل إلى اسم الجلالة مجاز عقلي بناء على أنه أوحى إلى نوح بصنع الحاملة ووضع المحمول قال تعالى ( فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين ) الآية .
وذكر إحدى الحكم والعلل لهذا الحمل وهي حكمة تذكير البشر به على تعاقب الإعصار ليكون لهم باعثا على الشكر وعظة لهم من أسواء الكفر وليخبر بها من علمها قوما لم يعلموها فتعيها أسماعهم .
والمراد بإذن : آذان واعية . وعموم النكرة في سياق الإثبات لا يستفاد إلا بقرينة التعميم كقوله تعالى ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) .
والوعي : العلم بالمسموعات أي ولتعلم خبرها إذن موصوفة بالوعي أي من شأنها أن تعي .
وهذا تعريض بالمشركين إذ لم يتعظوا بخبر الطوفان والسفينة التي نجا بها المؤمنون فتلقوه كما يتلقون القصص الفكاهية .
( فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة [ 13 ] وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة [ 14 ] فيومئذ وقعت الواقعة [ 15 ] وانشقت السماء فهي يومئذ واهية [ 16 ] والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية [ 17 ] يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية [ 18 ] ) الفاء لتفريع ما بعدها على التهويل الذي صدرت به السورة من قوله ( الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة ) فعلم أنه تهويل لأمر العذاب الذي هدد به المشركون من أمثال ما نال أمثالهم في الدنيا . ومن عذاب الآخرة الذي ينتظرهم فلما أتم تهديدهم بعذاب الدنيا فرع عليه إنذارهم بعذاب الآخرة الذي يحل عند القارعة التي كذبوا بها كما كذبت بها ثمود وعاد فحصل من هذا بيان للقارعة بأنها ساعة البعث وهي الواقعة .
والصور : قرن ثور يقعر ويجعل في داخله سداد يسد بعض فراغه حتى إذا نفخ فيه نافخ انضغط الهواء فصوت صوتا قويا وكانت الجنود تتخذه لنداء بعضهم بعضا عند إرادة النفير أو الهجوم وتقدم عند قوله تعالى ( وله الملك يوم ينفخ في الصور ) في سورة الأنعام .
والنفخ في الصور : عبارة عن أمر التكوين بإحياء الأجساد للبعث مثل الإحياء بنداء طائفة الجند المكلفة بالأبواق لنداء بقية الجيش حيث لا يتأخر جندي عن الحضور إلى موضع المناداة وقد يكون للملك الموكل موجود يصوت صوتا مؤثرا .
A E و ( نفخة ) : مصدر نفخ مقترن بهاء دالة على المرة أي الوحدة فهو في الأصل مفعول مطلق أو تقع على النيابة عن الفاعل للعلم بأن فاعل النفخ الملك الموكل بالنفخ بالصور وهو إسرافيل .
ووصف ( نفخة ) ب ( واحدة ) تأكيد لإفادة الوحدة من صيغة الفعلة تنصيصا على الوحدة المفادة من التاء .
والتنصيص على هذا للتنبيه على التعجيب من تأثر جميع الأجساد البشرية بنفخة واحدة دون تكرير تعجيبا عن عظيم قدرة الله ونفوذ أمره لأن سياق الكلام من مبدأ السورة تهويل يوم القيامة فتعداد أهواله مقصود ولأجل القصد إليه هنا لم يذكر وصف واحدة في قوله تعالى ( ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون ) في سورة الروم .
فحصل في ذكر ( نفخة واحدة ) تأكيد معنى النفخ وتأكيد معنى الوحدة وهذا يبين ما روي عن صاحب الكشاف في تقريره بلفظ مجمل نقله الطيبي فليس المراد بوصفها ب ( واحدة ) أنها غير متبعة بثانية فقد جاء في آيات أخرى أنهما نفختان بل المراد أنها غير محتاج حصول المراد منها إلى تكررها كناية عن سرعة وقوع الواقعة أي يوم الواقعة