وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمراد بفرعون فرعون الذي أرسل إليه موسى عليه السلام وهو " منفطاح الثاني " . وإنما أسند الخطء إليه لأن موسى أرسل إليه ليطلق بني إسرائيل من العبودية قال تعالى ( اذهب إلى فرعون إنه طغى ) فهو المؤاخذ بهذا العصيان وتبعه القبط امتثالا لأمره وكذبوا موسى وأعرضوا عن دعوته .
وشمل قوله ( ومن قبله ) أمما كثيرة منها قوم نوح وقوم إبراهيم .
وقرأ الجمهور ( ومن قبله ) بفتح القاف وسكون الباء . وقرأ أبو عمرو والكسائي ويعقوب بكسر القاف وفتح الباء أي ومن كان من جهته أي قومه وأتباعه .
والمؤتفكات : قرى قوم لوط الثلاث وأريد بالمؤتفكات سكانها وهم قوم لوط خصوا بالذكر لشهرة جريمتهم ولكونهم كانوا مشهورين عند العرب إذ كانت قراهم في طريقهم إلى الشام قال تعالى ( وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون ) وقال ( ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرنها ) .
ووصفت قرى قوم لوط ب ( المؤتفكات ) جمع مؤتفكة اسم فاعل أئتفك مطاوع أفكه إذا قلبه فهي المنقلبات أي قلبها قالب أي خسف بها قال تعالى ( فجعلنا عاليها سافلها ) .
والخاطئة : أما مصدر بوزن فاعلة وهاؤه هاء المرة الواحدة فلما استعمل مصدرا قطع النظر عن المرة كما تقدم في قوله ( الحاقة ) وهو مصدر خطئ إذا أذنب . والذنب : الخطء بكسر الخاء وأما اسم فاعل خطئ وتأنيثه بتأويل : الفعلة ذات الخطء فهاؤه هاء التأنيث .
والتعريف في تعريف الجنس على كلا الوجهين فالمعنى : جاء كل منهم بالذنب المستحق للعقاب . وفرع عنهم تفصيل ذنبهم المعبر عنه بالخاطئة فقال ( فعصوا رسول ربهم ) وهذا التفريع للتفصيل نظير التفريع في قوله ( كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا وازدجر ) في أنه تفريع بيان على المبين .
وضمير ( عصوا ) يجوز أن يرجع إلى ( فرعون ) باعتباره رأس قومه فالضمير عائد إليه وإلى قومه والقرينة ظاهرة على قراءة الجمهور وأما على قراءة أبي عمرو والكسائي فالأمر أظهر وعلى هذا الاعتبار في محل ضمير ( عصوا ) يكون المراد ب ( رسول ربهم ) موسى عليه السلام . وتعريفه بالإضافة لما في لفظ المضاف إليه من الإشارة إلى تخطئتهم في عبادة فرعون وجعلهم إياله إلها لهم .
ويجوز أن يرجع ضمير ( عصوا ) إلى ( فرعون ومن قبله والمؤتفكات ) .
و ( رسول ربهم ) هو الرسول المرسل إلى كل قوم من هؤلاء .
فإفراد ( رسول ) مراد به التوزيع على الجماعات أي رسول الله لكل جماعة منهم والقرينة ظاهرة وهو أجمل نظما من أن يقال : فعصوا رسل ربهم لما في إفراد ( رسول ) من التفنن في صيغ الكلم من جمع وإفراد تفاديا مع تتابع ثلاثة جموع لأن صيغ الجمع لا تخلوا من ثقل لقلة استعمالها وعكسه قوله في سورة الفرقان ( وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم ) وإنما كذبوا رسولا واحدا وقوله ( كذبت قوم نوح المرسلين ) وما بعده في سورة الشعراء وقد تقدم تأويل ذلك في موضعه .
A E والأخذ : مستعمل في الإهلاك وقد تقدم عند قوله تعالى ( أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ) في سورة الأنعام وفي مواضع أخرى .
و ( أخذة ) : واحدة من الأخذ فيراد بها أخذ فرعون وقومه بالغرق كما قال تعالى ( فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر ) وإذا أعيد ضمير الغائب إلى ( فرعون ومن قبله والمؤتفكات ) كان إفراد الآخذة كإفراد ( رسول ربهم ) أي أخذنا كل أمة منهم أخذة .
والرابية : اسم فاعل من ربا يربو إذا زاد فلما صيغ منه وزن فاعلة قلبت الواو ياء لوقوعها متحركة أثر كسرة .
واستعير الربو هنا للشدة كما تستعار الكثرة للشدة في نحو قوله تعالى ( وادعوا ثبورا كثيرا ) .
والمراد بالآخذة الرابية : إهلاك الاستئصال أي ليس في إهلاكهم إبقاء قليل منهم .
( إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية [ 11 ] لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية [ 12 ] ) إن قوله تعالى ( ومن قبله ) لما شمل قوم نوح وهم أول الأمم كذبوا الرسل حسن اقتضاب التذكير بأخذهم لما فيه من إدماج امتنان على جميع الناس الذين تناسلوا من الفئة الذين نجاهم الله من الغرق ليتخلص من كونه عظة وعبرة إلى التذكير بأنه نعمة وهذا من قبيل الإدماج