وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والخطاب في قوله ( فترى ) خطاب لغير معين أي فيرى الرائي لو كان راء وهذا أسلوب في حكاية الأمور العظيمة الغائبة تستحضر فيه تلك الحالة كأنها حاضرة ويتخيل في المقام سامع حاضر شاهد مهلكهم أو شاهدهم بعده وكلا المشاهدتين منتف في هذه الآية فيعتبر خطابا فرضيا فليس هو بالتفات ولا هو من خطاب غير المعين وقريب منه قوله تعالى ( وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ) وقوله ( وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا ) وعلى دقة هذا الاستعمال أهمل المفسرون التعرض له عدا كلمة للبيضاوي .
والتعريف في ( القوم ) للعهد الذكري والقوم : القبيلة وهذا تصوير لهلاك جميع القبيلة .
وضمير ( فيها ) عائد إلى الليالي والأيام .
وصرعى : جمع صريع وهو الملقى على الأرض ميتا وشبهوا بأعجاز نخل أي أصول النخل وعجز النخلة : هو الساق التي تتصل بالأرض من النخلة وهو أغلظ النخلة وأشدها .
ووجه التشبيه بها أن الذين يقطعون النخل إذا قطعوه للانتفاع بأعواده في إقامة البيوت للسقف والعضادات انتقوا منه أصوله لأنها أغلظ وأملأ وتركوها على الأرض حتى تيبس وتزول رطوبتها ثم يجعلوها عمدا وأساطين .
والنخل : اسم جمع نخلة .
والخاوي : الخالي مما كان مالئا له وحالا فيه .
وقوله ( خاوية ) مجرور باتفاق القراء فتعين أن يكون صفة ( نخل ) .
ووصف ( نخل ) بأنها ( خاوية ) باعتبار إطلاق اسم ( النخل ) على مكانه بتأويل الجنة أو الحديقة ففيه استخدام . والمعنى : خالية من الناس . وهذا الوصف لتشويه المشبه به بتشويه مكانه ولا أثر له في المشابهة وأحسنه ما كان فيه مناسبة للغرض من التشبيه كما في الآية فإن لهذا الوصف وقعا في التنفير من حالتهم ليناسب الموعظة والتحذير من الوقوع في مثل أسبابها ومنه قول كعب بن زهير : .
لذاك أهيب عندي إذ أكلمه ... وقيل إنك منسوب ومس } ول .
من خادر من ليوث الأسد مسكنه ... من بطن عثر غيل دونه غيل الأبيات الأربعة وقول عنترة : .
فتركته جزر السباع ينشنه ... يقضمن حسن بنانه والمعصم ( فهل ترى لهم من باقية [ 8 ] ) تفريع على مجموع قصتي ثمود وعاد فهو فذلكه لما فصل من حال إهلاكهما وذلك من قبيل الجمع بعد التفريق فيكون في أول الآية جمع ثم تفريق ثم جمع وهو كقوله تعالى ( وأنه أهلك عادا الأولى وثمود فما أبقى ) أي فما أبقاهما .
والخطاب لغير معين والباقية : إما اسم فاعل على بابه والهاء : إما للتأنيث بتأويل نفس أي فما ترى منهم نفس باقية أو بتأويل فرقة أي ما ترى فرقة منهم باقية .
ويجوز أن تكون ( باقية ) مصدرا على وزن فاعلة مثل ما تقدم في الحاقة أي فما ترى لهم بقاء أي هلكوا عن بكرة أبيهم .
A E واللام في قوله ( لهم ) يجوز أن تجعل لشبه الملك أي باقية لأجل النفع . ويجوز أن يكون اللام بمعنى ( من ) مثل قولهم : سمعت له صراخا وقول الأعشى : .
نسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت ... كما استعان بريح عشرق زجل وقول جرير : .
" ونحن لكم يوم القيامة أفضل أي ونحن منكم أفضل .
ويجوز أن تكون اللام التي تنوى في الإضافة إذا لم تكن الإضافة على معنى ( من ) . والأصل : فهل ترى باقيتهم فلما قصد التنصيص على عموم النفي واقتضى ذلك جلب ( من ) الزائدة لزم تنكير مدخول ( من ) الزائدة فأعطي حق معنى الإضافة بإظهار اللام التي الشأن أن تنوى كما في قوله تعالى ( بعثنا عليكم عبادا لنا ) فإن أصله عبادنا .
( وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة [ 9 ] فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية [ 10 ] ) عطف على جملة ( كذبت ثمود وعاد بالقارعة ) .
وجمع في الذكر هنا أمم تقدمت قبل بعثة موسى عليه السلام إجمالا وتصريحا وخص منهم بالتصريح قوم فرعون والمؤتفكات لأنهم من أشهر الأمم ذكرا عند أهل الكتاب المختلطين بالعرب والنازلين بجوارهم فمن العرب من يبلغه بعض الخبر عن قصتهم .
وفي عطف هؤلاء على ثمود وعاد في سياق ذكر التكذيب بالقارعة إيماء إلى أنهم تشابهوا في التكذيب بالقارعة كما تشابهوا في المجيء بالخاطئة وعصيان رسل ربهم فحصل في الكلام احتباك