وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ووصف " الساعة " أو " القيامة " بذلك مجاز عقلي من إسناد الوصف إلى غير ما هو له بتأول لملابسته ما هو له إذ هي زمان القرع قال تعالى ( القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث ) الآية . وهي ما سيأتي بيانها في قوله ( فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة ) الآيات .
وجيء في الخبر عن هاتين الآيتين بطريقة اللف والنشر لأنهما اجتمعا في موجب العقوبة ثم فصل ذكر عذابهما .
( فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية [ 5 ] ) ابتدئ بذكر ثمود لأن العذاب الذي أصابهم من قبيل القرع إذ أصابتهم الصواعق المسماة في بعض الآيات بالصحيحة . والطاغية : الصاعقة في قول ابن عباس وقتادة : نزلت عليهم صاعقة أو صواعق فأهلكتهم ولأن منازل ثمود كانت في طريق أهل مكة إلى الشام في رحلتهم فهم يرونها قال تعالى ( فتلك بيوتهم خالية بما ظلموا ) ولأن الكلام على مهلك عاد أنسب فأخر لذلك أيضا .
وإنما سميت الصاعقة أو الصيحة بالطاغية لأنها كانت متجاوزة الحال المتعارف في الشدة فشبه فعلها بفعل الطاغي المتجاوز الحد في العدوان والبطش .
والباء في قول ( بالطاغية ) للاستعانة .
وثمود : أمة من العرب البائدة العاربة وهم أنساب عاد . وثمود : اسم جد تلك الأمة ولكن غلب إلى الأمة فلذلك منع من الصرف للعلمية والتأنيث باعتبار الأمة أو القبيلة .
وتقدم ذكر ثمود عند قوله تعالى ( وإلى ثمود أخاهم صالحا ) في سورة الأعراف .
( ولأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية [ 6 ] سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية [ 7 ] ) الصرصر : الشديدة يكون لها صوت كالصرير وقد تقدم عند قوله تعالى ( فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات ) في سورة فصلت . والعاتية : الشديدة العصف وأصل العتو والعتي : شدة التكبر فاستعير للشيء المتجاوز الحد المعتاد تشبيها بالتكبر الشديد في عدم الطاعة والجري على المعتاد .
والتسخير : الغصب على عمل واستعير لتكوين الريح الصرصر تكوينا متجاوزا المتعارف في قوة جنسها فكأنها مكرهة عليه .
وعلق به ( عليهم ) لأنه ضمن معنى أرسلها .
و ( حسوما ) يجوز أن يكون جمع حاسم مثل قعود جمع قاعد وشهود جمع شاهد غلب فيه الأيام على الليالي لأنها أكثر عددا إذ هي ثمانية أيام وهذا له معان : A E أحدهما أن يكون المعنى : يتابع بعضها بعضا أي لا فصل بينها كما يقال : صيام شهرين متتابعين وقال عبد العزيز بن زرارة الكلابي : .
ففرق بين بينهم زمان ... تتابع فيه أعوام حسوم قيل : والحسوم مشتق من حسم الداء بالمكواة إذ يكوى ويتابع الكي أياما فيكون إطلاقه استعارة ولعلها من مبتكرات القرآن وبيت عبد العزيز الكلابي من الشعر الإسلامي فهو متابع لاستعمال القرآن .
والمعنى الثاني : أن يكون من الحسم وهو القطع أي حاسمة مستأصلة . ومنه سمي السيف حساما لأنه يقطع أي حسمتهم فلم تبق منهم أحدا . وعلى هذين المعنيين فهو صفة ل ( سبع ليال وثمانية أيام ) أو حال منها .
والمعنى الثالث : أن يكون حسوم مصدرا كالشكور والدخول فينتصب على المفعول لأجله وعامله ( سخرها ) أي سخرها عليهم لاستئصالهم وقطع دابرهم .
وكل هذه المعاني صالح لأن يذكر مع هذه الأيام فإيثار هذا اللفظ من تمام بلاغة القرآن وإعجازه .
وقد سمي أصحاب الميقات من المسلمين أياما ثمانية منصفة بين أواخر فبراير وأوائل مارس معروفة في عادة نظام الجو بأن تشتد فيها الرياح غالبا أيام الحسوم على وجه التشبيه وزعموا أنها تقابل أمثالها من العام الذي أصيبت فيه عاد بالرياح وهو من الأوهام ومن ذا الذي رصد تلك الأيام .
ومن أهل اللغة من زعم أن أيام الحسوم هي الأيام التي يقال لها : أيام العجوز أو العجز وهي آخر فصل الشتاء ويعدها العرب خمسا أو سبعة لها أسماء معروفة مجموعة في أبيات تذكر في كتب اللغة وشتان بينها وبين حسوم عاد في العدة والمدة .
وفرع على ( سخرها عليهم ) أنهم صاروا صرعى كلهم يراهم الرائي لو كان حاضرا تلك الحالة