وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأتوا بلفظ الوعد استنجازا له لأن شأن الوعد الوفاء .
وضمير الخطاب في ( إن كنتم صادقين ) للنبي A والمسلمين لأنهم يلهجون بإنذارهم بيوم الحشر وتقدم نظيره في سورة النبأ .
وأمر الله رسوله بأن يجيب سؤالهم بجلة على خلاف مرادهم بل على ظاهر الاستفهام عن وقت الوعد على طريقة الأسلوب الحكيم بأن وقت هذا الوعد لا يعلمه إلا الله فقوله ( قل ) هنا أمر بقول يختص بجواب كلامهم وفصل دون عطف يجريان المقول في سياق المحاورة ولم يعطف فعل ( قل ) بالفاء جريا على سنن أمثاله الواقعة في المجاوبة والمحاورة كما تقدم في نظائره الكثيرة وتقدم عند قوله تعالى ( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ) في سورة البقرة .
ولام التعريف في ( العلم ) للعهد أي العلم بهذا الوعد . وهذه هي اللام التي تسمى عوضا عن المضاف إليه . وهذا قصر حقيقي .
( وإنما أنا نذير مبين ) قصر إضافي أي ما أنا إلا نذير بوقوع هذا الوعد لا أتجاوز ذلك إلى كوني عالما بوقته .
والمبين : اسم فاعل من أبان المتعدي أي مبين لما أمرت بتبليغه .
( فلما رأوه زلفة سيآت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون [ 27 ] ) ( لما ) حرف توقيت أي سيئت وجوههم في وقت رؤيتهم الوعد .
والفاء فصيحة لأنها اقتضت جملة محذوفة تقديرها : فحل بهم الوعد فلما رأوه الخ أي رأوا الموعد به .
وفعل ( رأوه ) مستعمل في المستقبل وجيء به بصيغة الماضي لشبهه بالماضي في تحقق الوقوع مثل ( أتى أمر الله ) لأنه صادر عمن لا إخلاف في أخباره فإن هذا الوعد لم يكن قد حصل حين نزول الآية بمكة سواء أريد بالوعد الوعد بالبعث كما هو مقتضى السياق أم أريد به وعد النصر بقرينة قوله ( ويقولون متى هذا الوعد ) فإنه يقتضي أنهم يقولونه في الحال وأن الوعد غير حاصل حين قولهم لأنهم يسألون عنه ب ( متى ) .
ونظير هذا الاستعمال قوله تعالى ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) في سورة النساء وقوله تعالى ( ويوم نبعث من كل أمة بشهيد وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ) في سورة النحل إذ جمع في الآيتين بين فعل ( نبعث ) مضارعا وفعل ( جئنا ) ماضيا .
وأصل المعنى : فإذا يرونه تساء وجوه الذين كفروا الخ فعدل عن ذلك إلى صوغ الوعيد في صورة الإخبار عن أمر وقع فجيء بالأفعال الماضية .
وضمير ( رأوه ) عائد إلى الوعد بمعنى : رأوا الموعود به .
والزلفة بضم الزاي : اسم مصدر زلف إذا قرب وهو من باب تعب . وهذا إخبار بالمصدر للمبالغة أي رأوه شديد القرب منهم أي أخذ ينالهم .
و ( سيئت ) بني للنائب أي ساء وجوههم ذلك الوعد بمعنى الموعد . وأسند حصول السوء إلى الوجوه لتضمينه معنى كلحت أي سوء شديد تظهر آثار الانفعال منه على الوجوه كما أسند الخوف إلى الأعين في قول الأعشى : .
" وأقدم إذا ما أعين الناس تفرق ( وقيل ) أي لهم .
و ( تدعون ) بتشديد الدال مضارع ادعى . وقد حذف مفعوله لظهوره من قوله ( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ) أي تدعون أنه لا يكون .
A E و ( به ) متعلق ب ( تدعون ) لأنه ضمن معنى ( تكذبون ) فإنه إذا ضمن عامل معنى عامل آخر يحذف معمول العامل المذكور ويذكر معمول ضمنه ليدل المذكور على المحذوف . وذلك ضرب من الإيجاز .
وتقديم المجرور على العامل للاهتمام بإخطاره وللرعاية على الفاصلة . والقائل لهم ( هذا الذي كنتم به تدعون ) ملائكة المحشر أو خزنة جهنم فعدل عن تعيين القائل إذ المقصود المقول دون القائل فحذف القائل من الإيجاز .
والقصر المستفاد من تعريف جزأي الإسناد تعريض بهم بأنهم من شدة جحودهم بمنزلة من إذا رأوا الوعد حسبوه شيئا آخر على نحو قوله تعالى ( فلما رأوه عارضا مستقبل وديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا ) .
وقرأ الجمهور ( سيئت ) بكسرة السين خالصة . وقرأه ابن عامر والكسائي ونافع بإشمال الكسرة ضمة وهما لغتان في فاء كل ثلاثي معتل العين إذا بني للمجهول .
وقرا الجمهور ( تدعون ) بفتح الدال المشددة . وقرأه يعقوب بسكون الدال من الدعاء أي الذي كنتم تدعون الله أن يصيبكم به تهكما وعنادا كما قالوا ( فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم )