وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولأجل ما يصاحب الزعم من توهم قائله صدق ما قاله الحق فعل زعم بأفعال الظن فنصب مفعولين . وليس كثيرا في كلامهم ومنه قول أبي ذؤيب : .
فإن تزعميني كنت أجهل فيكم ... فإني شريت الحلم بعدك بالجهل ومن شواهد النحو قول أبي أمية أوس الحنفي : .
زعمتني شيخا ولست بشيخ ... إنما الشيخ من يدب دبيبا والأكثر أن يقع بعد فعل الزعم " أن " المفتوحة المشددة أو المخففة مثل التي في هذه الآية فيسد المصدر المنسبك مسد المفعولين . والتقدير : زعم الذين كفروا انتفاء بعثهم .
وتقدم الكلام على فعل الزعم في قوله تعالى ( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك ) الآية في سورة النساء وقوله ( ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ) في سورة الأنعام وما ذكرته هنا أوفى .
والمراد ب ( الذين كفروا ) هنا المشركون من أهل مكة ومن على دينهم .
واجتلاب حرف ( لن ) لتأكيد النفي فكانوا موقنين بانتفاء البعث .
ولذلك جيء إبطال زعمهم مؤكدا بالقسم لينقض نفيهم بأشد منه فأمر النبي A بأن يبلغهم عن الله أن البعث واقع وخاطبهم بذلك تسجيلا عليهم أن لا يقولوا ما بلغناه ذلك .
وجملة ( قل بلى ) معترضة بين جملة ( زعم الذين كفروا ) وجملة ( فآمنوا بالله ورسوله ) .
وحرف ( بلى ) حرف جواب للإبطال خاص بجواب الكلام المنفي لإبطاله .
وجملة ( ثم لتنبؤن بما علمتم ) ارتقاء في الإبطال .
و ( ثم ) للتراخي الرتبي فإن إنباءهم بما عملوا أهم من إثبات البعث إذ هو العلة للبعث .
والإنباء : الإخبار وإنباؤهم بما عملوا كناية عن محاسبتهم عليه وجزائهم عما عملوه فإن الجزاء يستلزم علم المجازي بعمله الذي جوزي عليه فكان حصول الجزاء بمنزلة إخباره بما عمله كقوله تعالى ( إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا ) .
A E وهذا وعيد وتهديد بجزاء سيء لأن المقام دليل على أن عملهم سيء وهو تكذيب الرسول A وإنكار ما دعاهم إليه .
وجملة ( وذلك على الله يسير ) تذييل والواو اعتراضية .
واسم الإشارة : إما عائد إلى البعث المفهوم من ( لتبعثن ) مثل قوله ( اعدلوا هو أقرب للتقوى ) أي العدل أقرب للتقوى وإما عائد إلى معنى المذكور من مجموع ( لتبعثن ثم لتنبئون بما عملتم ) .
وأخبر عنه ب ( يسير ) دون أن يقال : واقع كما قال ( وإن الدين لواقع ) لأن الكلام لرد إحالتهم البعث بعلة أن أجزاء الجسد تفرقت فيتعذر جمعها فذكروا بأن العسير في متعارف الناس لا يعسر على الله وقد قال في الآية الأخرى ( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ) ( فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير [ 8 ] ) من جملة المأمور رسول الله A بأن يقوله .
والفاء فصيحة تفصح عن شرط مقدر والتقدير : فإذا علمتم هذه الحجج وتذكرتم ما حل بنظرائكم من العقاب وما ستنبؤون به من أعمالكم فآمنوا بالله ورسوله والقرآن أي بنصه . والمراد بالنور الذي أنزل الله القرآن وصف بأنه نور على نور على طريقة الاستعارة لأنه أشبه النور في إيضاح المطلوب باستقامة حجته وبلاغه قال تعالى ( وأنزلنا إليكم نورا مبينا ) . وأشبه النور في الإرشاد إلى السلوك القويم وفي هذا الشبه الثاني تشاركه الكتب السماوية قال تعالى ( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ) وقرينة الاستعارة قوله ( الذي أنزلناه ) لأنه من مناسبات المشبه لاشتهار القرآن بين الناس كلهم بالألقاب المشتقة من الإنزال والتنزيل عرف ذلك المسلمون والمعاندون . وهو إنزال مجازي أريد به تبليغ مراد الله إلى الرسول A وقد تقدم عند قوله تعالى ( والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ) في سورة البقرة وفي آيات كثيرة .
وإنما جعل الإيمان بصدق القرآن داخلا في حيز فاء التفريع لأن ما قبل الفاء تضمن أنهم كذبوا بالقرآن من قوله ( ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدينا ) كما قال المشركون من أهل مكة والإيمان بالقرآن يشمل الإيمان بالبعث فكان قوله تعالى ( والنور الذي أنزلناه ) شاملا لما سبق الفاء من قوله ( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا ) الخ