وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( أنى ) هنا اسم استفهام عن المكان . وأصل ( أنى ) ظرف مكان وكثر تضمينه معنى الاستفهام في استعمالاته وقد يكون للمكان المجازي فيفسر بمعنى ( كيف ) كقوله تعالى ( قلتم أنى هذا ) في سورة آل عمران وفي قوله ( أنى لهم الذكرى ) في سورة الدخان . ومنه قوله هنا ( أنى يؤفكون ) والاستفهام هنا مستعمل في التعجيب على وجه المجاز المرسل لأن الأمر العجيب من شأنه أن يستفهم عن حال حصوله . فالاستفهام عنه من لوازم أعجوبته . فجملة ( أنى يؤفكون ) والاستفهام هنا مستعمل في التعجيب على وجه المجاز المرسل لأن الأمر العجيب من شأنه أن يستفهم عن حال حصوله . فالاستفهام عنه من لوازم أعجوبته . فجملة ( أنى يؤفكون ) بيان للتعجيب الإجمالي المفاد بجملة ( قاتلهم الله ) .
و ( يؤفكون ) يصرفون يقال : أفكه إذا صرفه وأبعده والمراد : صرفهم عن الهدى أي كيف أمكن لهم أن يصرفوا أنفسهم عن الهدى أو كيف أمكن لمضليهم أن يصرفوهم عن الهدى مع وضوح دلائله .
وتقدم نظير الآية في سورة براءة .
( وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون [ 5 ] ) هذا حالهم في العناد ومجافاة الرسول A والإعراض عن التفكر في الآخرة بله الاستعداد للفوز فيها .
و ( تعالوا ) طلب من المخاطب بالحضور عند الطالب وأصله فعل أمر من التعالي وهو تكلف العلو أي الصعود وتنوسي ذلك وصار لمجرد طلب الحضور فلزم حالة واحدة فصار اسم فعل وتقدم عند قوله تعالى ( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ) الآية في سورة الأنعام .
وهذا الطلب يجعل ( تعالوا ) مشعر بأن هذه حالة من أحوال انفرادهم في جماعتهم فهي ثالث الأغراض من بيان مختلف أنواع تلك الأحوال وقد ابتدأت ب ( إذا ) كما ابتدئ الغرضان السابقان ب ( إذا ) ( إذا جاءك المنافقون ) . و ( إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم ) .
والقائل لهم ذلك أن يكون بعض المسلمين وعظوهم ونصحوهم ويحتمل أنه بعض منهم اهتدى وأراد الإنابة .
قيل المقول له هو عبد الله بن أبي بن سلول على نحو ما تقدم من الوجوه في ذكر المنافقين بصيغة الجمع عند قوله ( إذا جاءك المنافقون ) وما بعده .
والمعنى : اذهبوا إلى رسول الله وسلوه الاستغفار لكم . وهذا يدل دلالة اقتضاء على أن المراد تربوا من النفاق وأخلصوا الإيمان وسلوا رسول الله ليستغفر لكم ما فرط منكم فكان الذي قال لهم ذلك مطلعا على نفاقهم وهذا كقوله تعالى في سورة البقرة ( وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا آنؤمن كما آمن السفهاء ) .
وليس المراد من الاستغفار الصفح عن قول عبد الله بن أبي ( ليخرجن الأعز منها الأذل ) . لأن ابن أبي ذهب إلى رسول الله A وتبرأ من أن يكون قال ذلك ولأنه لا يلتئم مع قوله تعالى ( لن يغفر الله لهم ) .
A E ولي الرؤوس : إمالتها إلى جانب غير وجاه المتكلم . إعراضا عن كلامه أي أبوا أن يستغفروا لأنهم ثابتون على النفاق أو لأنهم غير راجعين فيما قالوه من كلام بذيء في جانب المسلمين أو لئلا يلزموا بالاعتراف بما نسب إليهم من النفاق .
وقرأ الجمهور ( لووا ) بتشديد الواو الأولى مضاعف لوى للدلالة على الكثرة فيقتضي كثرة اللي منهم أي لوى جمع كثير منهم رؤوسهم وقرأ نافع وروج عن يعقوب بتخفيف الواو الأولى اكتفاء بإسناد الفعل إلى ضمير الجماعة .
والخطاب في ( ورأيتهم ) لغير معين أي ورأيتهم يا من يراهم حينئذ .
وجملة ( وهم مستكبرون ) في موضع الحال من ضمير يصدون أي يصدون صد المتكبر عن طلب الاستغفار .
( سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم ) جملة معترضة بين حكاية أحوالهم نشأت لمناسبة قوله ( وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ) الخ .
واعلم أن تركيب : سواء عليه أكذا أم كذا ونحوه مما جرى مجرى المثل فيلزم هذه الكلمات مع ما يناسبها من ضمائر المخبر عنه . ومدلوله استواء الأمرين لدى المجرور بحرف ( على ) ولذلك يعقب بجملة تبين جهة الاستواء كجملة ( لن يغفر الله لهم ) . وجملة ( لا يؤمنون ) في سورة البقرة . وقوله ( وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) في سورة يس وأما ما ينسب إلى بثينة في رثاء جميل بن معمر من قولها :