وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( خشب ) بضم الخاء وضم الشين جمع خشبة بفتح الخاء وفتح الشين وهو جمع نادر لم يحفظ إلا في ثمرة وقيل ثمر جمع ثمار الذي هو جمع ثمرة فيكون ثمر جمع جمع . فيكون خشب على مثال جمع الجمع وإن لم يسمع بدنه .
وقرأه الجمهور بضمتين . وقرأه قنبل عن ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب بضمة فسكون .
والمسندة التي سندت إلى حائط أو نحوه أي أميلت إليه فهي غليظة طويلة قوية لكنها غير منتفع بها في سقف ولا مشدود بها جدار . شبهوا بالخشب المسندة تشبيه التمثيل في حسن المرأى وعدم الجدوى أفيد بها أن أجسامهم المعجب بها ومقالهم المصغى إليه خاليان عن النفع كخلو الخشب المسندة عن الفائدة فإذا رأيتموهم حسبتموهم أرباب لب وشجاعة وعلم ودراية . وإذا اختبرتموهم وجدتموهم على خلاف ذلك فلا تحتفلوا بهم .
( يحسبون كل صيحة عليهم ) هذه الجملة بمنزلة بدل البعض من مضمون جملة ( كأنهم خشب مسندة ) أي من مخالفة باطنهم المشوه للظاهر المموه أي هم أهل جبن في صورة شجعان .
وهذا من جملة ما فضحته هذه السورة من دخائلهم ومطاوي نفوسهم كما تقدم في الآيات السابقة وإن اختلفت مواقعها من تفنن أساليب النظم فهي مشتركة في التنبيه على أسرارهم .
والصيحة : المرة من الصياح أي هم لسوء ما يضمرونه للمسلمين من العداوة لا يزالون يتوجسون خيفة من أن ينكشف أمرهم عند المسلمين فهم في خوف وهلع إذا سمعوا صيحة في خصومة أو أنشدت ضالة خشوا أن يكون ذلك غارة من المسلمين عليهم للإيقاع بهم .
و " كل " هنا مستعمل في معنى الأكثر لأنهم إنما يتوجسون خوفا من صيحات لا يعلمون أسبابها كما استعمله النابغة في قوله : .
بها كل ذيال وخنساء ترعوي ... إلى كل رجاف من الرمل فارد وقوله ( عليهم ) ظرف مستقر هو المفعول الثاني لفعل ( يحسبون ) وليس متعلقا ب ( صيحة ) .
( هم العدو فأحذرهم ) يجوز أن تكون استئنافا بيانيا ناشئا عن جملة ( يحسبون كل صيحة عليهم ) لأن تلك الجملة لغرابة معناها تثير سؤالا عن سبب هلعهم وتخوفهم من كل ما يتخيل منه بأس المسلمين فيجاب بأن ذلك لأنهم أعداء ألداء للمسلمين ينظرون للمسلمين بمرآة نفوسهم فكما هم يتربصون بالمسلمين الدوائر ويتمنون الوقيعة بهم في حين يظهرون لهم المودة كذلك يظنون بالمسلمين التربص بهم وإضمار البطش بهم على نحو ما قال أبو الطيب : .
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدق ما يعتاده من توهم ويجوز أن تكون الجملة بمنزلة العلة لجملة ( يحسبون كل صيحة عليهم ) على هذا المعنى أيضا .
A E ويجوز أن تكون استئنافا ابتدائيا لذكر حالة من أحوالهم تهم المسلمين معرفتها ليترتب عليها تفريع ( فأحذرهم ) وعلى كل التقادير فنظم الكلام واف بالغرض من فضح دخائلهم .
والتعريف في ( العدو ) تعريف الجنس الدال على معين كمال حقيقة العدو فيهم لأن أعدى الأعادي العدو المتظاهر بالموالاة وهو مداح وتحت ضلوعه الداء الدوي . وعلى هذا المعنى رتب عليه الأمر بالحذر منهم .
والعدو : اسم يقع على الواحد والجمع . والمراد : الحذر من الاغترار بظواهرهم الخلابة لئلا يخلص المسلمون إليهم بسرهم ولا يتقبلوا نصائحهم خشية المكائد .
والخطاب للنبي A ليبلغه المسلمين فيحذروهم .
( قاتلهم الله أنى يؤفكون [ 4 ] ) تذييل فإنه جمع على الإجمال ما يغني عن تعداد مذامهم " كقوله ( أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم ) " مسوق للتعجيب من حال توغلهم في الضلالة والجهالة بعدولهم عن الحق .
فافتتح التعجيب منهم بجملة اصلها دعاء بالإهلاك والاستئصال ولكنها غلب استعمالها في التعجب أو التعجيب من سوء الحال الذي جره صاحبه لنفسه فإن كثيرا من الكلم التي هي دعاء بسوء تستعمل في التعجيب من فعل أو قول مكروه مثل قولهم : ثكلته أمه وويل أمه . وتربت يمينه . واستعمال ذلك في التعجب مجاز مرسل للملازمة بين بلوغ الحال في السوء وبين الدعاء على صاحبه بالهلاك وبين التعجب من سوء الحال . فهي ملازمة بمرتبتين كناية رمزية