وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والوجه أن لا يصار إلى الإعطاء من الغنائم إلا إذا لم يكن في ذمم المسلمين شيء من مهور نساء المشركين اللاء أتين إلى بلاد الإسلام وصرن أزواجا للمسلمين .
والكلام إيجاز حذف شديد دل عليه مجموع الألفاظ وموضع الكلام عقب قوله تعالى ( وإن فاتكم شيء من أزواجكم ) .
ولفظ ( شيء ) هنا مراد به : بعض ( من أزواجكم ) بيان ل ( شيء ) وأريد ب ( شيء ) تحقير الزوجات اللاء أبين الإسلام فإن المراد قد فاتت ذاتها عن زوجها فلا انتفاع له بها .
وضمن فعل ( فاتكم ) معنى الفرار فعدي بحرف " إلى " أي فررن إلى الكفار .
و ( عاقبتم ) صيغة تفاعل من العقبة بضم العين وسكون القاف وهي النوبة أي مصير أحد إلى حال كان فيها غيره . وأصلها في ركوب الرواحل والدواب أن يركب أحد عقبة وآخر عقبة شبه ما حكم به على الفريقين من أداء هؤلاء مهور نساء أولئك في بعض الأحوال ومن أداء أولئك مهور نساء هؤلاء في أحوال أخرى مماثلة بمركوب يتعاقبون فيه .
ففعل ( ذهبت ) مجاز مثل فعل ( فاتكم ) في معنى عدم القدرة عليهن .
والخطاب في قوله ( وإن فاتكم شيء من أزواجكم ) وفي قوله ( فآتوا ) خطاب للمؤمنين والذين ذهبت أزواجهم هم أيضا من المؤمنين .
والمعنى : فليعط المؤمنون لإخوانهم الذين ذهبت أزواجهم ما يماثل ما كانوا أعطوه من المهور لزوجاتهم .
والذي يتولى الإعطاء هنا هو كما قررنا في قوله ( وآتوهم ما أنفقوا ) أي يدفع ذلك من أموال المسلمين كالغنائم والأخماس ونحوها كما بينته السنة أعطى النبي A عمر بن الخطاب وعياض بن أبي شداد الفهري وشماس بن عثمان وهشام بن العاص مهور نسائهم اللاحقات بالمشركين من الغنائم .
وأفاد لفظ ( مثل ) أن يكون المهر المعطى مساويا لما كان أعطاه زوج المرأة من قبل لا نقص فيه .
A E وأشارت الآية إلى نسوة من نساء المهاجرين لم يسلمن وهن ثمان نساء : أم الحكم بنت أبي سفيان كانت تحت عياض بن شداد وفاطمة بنت أبي أمية ويقال : قريبة وهي أخت أم سلمة كانت تحت عمر بن الخطاب وأم كلثوم بنت جرول كانت تحت عمر وبروع " بفتح الباء على الأصح والمحدثون يكسرونها ) بنت عقبة كانت تحت شماس بن عثمان وشبهة بنت غيلان . وعبدة بنت عبد العزى كانت تحت هشام بن العاص وقيل تحت عمرو بن عبد . وهند بنت أبي جهل كانت تحت هشام بن العاص وأروى بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب كانت تحت طلحة بن عبيد الله وكان قد هاجر وبقيت زوجه مشركة بمكة فلما نزلت الآية طلقها طلحة بن عبيد الله .
وقد تقدم أن عمر طلق زوجتيه قريبة وأمجرول فلم تكونا ممن لحقن بالمشركين وإنما بقيتا بمكة إلى أن طلقهما عمر . وأحسب أن جميعهن إنما طلقهن أزواجهن عند نزول قوله تعالى ( ولا تمسكوا بعصم الكوافر ) .
والتذييل بقوله ( واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون ) تحريض للمسلمين على الوفاء بما أمرهم الله وأن لا يصدهم عن الوفاء ببعضه معاملة المشركين لهم بالجور وقلة النصفة فأمر بأن يؤدي المسلمون لإخوانهم مهور النساء اللاء فارقوهن ولم يرض المشركون بإعطائهم مهورهن ولذلك اتبع اسم الجلالة بوصف ( الذي أنتم به مؤمنون ) لأن الإيمان يبعث على التقوى والمشركون لما لم يؤمنوا بما أمر الله انتفى منهم وازع الإنصاف أي فلا تكونوا مثلهم .
والجملة الاسمية في الصلة للدلالة على ثبات إيمانهم .
( يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم [ 12 ] )