وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأياما كان فهذه الجملة قد أخرجت من حكم النهي القوم الذين لم يقاتلوا في الدين ولم يخرجوا المسلمين من ديارهم . واتصال هذه الآية بالآيات التي قبلها يجعل الاعتبارين سواء فدخل في حكم الآية أصناف وهم حلفاء النبي A مثل خزاعة وبني الحارث بن كعب عبد مناة بن كنامة ومزينة كان هؤلاء كلهم مظاهرين النبي A ويحبون ظهوره على قريش ومثل النساء والصبيان من المشركين وقد جاءت قتيلة " بالتصغير ويقال لها : قتلة مكبرا " بنت عبد العزي من بني عامر بن لؤي من قريش وهي أم أسماء بنت أبي بكر الصديق إلى المدينة زائرة ابنتها وقتيلة يومئذ مشركة في المدة التي كانت فيها المهادنة بين رسول الله A وبين كفار قريش بعد صلح الحديبية " وهي المدة التي نزلت فيها هذه السورة " فسألت أسماء رسول الله A : أتصل أمها ؟ قال : نعم صلي أمك وقد قيل : إن هذه الآية نزلت في شأنها .
A E وقوله ( أن تبروهم ) بدل اشتمال من ( الذين لم يقاتلوكم في الدين ) الخ لأن وجود ضمير الموصول في المبدل وهو الضمير المنصوب في ( أن تبروهم ) يجعل بر المسلمين بهم مما تشتمل عليه أحوالهم . فدخل في الذين لم يقاتلوكم المسلمين في الدين نفر من بني هاشم منهم العباس بن عبد المطلب والذين شملتهم أحكام هذه الآية كلهم قد قيل إنهم سبب نزولها وإنما هو شمول وما هو بسبب نزول .
ولبر : حسن المعاملة والإكرام . وهو يتعدى بحرف الجر يقال : بر به فتعديته هنا بنفسه على نزع الخافض .
والقسط : العدل . وضمن تقسطوا معنى تفضلوا فعدي ب ( إلى ) وكان حقه أن يعدى باللام . على أن اللام و ( إلى ) يتعاقبان كثيرا في الكلام أي أن تعاملوهم بمثل ما يعاملونكم به من التقرب فإن أحد يمثل ما عامل به من العدل .
وجملة و ( إن الله يحب المقسطين ) تذييل أي يحب كل مقسط فيدخل الذين يقسطون للذين حالفوهم في الدين إذا كانوا مع المخالفة محسنين معاملتهم .
وعن أبي وهب قال سألت ابن زيد عن قوله تعالى ( لا ينهاكم الله ) الآية قال : نسخها القتال قال الطبري لا معنى لقول من قال : ذلك منسوخ لأن بر المؤمنين بمن بينه وبينه قرابة من أهل الحرب أو بمن لا قرابة بينه وبينه محرم إذا لم يكن في ذلك دلالة على عورة لأهل الإسلام . اه .
ويؤخذ من هذه الآية جواز معاملة أهل الذمة بلإحسان وجواز الاحتفاء بأعيانهم .
( إنما ينههيكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتتولهم فأولئك هم الظالمون [ 9 ] ) فذلك لما تقدم وحصر الآية المتقدمة . وهي تؤذن بانتهاء الغرض المسوق له الكلام من أوله .
والقصر المستفاد من جملة ( إنما ينهاكم الله ) إلى آخرها قصر قلب لرد اعتقاد من ظن أو شك في جواز صلة المشركين على الإطلاق . والذين تحققت فيهم هذه الصفات يوم نزول الآية هم مشركوا أهل مكة و ( أن تولوهم ) بدل اشتمال من ( الذين قاتلوكم ) .
( ومن يتولهم ) شرط وجيء في جواب الشرط باسم الإشارة لتمييز المشار إليهم زيادة في إيضاح الحكم .
والمظاهرة : المعاونة . وذلك لأن أهل مكة فريقان منهم من يأتي بالأسباب التي لا يحتمل المسلمون معها البقاء بمكة ومنهم من بعين على ذلك ويغري عليه .
والقصر المستفاد من قوله ( فأولئك هم الظالمون ) قصر ادعائي أي أن ظلمهم لشده ووقوعه بعد النهي الشديد والتنبيه على الأخطاء والعصيان ظلوا لا يغفر لأنه اعتداء على حقوق الله وحقوق المسلمين وعلى حق الظالم نفسه .
( يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن ) لا خلاف في أن هذه الآيات آخر السورة نزلت عقب صلح الحديبية وقد علمن أنا رجحنا أن أول السورة نزلت قبل هذه وأن كتاب حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين كان عند تجهز رسول الله A للحديبية