وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اعتراض وهو استئناف متصل بما قبله من أول السورة خوطب به المؤمنون تسلية لهم على ما نهوا عنه من مواصلة أقربائهم بأن يرجوا من الله أن يجعل قطيعتهم آيلة إلى مودة بأن يسلم المشركون من قرابة المؤمنين وقد حقق الله ذلك يوم فتح مكة بإسلام أبي سفيان والحارث ابن هشام وسهيل بن عمرو وحكيم بن حزام .
A E قال ابن عباس : كان من هذه المودة تزوج النبي A أم حبيبة بنت أبي سفيان تزوجها بعد وفاة زوجها عبد الله بن جحش بأرض الحبشة بعد أن تنصر زوجها فلما تزوجها النبي A لانت عريكة أبي سفيان وصرح بفضل النبي A فقال : " ذلك الفحل لا يقدع أنفه " " روي بدال بعد القاف يقال : قدع أنفه . إذا ضرب أنفه بالرمح " وهذا تمثيل وكانوا إذا نزا فحل غير كريم على ناقة كريمة دفعوه عنها بضرب أنفه بالرمح لئلا يكون نتاجها هجينا . وإذا تقدم أن هذه السورة نزلت عام فتح مكة وكان تزوج النبي A أم حبيبة في مدة مهاجرتها بالحبشة وتلك قبل فتح مكة كما صرح به ابن عطية وغيره . يعني فتكون آية ( عسى الله أن يجعل بينكم ) الخ نزلت أول السورة ثم ألحقت بالسورة .
وإما أن يكون كلام ابن عباس على وجه المثال لحصول المودة بعد بعض المشركين وحصول مثل تلك المودة يهئ صاحبه إلى الإسلام واستبعد ابن عطية صحة ما روي عن ابن عباس .
و ( عسى ) فعل مقاربة وهو مستعمل هنا في رجاء المسلمين ذلك من الله أو مستعملة في الوعد مجردة عن الرجاء . قال في الكشاف : كما يقول الملك في بعض الحوائج عسى أو لعل فلا تبقى شبهة للمحتاج في تمام ذلك .
وضمير ( منهم ) عائد إلى العدو من قوله ( لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) وجملة ( والله قدير ) تذييل . والمعنى : أنه شديد القدرة على أن يغير الأحوال فيصير المشركون مؤمنين صادقين وتصيرون أوداء لهم .
وعطف على التذييل جملة ( والله غفور رحيم ) أي يغفر لمن أنابوا إليه ويرحمهم فلا عجب أن يصيروا أوداء لكم كما تصيرون أوداء لهم .
( لا ينهياكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين [ 8 ] ) استئناف هو منطوق لمفهوم الأوصاف التي وصف بها العدو في قوله تعالى ( وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم ) وقوله ( إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء ) المسوقة مساق التعليل للنهي عن اتخاذ عدو الله أولياء استثنى الله أقواما من المشركين غير مضمرين العداوة للمسلمين وكان دينهم شديد المنافرة مع دين الإسلام .
فإن نظرنا إلى وصف العدو من قوله ( لا تتخذوا عدوي وعدوكم ) وحملناه على حالة معاداة من خالفهم في الدين ونظرنا مع ذلك إلى وصف ( يخرجون الرسول وإياكم ) كان مضمون قوله ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ) إلى آخره بيانا لمعنى العداوة المجعولة علة للنهي عن الموالاة وكان المعنى أن مناط النهي هو مجموع الصفات المذكورة لكل صفة على حيالها .
وإن نظرنا إلى أن وصف العدو هو عدو الدين أي مخالفة في نفسه مع ضمينة وصف ( وقد كفروا بما جاءكم من الحق ) كان مضمون ( لا ينهاكم الله ) إلى آخره تخصيصا للنهي بخصوص أعداء الدين الذين لم يقاتلوا المسلمين لأجل الدين ولم يخرجوا المسلمين من ديارهم