وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعطف ( والذين معه ) ليتم التمثيل لحال المسلمين مع رسولهم A بحال إبراهيم عليه السلام والذين معه أي أن يكون المسلمون تابعين لرضى رسولهم A كما كان الذين مع إبراهيم عليه السلام .
A E والمراد ب ( الذين معه ) الذين آمنوا به واتبعوا هديه وهم زوجه سارة وابن أخيه لوط ولم يكن لإبراهيم أبناء فضمير ( إذ قالوا ) عائد إلى إبراهيم والذين معه فهم ثلاثة .
و ( إذ ) ظرف زمان بمعنى حين أي الأسوة فيه وفيهم في ذلك الزمن .
والمراد بالزمن : الأحوال الكائنة فيه وهو ما تبينه الجملة المضاف إليها الظرف وهي جملة ( قالوا لقومهم إنا برءآء منكم ) الخ .
والإسوة بكسر الهمزة وضمها : القدوة التي يقتدى بها في فعل ما . فوصفت في الآية ب ( حسنة ) وصفا للمدح لأن كونها حسنة قد علم من سياق ما قبله وما بعده .
وقرأ الجمهور ( إسوة ) بكسر الهمزة وقرأه عاصم بضمها . وتقدمت في قوله تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) في سورة الأحزاب .
وحرف ( في ) مستعار لقوة الملابسة إذ جعل تلبس إبراهيم والذين معه بكونهم أسوة حسنة بمنزلة تلبس الظرف بالمظروف في شدة التمكن من الوصف . ولذلك كان المعنى : قد كان لكم إبراهيم والذين معه أسوة في حين قولهم لقومهم . فليس قوله ( إسوة حسنة في إبراهيم ) من قبيل التجريد مثل قول أبي خالد العتابي . وفي الرحمان للضعفاء كاف .
لأن الأسوة هنا هي قول إبراهيم والذين معه لا أنفسهم .
و ( برءاء ) بهمزتين بوزن فعلاء جمع بريء مثل كريم وكرماء .
وبريء فعيل بمعنى فاعل من بريء إذا خلا منه سواء بعد ملابسته أو بدون ملابسة .
والمراد هنا التبرؤ من مخاطبتهم وملابستهم . . وعطف عليه ( وما تعبدون من الأصنام التي تعبدونها من دون الله والمراد برآء من عبادتها .
وجملة ( كفرنا بكم ) وما عطف عليها بيان لمعنى جملة ( إنا برآء ) . وضمير ( بكم ) عائد إلى مجموع الخاطبين من قومهم مع ما يعبدونه من دون الله ويفسر الكفر بما يناسب المعطوف أي كفرنا بجميعكم فكفرهم بالقوم غير بما يعبده قومهم .
وعطف عليه ( وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا ) ويا معناه : ظهر ونشأ أي أحثنا معكم العداوة ظاهرة لا مواربة فيها أي ليست عداوة في القلب خاصة بل هي عداوة واضحة علانية بالقول والقلب . وهو اقصى ما يستطيعه أمثالهم من درجات تغيير المنكر وهو التغيير باللسان إذ ليسوا بمستطيعين تغيير ما عليه قومهم باليد لقلتهم وضعفهم بين قومهم .
والعداوة المعاملة بالسوء والاعتداء .
و ( البغضاء ) : نفرة النفس والكراهية وقد تطلق إحداهما في موضع الأخرى إذا افترقنا فذكرهما معا هنا مقصود به حصول الحالتين في أنفسهم : حالة المعاملة بالعدوان وحالة النفرة والكراهية أي نسيء معاملتكم ونضمر لكم الكراهية حتى يؤمنوا بالله وحده دون إشراك .
والمراد بقولهم هذا لقومهم أنهم قالوه مقال الصادق في قوله فالائتساء بهم في ذلك القول والعمل بما يترجم عليه القول مما في النفوس فالمؤتسى به أنهم كاشفوا قومهم بالمنافرة وصرحوا لهم بالبغضاء لأجل كفرهم بالله ولم يصانعوهم ويغضوا عن كفرهم لاكتساب مودتهم كما فعل الموبخ بهذه الآية .
( إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ) الأظهر أن هذه الجملة معترضة بين جمل حكاية مقال إبراهيم والذين معه وجملة ( لقد كان لكم فيهم إسوة حسنة ) والاستثناء منقطع إذ ليس هذا القول من جنس قولهم ( إنا برآء منكم ) الخ فإن قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك رفق بأبيه وهو يغاير التبرؤ منه فكان الاستثناء في معنى الاستدراك عن قوله ( إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ) الشامل لمقالة إبراهيم معهم لاختلاف جنسي القولين