وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فجملة ( لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم ) إلى آخرها مستأنفة استئنافا بيانيا ناشئا عن سؤال مفروض ممن يسمع جملة ( وودوا لو تكفرون ) أي من حق ذلك أن يسأل عن آثاره لخطر أمرها .
A E وإذا كان ناشئا عن كلام جرى مجرى التعليل لجملة ( فقد ضل سواء السبيل ) فهو أيضا مفيد تعليلا ثانيا بحسب المعنى ولولا إرادة الاستئناف البياني لجاءت هذه الجملة معطوفة بالواو على التي قبلها وزاد ذلك حسنا أن ما صدر من حاطب ابن أبي بلعتة مما عد عليه هو موالاة للعدو وأنه اعتذر بأنه أراد أن يتخذ عند المشركين يدا يحمون بها قرابته " أي أمه وإخوته " . ولذلك ابتدئ في نفي النفع بذكر الأرحام لموافقة قصة حاطب لأن الأم ذات رحم والإخوة أبناؤها هم إخوته من رحمه .
وأما عطف ( ولا أولادكم ) فتتميم لشمول النهي قوما لهم أبناء في مكة .
والمراد بالأرحام : ذوو الأرحام على حذف مضاف لظهور القرينة .
و ( يوم القيامة ) ظرف يتنازعه كل من فعل ( لن تنفعكم ) وفعل ( يفصل بينكم ) . إذ لا يلزم تقدم العاملين على المعمول المتنازع فيه إذا كان ظرفا لأن الظروف تتقدم على عواملها وأن أبيت هذا التنازع فقل هو ظرف ( تنفعكم ) واجعل ل ( يفصل بينكم ) ظرفا محذوفا دل عليه المذكور .
والفصل هنا : التفريق وليس المراد به القضاء . والمعنى : يوم القيامة يفرق بينكم وبين ذوي أرحامكم وأولادكم فريق في الجنة وفريق في السعير قال تعالى ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ) .
والمعنى : أنهم لا ينفعونكم يوم القيامة فما لكم ترفضون حق الله مراعاة لهم وهم يفرون منكم يوم اشتداد الهول خطأ رأيهم في موالاة المفار أولا بما يرجع إلى حال من والوه . ثم خطاه ثانيا بما يرجع إلى حال من استعملوا الموالاة لأجلهم وهو تقسيم حاصر إشارة إلى أن ما أقدم عليه حاطب من أي جهة نظر إليه يكون خطأ وباطلا .
وقرأ الجمهور ( يفصل بينكم ) ببناء ( يفصل ) للمجهول مخففا . وقرأه عاصم ويعقوب ( يفصل ) بالبناء الفاعل وفاعله ضمير عائد إلى الله لعلمه من المقام وقرأه حمزة والكسائي وخلف ( يفصل ) مشدد الصاد مكسورة مبنيا للفاعل مبالغة في الفصل والفاعل ضمير يعود إلى الله المعلوم من المقام .
وقرأه ابن عامر ( يفصل ) بضم التحتية وتشديد الصاد مفتوحة مبنيا للنائب من فصل المشدد .
وجملة ( والله بما تعملون بصير ) وعيد ووعد .
( قد كانت لكم إسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ) صدر هذه الآية يفيد تأكيدا لمضمون جملة ( إن يثقفوكم ) وجملة ( لن تنفعكم أرحامكم ) لأنها بما تضمنته من أن الموجه إليهم التوبيخ خالفوا الأسوة الحسنة تقوي إثبات الخطأ المستوجب للتوبيخ .
ذلك أنه بعد الفراغ من بيان خطأ من يوالي عدو الله بما يجر إلى أصحابه من مضار في الدنيا وفر الآخرة تحذيرا لهم من ذلك انتقل إلى تمثيل الحالة الصالحة بمثال من فعل أهل الإيمان الصادق والاستقامة القويمة وناهيك بها أسوة .
وافتتاح الكلام بكلمتي ( قد كانت ) لتأكيد الخبر فإن " قد " مع فعل الكون يراد بهما التعريض بالإنكار على المخاطب ولومه في الإعراض عن العمل بما تضمنه الخبر كقول عمر لابن عباس يوم طعنه غلام المغيرة : " قد كنت أنت وأبوك تحبان أن يكثر هؤلاء الأعلاج بالمدينة " ومن قوله تعالى ( لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك ) توبيخا على ما كان منهم في الدنيا من إنكار للبعث وقوله تعالى ( وقد كانوا يدعون إلى السجود وهو سالمون ) وقوله ( لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ) .
ويتعلق ( لكم ) بفعل ( كان ) أو هو ظرف مستقر وقع موقع الحال من ( إسوة حسنة ) .
وإبراهيم عليه السلام مثل في اليقين بالله والغضب له عرف ذلك العرب واليهود والنصارى من الأمم وشاع بين الأمم المجاورة من الكنعانيين والأراميين ولعله بلغ إلى الهند . وقد قيل : إن اسم " برهما " معبود البراهة من الهنود محرف عن " اسم إبراهيم " وهو احتمال