وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( أعلم ) اسم تفضيل والمفضل عليه معلوم من قوله ( تسرون إليهم ) فالتقدير : أعلم منهم ومنكم بما أخفيتم وما أعلنتم .
والباء متعلقة باسم التفضيل وهي بمعنى المصاحبة .
( ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل [ 1 ] ) عطف على جملة النهي في قوله تعالى ( لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) عطف على النهي التوعد على عدم الانتهاء بان من لم ينته عما نهي عنه هو ضال عن الهدى .
A E وضمير الغيبة في ( يفعله ) عائد إلى الاتخاذ المفهوم من فعل ( لا تتخذوا عدوي ) أي ومن يفعل ذلك بعد هذا النهي والتحذير فهو قد ضل عن سواء السبيل .
و ( سواء السبيل ) مستعار لأعمال الصلاح والهدى لشبهها بالطريق المستوي الذي يبلغ من سلكه إلى بغيته ويقع من انحرف عنه في هلكة . والمراد به هنا ضل عن الإسلام وضل عن الرشد .
و ( من ) شرطية الفعل بعدها مستقبل وهو وعيد للذين يفعلون مثل ما فعل حاطب بعد أن بلغهم النهي والتحذير والتوبيخ والتفظيع لعمله .
( إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون [ 2 ] ) تفيد هذه الجملة معنى التعليل لمفاد قوله تعالى ( فقد ضل سواء السبيل ) باعتبار بعض ما أفادته الجملة وهو الضلال عن الرشد فإنه قد يخفى ويظن أن في تطلب مودة العدو فائدة كما هو حال المنافقين المحكي في قوله تعالى ( الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين ) فقد يظن أن موالاتهم من الدهاء والحزم رجاء نفعهم إن دالت لهم الدولة فبين الله لهم خطأ هذا الظن وأنهم إن استفادوا من مودتهم إياهم إطلاعا على قوتهم فتأهبوا لهم وظفروا بهم لم يكونوا ليرقبوا فيهم إلا ولا ذمة وأنهم لو أخذوهم وتمكنوا منهم لكانوا أعداء لهم لأن الذي أضمر العداوة زمنا يعسر أن ينقلب ودودا وذلك لشدة الحنق على ما لقوا من المسلمين من إبطال دين الشرك وتحقير أهله وأصنامهم .
وفعل ( يكونوا ) مشعر بأن عداوتهم قديمة وأنها تستمر .
والبسط : مستعار للإكثار لما شاع من تشبيه الكثير بالواسع والطويل وتشبيه ضده وهو القبض بضد ذلك فبسط اليد الإكثار من عملها .
والمراد به هنا : عمل اليد الذي يضر مثل الضرب والتقييد والطعن وعمل اللسان الذي يؤذي مثل الشتم والتهكم, ودل على ذلك قوله ( بالسوء ) فهو متعلق ب ( يبسطوا ) الذي مفعوله ( أيديهم وألسنتهم ) .
وجملة ( وودوا لو تكفرون ) حال من ضمير ( يكونوا ) والواو واو الحال أي وهم قد ردوا من الآن أن تكفروا فكيف لو يأسرونكم أليس أهم شيء عندهم حينئذ أن يردوكم كفارا فجملة الحال دليل على معطوف مقدر على جواب الشرط كأنه قيل : إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء إلى آخره ويردوكم كفارا وليست جملة ( وودوا لو تكفرون ) معطوفة على جملة الجواب لأن محبتهم أن يكفر المسلمون محبة غير مقيدة بالشرط ولذلك وقع فعل ( ودوا ) ماضيا ولم يقع مضارعا مثل الأفعال الثلاثة قبله ( يثقفوكم ويكونوا لكم أعداء ويبسطوا ) ليعلم أنه ليس معطوفا على جواب الشرط .
وهذا الوجه أحسن مما في كتاب الإيضاح للقزويني في بحث تقييد المسند بالشرط إذ استظهر أن يكون ( وودوا لو تكفرون ) عطفا على جملة ( إن يثقفوكم ) .
ونظره بجملة ( ثم لا ينصرون ) من قوله تعالى ( وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ) في آل عمران . فإن المعطوف ب ( ثم ) فيها عطف على مجموع الشرط وفعله وجوابه لا على جملة فعل الشرط .
و ( لو ) هنا مصدرية ففعل ( تكفرون ) مؤول بمصدر أي ودوا كفركم .
( لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير [ 3 ] ) تخلص من تبيين سوء عاقبة موالاة أعداء الدين في الحياة الدنيا إلى بيان سوء عاقبة تلك الموالاة في الآخرة ومناسبة حسن التخلص قوله ( وودوا لو تكفرون ) الدال على معنى : أن ودادتهم كفركم من قبل أن يثقفوكم تنقلب إلى أن يكرهوكم على الكفر حين يثقفوكم فلا تنفعكم ذوو أرحامكم مثل الأمهات والإخوة الأشقاء وللأم ولا أولادكم ولا تدفع عنكم عذاب الآخرة إن كانوا قد نفعوكم في الدنيا بصلة ذوي الأرحام ونصرة الأولاد