وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والإلقاء حقيقته رمي ما في اليد على الأرض . واستعير ليقاع الشيء بدون تدبر في موقعه أي تصرفون إليهم مودتكم بغير تأمل . قال تعالى ( فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون ) في سورة النحل .
والباء في ( بالمودة ) لتأكيد اتصال الفعل بمفعوله . وأصل الكلام : تلقون إليهم المودة كقوله تعالى ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) وقوله ( وامسحوا برؤوسكم ) وذلك تصوير لقوة مودتهم لهم .
وزيد في تصوير هذه الحالة بجملة الحال التي بعدها وهي ( وقد كفروا بما جاءكم من الحق ) وهي حال من ضمير ( إليهم ) أو من ( عدوي ) .
( وما جاءكم من الحق ) هو القرآن والدين فذكر بطريق الموصولية ليشمل كل ما أتاهم به الرسول A على وجه الإيجاز مع ما في الصلة من الإيذان بتشنيع كفرهم بأنه كفر بما ليس من شأنه أن يكفر به طلاب الهدى فإن الحق محبوب مرغوب .
وتعدية جاء إلى ضمير المخاطبين وهم الذين آمنوا لأنهم الذين انتفعوا بذلك الحق وتقبلوه فكأنه جاء إليهم لا إلى غيرهم وإلا فإنه جاء لدعوة الذين آمنوا والمشركين فقبله الذين آمنوا ونبذه المشركون .
وفيه إيماء إلى أن كفر الكافرين به ناشئ عن حسدهم الذين آمنوا قبلهم .
وفي ذلك أيضا إلهاب القلوب المؤمنين ليحذروا من موالاة المشركين .
وجملة ( يخرجون الرسول وإياكم ) حال من ضمير ( كفروا ) أي لم كتفوا بكفرهم بما جاء من الحق فتلبسوا معه بإخراج الرسول A وإخراجكم من بلدكم لأن تؤمنوا بالله ربكم أي هو اعتداء حملهم عليه أنكم آمنتم بالله ربكم . وأن ذلك لا عذر لهم فيه لأن إيمانكم لا يضيرهم . ولذلك أجري على اسم الجلالة وصف ربكم على حد قوله تعالى ( قل يأيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ) ثم قال ( لكم دينكم ولي دين ) .
وحكيت هذه الحالة بصيغة المضارع لتصوير الحالة لأن الجملة لما وقعت حالا من ضمير ( وقد كفروا ) كان إخراج الرسول A والمؤمنين في تلك الحالة عملا فظيعا فأريد استحضار صورة ذلك الإخراج العظيم فظاعة اعتلالهم له .
والإخراج أريد به : الحمل على الخروج بإتيان أسباب الخروج من تضييق على المسلمين وأذى لهم .
وأسند الإخراج إلى ضمير العدو كلهم لأن جميعهم كانوا راضين بما يصدر من بعضهم من أذى المسلمين . وربما أغروا به سفهاءهم ولذلك فالإخراج مجاز في أسبابه وإسناده إلى المشركين إسناد حقيقي .
وهذه الصفات بمجموعها لا تنطبق إلا على المشركين من أهل مكة ومجموعها هو عليه النهي عن موادتهم .
وجيء بصيغة المضارع في قوله تعالى ( أن تؤمنوا ) لإفادة استمرار إيمان المؤمنين وفيه إيماء إلى الثناء على المؤمنين بثباتهم على دينهم وأنهم لم يصدهم عنه ما سبب لهم الخروج من بلادهم .
وقوله ( إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي ) شرط ذيل به النهي من قوله ( لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) . وهذا مقام يستعمل في مثله الشرط بمنزلة التتميم لما قبله دون قصد تعليق ما قبله بمضمون فعل الشرط أي لا يقصد أنه إذا انتفى فعل الشرط انتفى ما علق عليه كما هو الشأن في الشروط بل يقصد تأكيد الكلام الذي قبله بمضمون فعل الشرط فيكون كالتعليل لما قبله وإنما يؤتى به في صورة الشرط مع ثقة المتكلم بحصول مضمون فعل الشرط بحيث لا يتوقع من السامع أن يحصل منه غير مضمون فعل الشرط فتكون صيغة الشرط مرادا بها التحذير بطريق المجاز المرسل في المركب لأن معنى الشرط يلزمه التردد غالبا . ولهذا يؤتى بمثل هذا الشرط إذا كان المتكلم واثقا بحصول مضمونه متحققا صحة ما يقوله قبل الشرط . كما ذكر في الكشاف في قوله تعالى ( إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا إن كنا أول المؤمنين ) في سورة الشعراء في قراءة من قرأ ( إن كنا أول المؤمنين ) بكسر همزة ( إن ) وهي قراءة شاذة فتكون ( إن ) شرطية مع أنهم متحققون أنهم أول المؤمنين فطمعوا في مغفرة خطاياهم لتحققهم أنهم أول المؤمنين فيكون الشرط في مثله بمنزلة التعليل وتكون أداة الشرط مثل " إذ " أو لام التعليل