وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وحاصل القصة مأخوذة مما في صحيح الآثار ومشهور السيرة : أن رسول الله كان قد تجهز قاصدا مكة . قيل لأجل العمرة عام الحديبية وهو الأصح وقيل لأجل فتح مكة وهو لا يستقيم أيامئذ من مكة إلى المدينة امرأة تسمى سارة مولا' لأبي عمرو بن صيفي بن هاشم بن عبد مناف وكانت على دين الشرك فقالت لرسول الله A : كنتم الأهل والموالي والأصل والعشيرة وقد ذهب الموالي " تعني من قتل من مواليها يوم بدر " . وقد اشتدت بي الحاجة فقدمت عليكم لتعطوني وتكسوني فحث رسول الله A بني المطلب وبني المطلب على إعطائها فكسوها وأعطوها وحملوها وجاءها حاطب بن أبي بلتعة فأعطاها كتابا لتبلغه إلى من كتب إليهم من أهل مكة يخبرهم بعزم رسول الله A على الخروج إليهم وآجرها على إبلاغه فخرجت وأوحى الله إلى رسوله A بذلك فبعث عليا والزبير والمقداد وأبا مرثد الغنوي وكانوا فرسانا . وقال : انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة ومعها كتاب من حاطب إلى المشركين فخذوه منها وخلوا سبيلها . فخرجوا تتعادى بهم خيلهم حتى بلغوا روضة خاخ فإذا هم بالمرأة . فقالوا : أخرجي الكتاب فقالت : ما معي كتاب فقالوا : لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب " يعنون أنهم يجردونها " فأخرجته من عقاصها وفي رواية من حجرتها .
فأتوا به النبي A فقال : يا صاحب هذا ما هذا ؟ قال : لا تعجل علي يا رسول الله . فإني كنت امرأ ملصقا في قريش وكان لمن كان معك من المهاجرين قرابات يحمون بها أهليهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن اتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي " يريد أمه وأخوته " ولم أفعله كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا رضى بالكفر بعد الإسلام . فقال النبي A صدق . فقال عمر : دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي A : " إنه قد شهد بدرا وما يدريك ربك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " . وقال : لا تقولوا لحاطب إلا خيرا فأنزل الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) الآيات .
والظاهر أن المرأة جاءت متجسسة إذ ورد في بعض الروايات أن النبي A لم يؤمن يوم الفتح أربعة منهم هذه المرأة لكن هذا يعارضه ما جاء في رواية القصة من قول النبي A : " خذوا منها الكتاب وخلو سبيلها " .
وقد وجه الخطاب بالنهي إلى جميع المؤمنين تحذيرا من إتيان فعل حاطب .
والعدو : ذو العداوة وهو فعول بمعنى فاعل من : عدا يعدو مثل عفو . وأصله مصدر . على وزن فعول مثل قبول ونحوه من مصادر قليلة . ولكنه على زنة المصادر عومل معاملة المصدر فاستوى في الصف به المذكر والمؤنث والواحد والمثنى والجمع . قال تعالى ( فإنهم عدو لي ) وتقدم عند قوله تعالى ( فإن كان من قوم عدولكم ) في سورة النساء .
والمعنى : لا تتخذوا أعدائي وأعداءكم أولياء . والمراد العداوة في الدين فإن المؤمنين لم يبدأوهم بالعداوة وإنما أبدى المشركون عداوة المؤمنين انتصارا لشركهم فعدوا من خرجوا عن الشرك أعداء لهم . وقد كان مشركو العرب متفاوتين في مناورتة المسلمين فإن خزاعة كانوا مشركين وكانوا موالين النبي A .
فمعنى إضافة عدو إلى ياء المتكلم على تقدير : عدو ديني أو رسولي .
والاتخاذ : افتعال من الأخذ صيغ الافتعال للمبالغة في الأخذ المجازي فأطلق على التلبس والملازمة . وقد تقدم في قوله تعالى ( يأيها الذين آمنوا خذوا حذركم ) في سورة النساء . ولذلك لزمه ذكر حال بعد مفعوله لتدل على تعيين جانب المعاملة من خير أو شر . فعومل هذا الفعل معاملة صير . واعتبرت الحال التي بعده بمنزلة المفعول الثاني للزوم ذكرها وهل المفعول الثاني للزوم ذكرها وهل المفعول الثاني من باب ظن وأخواته إلا حال في المعنى وقد تقدم عند قوله تعالى ( أتتخذ أصناما آلهة ) في سورة الأنعام .
وجملة ( تلقون إليهم بالمودة ) في موضع الحال من ضمير ( لا تتخذوا ) أو في موضع الصفة ل ( أولياء ) أو بيان لمعنى أتخاذهم أولياء .
ويجوز أن تكون جملة في موضع الحال من ضمير ( لا تتخذوا ) لأن جعلها حالا يتوصل منه إلى التعجيب من إلقائهم إليهم بالمودة .
A E