وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( المتكبر ) : الشديد الكبرياء أي العظمة والجلالة . وأصل صيغة التفعل أن تدل على التكلف لكنها استعملت هنا في لازم التكلف وهو القوة لأن الفعل الصادر عن تأنق وتكلف يكون أتقن .
ويقال : فلان يتظلم على الناس أي يكثر ظلمهم .
ووجه ذكر هذه الصفات الثلاث عقب صفة ( المهبيمن ) أن جميع ما ذكره آنفا من الصفات لا يؤذن إلا باطمئنان العباد لعناية ربهم بهم وإصلاح أمورهم وأن صفة ( المهيمن ) تؤذن بأمر مشترك فعقبت بصفة ( العزيز ) ليعلم الناس أن الله غالب لا يعجزه شيء . واتبعت بصفة ( الجبار ) الدالة على أنه مسخر المخلوقات لإرادته ثم صفة ( المتكبر ) الدالة على أنه ذو الكبرياء يصغر كل شيء دون كبريائه فكانت هذه الصفات في جانب التخويف كما كانت قبلها في جانب الإطماع .
( سبحان الله عما يشركون [ 23 ] ) ذيلت هذه الصفات بتنزيه الله تعالى عن أن يكون له شركاء بأن أشرك به المشركون . فضمير ( يشركون ) عائد إلى معلوم من المقام وهم المشركون الذين لم يزل القرآن يقرعهم بالمواعظ .
( هو الله الخالق البارئ المصور ) القول في ضمير ( هو ) المفتتح به وفي تكرير الجملة كالقول في التي سبقها فإن كان ضمير الغيبة شأن فالجملة بعده خبر عنه .
وجملة ( الله الخالق ) تفيد قصرا بطريق تعريف جزأي الجملة هو الخالق لا شركاؤهم . وهذا إبطال لإلهية ما لا يخلق . قال تعالى ( والذين تعون من دون اللهلا يخلقون شيئا وهم يخلقون ) وقال ( أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون ) وإن كان عائدا على اسم الجلالة المتقدم فاسم الجلالة بعده خبر عنه و ( الخالق ) صفة .
والخالق : اسم فاعل من الخلق وأصل الخلق في اللغة إيجاد شيء على صورة مخصوصة . وقد تقدم عند قوله تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام ( إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير ) الآية في سورة آل عمران . ويطلق الخلق على معنى أخص من إيجاد الصور وهو ايجاد ما لم يكن موجودا . كقوله تعالى ( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ) . وهذا هو المعنى الغالب من اطلاق اسم الله تعالى ( الخالق ) .
قال في الكشاف " المقدر لما يوجده " . ونقل عنه في بيان مراده بذلك أنه قال " لما كانت إحداثات الله مقدرة بمقادير الحكمة عبر عن إحداثه بالخلق " اه . يشير إلى أن الخالق في صفة الله بمعنى المحدث الأشياء عن عدم وبهذا يكون الخلق أعم من التصوير . ويكون ذكر ( الباري ) و ( المصور ) بعد ( الخالق ) تنبيها على أحوال خاصة في الخلق . قال تعالى ( ولقد خلقناكم ثم صورناكم ) على أحد التأويلين .
وقال الراغب : الخلق التقدير المستقيم واستعمل في إياع الشيء من غير أصل ولا احتذاء اه .
وقال أبو بكر ابن العربي في عارضة الأحوذي على سنن الترمذي : ( الخالق ) : المخرج الأشياء من العدم إلى الوجود المقدر لها على صفاتها " فخلط بين المعنين " ثم قال : فالخالق عام والباريء أخص منه والمصور أخص من الأخص وهذا قريب من كلام صاحب الكشاف . وقال الغزالي في المقصد الأسني : الخالق الباريء المصور قد يظن أن هذه الأسماء مترادفة ولا ينبغي أن يكون كذلك بل كل ما يخرج من العدم إلى الوجود يفتقر إلى تقدير أولا وإلى الايجاد على وفق التقدير ثانيا وإلى التصوير بعد الإيجاد ثالثا . والله خالق من حيث أنه مقدر وبارئ من حيث إنه مخترع موجود ومصور من حيث إنه مرتب صور المخترعات أحسن ترتيب اه . فجعل المعاني متلازمة وجعل الفرق بينها بالاعتبار ولا أحسبه ينطبق على مواقع استعمال هذه الأسماء .
و ( البارئ ) اسم فاعل من برأ مهموزا . قال في الكشاف المميز لما يوجده بعضه من بعض بالأشكال المختلفة اه . وهو مغاير لمعنى الخالق بالخصوص . وفي الحديث ( من شر ما خلق وذرأ وبرأ ) . ومن كلام علي Bه : لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة فيكون اسم البريئة غير خاص بالناس في قوله تعالى ( أولئك هم شر البريئة ) ( أولئك هم خير البريئة ) . وقال الراغب : البريئة : الخلق .
وقال ابن العربي في العارضة : ( الباريء ) : خالق الناس من البرى " مقصورا " وهو التراب خاصا بخلق جنس الإنسان وعليه يكون اسم البريئة خاصا بالبشر في قوله تعالى ( أولئك هم شر البريئة ) ( أولئك هم خير البريئة )