وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعقب ب ( القدوس ) وصف ( الملك ) للاحتراس إشارة إلى أنه منزه عن نقائض الملوك المعروفة من الغرور والاسترسال في الشهوات ونحو ذلك من نقائض النفوس .
و ( السلام ) مصدر بمعنى المسالمة وصف الله تعالى به على طريقة الوصف بالمصدر للمبالغة في الوصف أي ذو السلام أي السلامة وهي أنه تعالى سالم الخلق من الظلم والجور . وفي الحديث " إن الله هو السلام " ومنه السلام . وبهذا ظهر تعقيب وصف ( الملك ) بوصف ( السلام ) فإنه بعد أن عقب ب ( القدوس ) للدلالة على نزاهة ذاته عقب ب ( السلام ) للدلالة على العدل في معاملته الخلق وهذا احتراس أيضا . و ( المؤمن ) اسم فاعل نن آمن الذي همزته للتعدية أي جعل غيره آمنا .
فالله هو الذي جعل الأمان في غالب أحوال الموجودات إذ خلق نظام المخلوقات بعيدا عن الأخطار والمصاءب وإنما تعرض للمخلوقات للمصائب بعوارض تتركب من تقارن مصالح فيرجع أقواها ويدحض أدناها وقد تأتي من جراء أفعال الناس .
وذكر وصف ( المؤمن ) عقب الأوصاف التي قبله إتمام للاحتراس من توهم وصفه تعالى ب ( الملك ) أنه كالملوك المعروفين بالنقائص . فأفيد أولا نزاهة ذاته بوصف ( القدوس ) ونزاهة تصرفاته المغية عن الغدر والكيد بوصف ( المؤمن ) ونزاهة تصرفاته الظاهرة عن الجور والظلم بوصف ( السلام ) .
و ( المهيمن ) : الرقيب بلغة قريش والحافظ في لغة بقية العرب .
واختلف في اشتقاقه فقيل مشتق من أمن الداخل عليه همزة التعدية فصار ءامن وأن وزن الوصف مؤيمن قلبت همزته هاء ولعل موجب القلب إرادة نقله من الوصف إلى الاسمية بقطع النظر عن معنى الأمن بحيث صار كالاسم الجامد . وصار معناه : رقب : " ألا ترى أنه لم يبق فيه معنى إلا من الذي في المؤمن لما صار اسما للرقيب والشاهد " وهو قلب نادر مثل قلب همزته : أراق إلى الهاء فقالوا : هراق وقد وضعه الجوهري في فصل الهمزة من باب النون ووزنه مفعلل اسم فاعل من آمن مثل مدحرج فتصريفه مؤآمن بهمزتين بعد الميم الأولى المزيدة فأبدلت الهمزة الأولى هاء كما أبدلت همزة آراق فقالوا : هراق .
وقيل : أصله هيمن بمعنى : رقب كذا في لسان العرب وعليه فالهاء أصلية ووزنه مفيعل . وذكره صاحب القاموس في فصل الهاء من باب النون ولم يذكره في فصل الهمزة منه . وذكره الجوهري في فصل الهمزة وفصل الهاء من باب النون مصرحا بأن هاءه أصلها همزة . وعدل الراغب وصاحب الأساس عن ذكره . وذلك يشعر بأنهما يريان هاءه مبدلة من الهمزة وأنه مندرج في معاني الأمن وفي المقصد الأسنى في شرح الأسماء الحسنى للغزالي ( المهيمن ) في حق الله : القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وإنما قيامه عليهم باطلاعه واستيلائه وحفظه . والإشراف " أي الذي هو الاطلاع " يرجع إلى العلم والاستيلاء يرجع إلى كمال القدرة والحفظ يرجع إلى الفعل . والجامع بين هذه المعاني اسمه المهيمن ولن يجتمع على ذلك الكمال والإطلاق إلا الله تتعالى ولذلك قيل : أنه من أسماء الله تعالى في الكتب القديمة اه . وفي هذا التعريف بهذا التفصيل نظر ولعله جرى من حجة الإسلام مجرى الاعتبار بالصفة لا تفسير مدلولها .
وتعقيب ( المؤمن ) ب ( المهيمن ) لدفع توهم أن تأمينه عن ضعف أو عن مخافة غيره فأعلموا أن تأمينه لحكمته مع أنه رقيب مطلع على أحوال خلقه فتأمينه إياهم رحمة بهم .
و ( العزيز ) الذي لا يغلب ولا يذله أحد ولذلك فسر بالغالب .
و ( الجبار ) : القاهر المكره غيره على الانفعال بفعله فالله جبار كل مخلوق على الافعال لما كونه عليه لا تستطيع مخلوق اجتيازه ما حده له في خلقته فلا يستطيع الإنسان الطيران ولا يستطيع ذوات الأربع المشي على رجلين فقط وكذلك هو جبار للموجودات على قبول ما أراده بها وما تعلقت به قدرته عليها .
وإذا وصف الإنسان بالجبار كان وصف ذم لأنه يشعر بأنه يحمل غيره على هواه ولذلك قال تعالى ( إن تريد أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين ) . فالجبار من أمثلة المبالغة لأنه مشتق من أجبره وأمثله المبالغة تشتق من المزيد بقلة مثل الحكيم بمعنى المحكم . قال الفراء : لم اسمع فعالا في أفعل إلا جبارا ودراكا . وكان القياس يقال : المجبر والمدرك وقيل : الجبار معناه المصلح من جبر الكسر إذ أصلحه فاشتقاقه لا نذرة فيه .
A E