وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ويجوز أن يجعل الضمير ضمير الشأن ويكون الكلام استئنافا قصد منه تعليم المسلمين هذه الصفات ليتبصروا فيها وللرد على المشركين إشراكهم بصاحب هذه الصفات معه أصنافا ليس لواحد منها سيء من مثل هذه الصفات ولذلك ختمة طائفة منها بجملة ( سبحان الله عما يشركون ) لتكون خاتما لهذه السورة الجليلة التي تضمنت منه عظيمة وهي منه الفتح الواقع والقتح الميسر في المستقبل لا جرم أنه حقيق بأن يعرفوا جلائل صفاته التي لتعلقانها آثار في الأحوال الحاصلة والتي ستحصل من هذه الفتوح وليعلم المشركون والكافرون من اليهود أنهم ما تعاقبت هزائمهم إلا من جراء كفرهم . ولما كان شأن هذه الصفات عظيما ناسب أن تفتتح الجملة بضمير الشأن فيكون اسم الجلالة مبتدأ والذي لا إله إلا هو خبر . والجملة خبر عن ضمير الشأن فيكون اسم الجلالة مبتدأ والذي لا إله إلا هو خبر والجنلة خبرا عن ضمير الشأن .
وابتدئ في هذه الصفات العلية بصفة الوحانية وهي مدلول ( الذي لا إله إلا هو ) وهي الأصل فيما يتبعها من الصفات . ولذلك كثر في القرآن ذكرها عقب اسم الجلالة كما في آية الكرسي . وفاتحة آل عمران .
وثني بصفة عالم الغيب لأنها التي تقتضيها صفة الإلهية إذ علم الله هو العلم الواجب وهي تقتضي جمع الصفات إذ لا تتقوم حقيقة العلم الواجب إلا بالصفات السلبية وإذ هو يقتضي الصفات المعنوية وإنما من متعلقات علمه أمور الغيب لأنه فارق به علم الله تعالى علم غيره وذكر معه علم الشهادة للاحتراس توهم أنه يعلم الحقائق العالية الكلية فقط كما ذهب إليه فريق من الفلاسفة الأقدمين ولأن التعريف في ( الغيب والشهادة ) للاستغراق . أي كل غيب وشهادة وذلك مما لا يشاركه فيه غيره . وهو علم الغيب والشهادة أي الغائب عن إحساس الناس والمشاهد لهم . فالمقصود فيها بمعنى اسم الفاعل أي عالم ما ظهر وما غاب عنهم من كل غائب يتعلق به العلم على ما هو عليه .
والتعريف في الغيب والشهادة للاستغراق الحقيقي .
وفي ذكر الغيب إيماء إلى ضلال الذين قصروا أنفسهم على المشاهدات وكفروا بالمغيبات من البعث والجزاء وإرسال الرسل أما ذكر علم الشهادة فتتميم على أن المشركين يتوهمون الله لا يطلع على ما يخفونه . قال تعالى ( وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ) إلى قوله ( من الخاسرين ) .
وضمير ( هو الرحمان الرحيم ) ضمير فصل يفيد قصر الرحمة عليه تعالى لعدم الاعتداد برحمة غيره لقصورها قال تعالى ( ورحمتي وسعت كل شيء ) . وقال النبي A " جعل الله الرحمة في مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل في الأرض جزءا واحدا . فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه " . وقد تقدم الكلام على ( الرحمان والرحيم ) في سورة الفاتحة .
ووجه تعقيب صفة عموم العلم بصفة الرحمة أن عموم العلم يقتضي أن لا يغيب عن علمه شيء من أحوال خلقه وحاجتهم إليه فهو يرحم المحتاجين إلى رحمته ويهمل المعاندين إلى عقاب الآخرة فهو رحمان بهم في الدنيا وقد كثر إتباع اسم الجلالة بصفتي ( الرحمان الرحيم ) في القرآن كما في الفاتحة .
( هو الله لا إله إلا هو الملك القدوس السلم المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ) القول في ضمير ( هو ) كالقول في نظيره في الجملة الأولى . وهذا تكرير للاستئناف لأن المقام مقام عظيم وهو من مقامات التكرير وفيه اهتمام بصفة الوحدانية .
و ( الملك ) : الحاكم في الناس على الإطلاق إلا الله تعالى وأما وصف غيره بالملك فهو بالإضافة إلى طائفة معينة من الناس . وعقب وصفا الرحمة بوصف ( الملك ) للإشارة إلى أن رحمته فضل وأنه مطلق التصرف كما وقع في سورة الفاتحة .
و ( القدوس ) بضم القاف في الأفصح وقد تفتح القاف قال ابن جني : فعول في الصفة قليل وإنما هو في الأسماء مثل تنور وسفود وعبود . وذكر سيبويه السبوح بالفتح وقال ثعلب لم يرد فعول بضم أوله إلا القدوس والسبوح . وزاد غيره الذروح وهو ذباب أحمر متقطع الحمرة بسواد يشبه الزبور . ويسمى في اصطلاح الأطباء ذباب الهند . وما عداهما مفتوح مثل سفود وكلوب . وتنور وسمور وشبوط " صنف من الحوت " وكأنه يريد أن سبوح وقدوس صارا اسمين .
A E