وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمعنى : لو كان المخاطب بالقرآن جبلا وكان الجبل يفهم الخطاب لتأثر بخطاب القرآن تأثرا ناشئا من خشية لله خشية تؤثرها فيه معاني القرآن .
والمعنى : لو كان الجبل في موضع هؤلاء الذين نسوا الله وأعرضوا عن فهم القرآن ولم يتعظوا بمواعظه لاتعظ الجبل وتصدع صخره وتربه من شدة تأثره بخشية الله .
وضرب التصدع مثلا لشدة الانفعال والتأثر لأن منتهى تأثر الأجسام الصلبة أن تنشق وتتصدع إذ لا يحصل ذلك لها بسهولة .
والخشوع : التطأطؤ والركوع أي لرأيته ينزل أعلاه إلى الأرض .
والتصدع : التشقق أي لتزلزل وتشقق من خوفه الله تعالى .
والخطاب في ( لرأيته ) لغير معين فيعم كل من يسمع هذا الكلام والرؤية بصرية وهي منفية لوقوعها جوابا لحرف ( لو ) الامتناعية .
والمعنى : لو كان كذلك لرأيت الجبل في حالة الخشوع والتصدع .
وجملة ( وتلك الأمثال نضربها للناس ) تذييل لأن ما قبلها سيق مساق المثل فذيل بأن الأمثال التي يضربها الله في كلامه مثل المثل أراد منها أن يتفكروا فإن لم يتفكروا بها فقد سحل عليهم عنادهم ومكابرتهم فالإشارة بتلك إلى مجموع ما مر على أسماعهم من الأمثال الكثيرة وتقدير الكلام : ضربنا هذا مثلا وتلك الأمثال نضربها للناس .
وضرب المثل سوقه أطلق عليه الضرب بمعنى الوضع كما يقال : ضرب بيتا وقد تقدم بيان ذلك عند قوله تعالى ( إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما ) في سورة البقرة .
( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم [ 22 ] ) لما تكرر في هذه السورة ذكر اسم الله وضمائره وصفاته أربعين مرة منها أربع وعشرون بذكر اسم الجلالة وست عشرة مرة بذكر ضميره الظاهر أو صفاته العلية . وكان ما تضمنته السورة دلائل على عظيم قدرة الله وبديع تصرفه وحكمته .
وكان ما حوته السورة الاعتبار بعظيم قدرة الله إذ أيد النبي A والمسلمين ونصرهم على بني النضير ذلك النصر الخارق للعادة وذكر ما حل بالمنافقين أنصارهم وأن ذلك لأنهم شاقوا الله ورسوله وذلك بالثناء على المؤمنين بالله ورسوله A الذين نصروا الدين ثم الأمر بطاعة الله والاستعداد ليمو الجزاء والتحذير من الذين أعرضوا عن كتاب الله ومن سوء عاقبتهم وختم ذلك بالتذكير بالقرآن الدال على الخير والمعرف بعظمة الله المقتضية شدة خشيته عقب ذلك بذكر طائفة من عظيم صفات الله ذات الآثار العديدة في تصرفاته المناسبة لغرض السورة زيادة في تعريف المؤمنين بعظمته المقتضية للمزيد من خشيته . وبالصفات الحسنى الموجبة لمحبته وزيادة في إرهاب المعاندين المعرضين من صفات بطشه وجبروته ولذلك ذكر في هذه الآيات الخواتم للسورة من صفاته تعالى ما هو مختلف التعلق والآثار للفريقين حظ ما يليق به منها .
وفي غضون ذلك كله دلائل على بطلان إشراكهم ب ؟ أصنامهم . وسنذكر مراجع هذه الأسماء إلى ما اشتملت عليه السورة فيما يأتي .
فضمير الغيبة الواقع في أول الجملة عائد إلى اسم الجلالة في قوله تعالى ( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ) و ( هو ) مبتدأ واسم الجلالة خبر عنه ( الذي ) صفة لاسم الجلالة .
وكان مقتضى الظاهر الاقتصار على الضمير دون ذكر اسم الجلالة لأن المقصود الإخبار عن الضمير ب ( الذي لا إله إلا هو ) وبما بعد ذلك من الصفات العليا فالجمع بين الضمير وما يساوي معادة اعتبار بأن اسم الجلالة يجمع صفات الكمال لأن أصله الإله ومدلول الإله يقتضي جمع صفات الكمال .
A E