وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وإعادة ( واتقو الله ) ليبني عليه ( إن الله خبير بما تعملون ) فيحصل الربط بين التعليل والمعلل إذ وقع بينهما فصل ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) وإنما أعيد بطريق العطف لزيادة التأكيد فإن التوكيد اللفظي يؤتى به تارة معطوفا كقوله تعالى : ( أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى ) وقوله ( كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون ) . وقول عدي بن زيد .
" وألفى قولها ومينا " .
وذلك أن في العطف إيهام أن يكون التوكيد يجعل كالتأسيس لزيادة الاهتمام بالمؤكد .
فجملة ( إن الله خبير بما تعملون ) تعليل للجث على تقوى الله وموقع ( إن ) فيها موقع التعليل .
ويجوز أن يكون ( اتقوا الله ) المذكور أولا مراد به التقوى بمعنى الخوف من الله وهي الباعثة على العمل ولذلك أردف بقوله ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) ويكون ( اتقوا الله ) المذكور ثانيا مراد به الدوام على التقوى الأولى أي ودوموا على التقوى على حد قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله ) ولذلك أردف بقوله ( إن الله خبير بما تعملوت ) أي بمقدار اجتهادكم في التقوى وأردف بقوله ( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأساهم أنفسهم ) أي أهملوا التقوى بعد أن تقلدوها كما سيأتي أنهم المنافقون فإنهم تقلدوا الإسلام وأضاعوه قال تعالى : ( نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون ) . وفي قوله ( إن الله خبير بما تعملون ) إظهار اسم الجلالة في مقام الإضمار فتكون الجملة مستقلة بدلالتها أتم استقلال مجرى الأمثال ولتربية المهابة في نفس المخاطبين .
( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنسياهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون [ 19 ] ) بعد أن أمر المؤمنين بتقوى الله وإعداد العدة للآخرة أعقبه بهذا النهي تحذيرا عن الإعراض عن الدين والتغافل عن التقوى وذلك يفضي الى الفسوق . وجيء في النهي بنهيهم عن حالة قوم تحققت فيهم هذه الصلة ليكون النهي عن إضاعة التقوى مصورا في صورة محسوسة قوم تحققت فيهم تلك الصلة وهم الذين أعرضوا عن التقوى .
وهذا الإعراض مراتب قد تنتهي إلى الكفر الذي تلبس به اليهود وإلى النفاق الذي تلبس به فريق ممن أظهروا الإسلام في أول سني الهجرة وظاهر الموصول أنه لطائفة معهودة فيحتمل أن يراد ب ( الذين نسوا الله ) المنافقين لأنهم كانوا مشركين ولم يهتدوا للتوحيد بهدى الإسلام فعبر عن النفاق بنسيان الله لانه جهل بصفات الله من التوحيد والكمال . وعبر عنهم بالفاسقين قوله تعالى : ( نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون ) في سورة براءة فتكون هذه الآية ناظرة إلى تلك .
ويحتمل أن يكون المراد بهم اليهود لأنهم أضاعوا دينهم ولم يقبلوا رسالة عيسى عليه السلام وكفروا بمحمد A .
فالمعنى : نسوا دين الله وميثاقه الذي واثقهم به قال تعالى ( وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ) .
وقد أطلق نسيانهم على الترك والإعراض عن عمد أي فنسوا دلائل توحيد الله ودلائل صفاته ودلائل صدق رسوله A وفهم كتابه فالكلام بتقدير حذف مضاف أو مضافين .
ومعنى ( أنساهم أنفسهم ) أن الله لم يخلق في مداركهم التفطن لفهم الهدي الإسلامي فيعلموا بما ينجيهم من عذاب الآخرة ولما فيه صلاحهم قي الدنيا إذ خذلهم بذبذبة آرائهم فأصبح اليهود في قبضة المسلمين يخرجونهم من ديارهم وأصبح المنافقون ملموزين بين اليهود بالغدر ونقض العهد وبين المسلمين بالاحتقار واللعن .
A E وأشعر فاء التسبب بأن إنساء الله إياهم أنفسهم مسبب على نسيانهم دين الله أي لما أعرضوا عن الهدى بكسبهم وارادتهم عاقبهم الله بأن خلق فيهم نسيان أنفسهم .
وإظهار اسم الجلالة في قوله تعالى ( كالذين نسوا الله ) دون أن يقال : نسوه لاستفظاع هذا النسيان فعلق باسم الله الذين خلقهم وأرشدهم .
والقصر المستفاد من ضمير الفصل في قوله ( أولئك هم الفاسقون ) قصر ادعائي للمبالغة في وصفهم بشدة الفسق حتى كأن فسق غيرهم ليس بفسق في جانب فسقهم .
واسم الإشارة للتشهير بهم بهذا الوصف .
والفسق : الخروج من المكان الموضوع للشيء فهو صفة ذم غالبا لأنه مفارقة للمكان اللائق بالشيء ومنه قيل : فسقت الرطبة إذا خرجت من قشرها فالفاسقون هم الآتون بفواحش السيئات ومساوي الأعمال وأعظمها الإشراك