وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فالمعنى : إذ قال للإنسان في الدنيا اكفر فلما كفر ووافى القيامة على الكفر قال الشيطان يوم القيامة : إني بريء منك أي قال كل شيطان لقرينه من الإنس إني بريء منك طمعا في أن يكون ذلك منجيه من العذاب .
ففي الآية إيجاز حذف حذف فيها معطوفات مقدرة بعد شرط ( لمأ ) هي داخلة في الشرط إذ التقدير : فلما كفر واستمر على الكفر وجاء يوم الحشر واعتذر بأن الشيطان أضله قال الشيطان : إني بريء منك الخ . وهذه المقدرات مأخوذة من آيات أخرى مثل آية سورة إبراهيم وآية سورة ق . ( قال قرينه ربنا ما أطغيته ) الآية . وظاهر أن هذه المحاجة لا تقع إلا في يوم الجزاء وبعد موت الكافرعلى الكفر دون من أسلموا .
وقول ( فكان عاقبتها أنهما خالدين فيها ) من تمام المثل . أي كان عاقبة المثل بهما خسرانهما معا . وكذلك تكون عاقبة الفريقين الممثلين أنهما خائبان فيما دبرا وكادا للمسلمين .
وجملة ( وذلك جزاء الظالمين ) تذييل والإشارة الى ما يدل عليه ( فكان عاقبتهما أنهما في النار ) من معنى فكانت عاقبتهما سوأى والعلقبة السوأى جزاء جميع الظالمين المعتدين على الله والمسلمين فكما كانت عاقبة الكافر وشيطانه عاقبة سوء كذلك لكون عاقبة الممثلين بهما وقد اشتركا في ظلم أهل الخير والهدى .
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون [ 18 ] ) انتقال من الامتنان على المسلمين بما يسر من فتح قرية بني النضير بدون قتال وما أفاء الله على رسوله A منهم ووصف ما جرى من خيبتهم وخيبة أملهم في نصرة المنافقين ومن الإيذان بأن عاقبة أهل القرى الباقية كعاقبة أسلافهم . وكذلك موقف أنصارهم معهم الى الأمر بتقوى الله شكرا له على ما منح وما وعد من صادق الوعد فإن الشكر جزاء العبد عن نعمة ربه إذ لا يستطيع جزاء غير ذلك فأقبل على خطاب الذين آمنوا بالأمر بتقوى الله .
ولما كان ما تضمنته السورة من تأييد الله إياهم وفيض نعمه عليهم كان من منافع الدنيا أعقبه بتذكيرهم بالإعداد للآخرة بقوله ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) أي لتتأمل كل نفس فيما قدمته للآخرة .
وجملة ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) عطف أمر على أمر آخر . وهي معترضة بين جملة ( اتقوا الله ) وجملة ( إن الله خبير بما تعملون ) . وذكر ( نفس ) إظهار في مقام الإضمار لأن مقتضى الظاهر : وانظروا ما قدمتم فعدل عن الإظهار لقصد العموم أي لتنظروا وتنظر كل نفس .
وتنكير ( نفس ) بفيد العموم في سياق الأمر أي لتنظر كل نفس فإن الأمر والدعاء ونحوهما كالشرط تكون النكرة في سياقها مثل ما هي في سياق النفي كقوله تعالى ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره ) وكقول الحريري : .
" يا أهل ذا المغنى وقيتم ضرا " أي كل ضر " وإنما لما يعرف بلام التعريف على العموم لئلا يتوهم نفس معهودة .
واطلق ( غد ) على الزمن المستقبل مجازا لتقريب الزمن المتقبل من البعيد لملازمة اقتراب الزمن لمفهوم الغد لأن الغد هو اليوم الموالي لليوم الذي فيه المتكلم فهو أقرب أزمنة المستقبل كما قال قراد بن أجدع : .
فإن يك صدر هذا اليوم ولى ... فإن غدا لناظره قريب وهذا المجاز شائع في كلام العرب في لفظ " غد " وأخواته قال زهير : A E .
وأعلم علم اليوم والأمس قبله ... ولكنني عن علم ما في غد عم يريد باليوم بالزمن الحاضر وبالأمس الزمن الماضي وبالغد الزمن المستقبل .
وتنكير " غد " للتعظيم والتهويل أي لغد لا يعرف كنهه .
واللام في قوله ( لغد ) لام العلة أي ما قدمته لأجل يوم القيامة أي لأجل الانتفاع به .
والتقديم : مستعار للعمل الذي يعمل لتحصيل فائدته في زمن آت شبه قصد الانتفاع به في المستقبل بتقديم من يحل في المنزل قبل ورود السائرين اليه من جيش أو سفر ليهيء لهم ما يصلح أمرهم ومنه مقدمة الجيش وتقديم الرائد قبل القافلة . قال تعالى : ( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله ) ويقال في ضده : أخر إذا ترك عمل شيء قال تعالى : ( علمت نفس ما قدمت وأخرت )