وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( لئن اخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ) بيان لجملة ( والله يشهد إنهم لكاذبون ) .
واللام موطئة للقسم وهذا تأكيد من الله تعالى لرسوله A أنهم لن يضروه شيئا لكيلا يعبأ بما بلغه من مقالتهم .
وضمير ( أخرجوا ) و ( قوتلوا ) عائدان إلى ( الذين كفروا من أهل الكتاب ) أي الذين لم يخرجوا ولما يقاتلوا وهم قريظة وخيبر أما بنو النضير فقد أخرجوا قبل نزول هذه السورة فهم غير معنيين بهذا الخبر المستقبل . والمعنى : لئن أخرج بقية اليهود في المستقبل لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا في المستقبل لا ينصرونهم . وقد سلك في هذا البيان طريق الإطناب . فإن قوله ( والله يشهد إنهم لكاذبون ) جمع ما في هاتين الجملتين فجاء بيانه بطريقة الإطناب لزيادة تقرير كذبهم .
( ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون [ 12 ] ) ارتقاء في تكذيبهم على ما وعدوا به إخوانهم والواو واو الحال وليست واو العطف .
وفعل نصروهم إرادة وقوع الفعل بقرينة قوله ( ليولن الأدبار ثم لا ينصرون ) فيكون إطلاق الفعل على إرادته مثل قوله تعالى ( إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم ) الآية وقوله ( فإذا قرات القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) .
وقوله تعالى ( للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر ) أي يريدون العود إلى ما امتنعوا منه بالإيلاء . والمعنى : أنه لو فرض أنهم أرادوا نصرهم فإن أمثالهم لا يترقب منهم الثبات في الوغى فلو أرادوا نصرهم وتجهزوا معهم لفروا عند الكريهة وهذا كقوله تعالى ( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولاوضعوا خلالكم ) .
ويجوز أن يكون أطلق النصر على الإعانة بالرجال والعتاد وهو من معنى النصر .
و ( ثم ) في قوله ( ثم لا ينصرون ) للتراخي الرتبي كما هو شأنها في عطف الجمل فإن انتفاء النصر أعظم رتبة في تأسيس أهل الكتاب من الانتفاع بغعانة المنافقين فهو أقوى من انهزام المنافقين إذا جاؤوا لإعانة أهل الكتاب في القتال .
والنصر هنا بمعنى : الغلب .
وضمير ( لا ينصرون ) عائد إلى الذين كفروا من أهل الكتاب إذ الكلام جار على وعد المنافقين بنصر أهل الكتاب .
والمقصود تثبيت رسول الله A والمسلمين وتأمينهم من بأس أعدائهم .
( لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون [ 13 ] ) لما كان المقصود من ذكر وهن المنافقين في القتال تشديد نفس النبي A وأنفس المؤمنين حتى لا يرهبوهم ولا يخشوا مساندتهم لأهل حرب المسلمين أحلاف المنافقين قريظة وخيبر أعقب ذلك بإعلام المؤمنين بأن المنافقين وأحلافهم يخشون المسلمين خشية شديدة وصفت شدتها بأنها أشد من خشيتهم الله تعالى فإن خشية جميع الخلق من الله أعظم خشية فإذا بلغت الخشية في قلب أحد أن تكون أعظم من خشية الله فذلك منتهى الخشية .
والمقصود تشديد نفوس المسلمين ليعلموا أن عدوهم مرهب منهم وذلك مما يريد المسلمين إقداما في محاربتهم إذ ليس سياق الكلام للتسجيل على المنافقين واليهود قلة رهبتهم لله بل إعلام المسلمين بأنهم أرهب لهم من كل أعظم الرهبات .
A E والخطاب للنبي A ومن معه من المسلمين .
والصدور مراد بها : النفوس والضمائر لأن محل أجهزتها في الصدور .
والرهبة : مصدر رهب أي خاف .
وقوله ( في صدورهم ) ل ( رهبة ) فهي رهبة أولئك .
وضمير ( صدورهم ) عائد إلى ( الذين نافقوا ) و ( الذين كفروا من أهل الكتاب ) إذ ليس اسم أحد الفريقين أولى بعود الضمير إليه مع صلاحية الضمير لكليهما ولأن المقصودين بالقتال هم يهود قريظة وخيبر وأما المنافقون فكانوا أعوانا لهم .
وإسناد أشد إلى ضمير المسلمين المخاطبين إسناد سببي كأنه قيل : لرهبتكم في صدورهم أشد من رهبة فيها . فالرهبة في معنى المصدر المضاف إلى مفعوله وكل مصدر لفعل متعد يحتمل أن يضاف إلى فاعله أو إلى مفعوله ولذلك فسره الزمخشري بأشد مرهوبية .
و ( من الله ) هو المفضل عليه وهو على حذف مضاف أي من رهبة الله أي من رهبتهم الله كما قال النابغة : .
وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي ... على وعل في ذي المطارة عاقل أي على مخافة وعل