وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وهو يعني إلا ما كان من شنآن بين شخصين لأسباب عادية أو شرعية مثل ما كان بين العباس وعلي حين تحاكما إلى عمر فقال العباس : اقض بيني وبين هذا الظالم الخائن الغادر . ومثل إقامة عمر حد القذف على أبي بكرة .
وأما ما جرى بين عائشة وعلي من النزاع والقتال وبين علي ومعاوية من القتال فإنما كان انتصارا للحق في كلا رأيي الجانبين وليس ذلك لغل أو تنقص فهو كضرب القاضي أحدا تأدييا له فوجب إمساك غيرهم من التحزب لهم بعدهم فإنه وإن ساغ ذلك لآحادهم لتكافئ درجاتهم أو تقاربها . والظن بهم زوال الحزازات من قلوبهم بانقضاء تلك الحوادث لا يسوغ ذلك للأذناب من بعدهم الذين ليسوا منهم في عير ولا نفير وإنما هي مسحة من حمية الجاهلية نخرت عضد الأمة المحمدية .
( ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون [ 11 ] ) أعقب ذكر ما حل بيني النضير وما اتصل به من بيان أسبابه ثم بيان مصارف فيئهم وفيء ما يفتح من القرى بعد ذلك بذكر أحوال المنافقين مع بني النضير وتغريرهم بالوعود الكاذبة ليعلم المسلمون أن النفاق سجية في أولئك لا يتخلون عنه ولو في جانب قوم هم الذين يودون أن يظهروا على المسلمين .
والجملة استئناف ابتدائي والاستفهام مستعمل في التعجيب من حال المنافقين فبني على نفي العلم بحالهم كناية عن التحريض على ايقاع هذا العلم كأنه يقول تأمل الذين نافقوا في حال مقالتهم لإخوانهم ولا تترك النظر في ذلك فإنه حال عجيب وقد تقدم تفصيل معنى : ( ألم تر ) إلى كذا عند قوله تعالى ( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم ) في سورة البقرة .
وجملة ( يقولون ) في موضع المفعول الثاني . والتقدير : ألم ترهم قائلين . وجيء بالفعل المضارع لقصد تكرر ذلك منهم أي يقولون ذلك مؤكدينه ومكررينه لا على سبيل البداء أو الخاطر المعدول عنه .
و ( الذين نافقوا ) المخبر عنهم هنا هم فريق من بني عوف من الخزرج من المنافقين سمى منهم عبد الله بن أبي بن سلول وعبد الله بن نبتل ورفاعة بن زيد ورافعة بن تابوت وأوس بن قيضي ووديعة بن أبي قوتل أو ابن قوقل وسويد " لم ينسب " وداعس " لم ينسب " بعثوا إلى بني النضير حين حاصر جيش المسلمين بني النضير يقلون لهم : أثبتوا في معاقلكم فإنا معكم .
والمراد بإخوانهم بنو النضير وإنما وصفهم بالإخوة لهم لأنهم كانوا متحدين في الكفر برسالة محمد A وليست هذه أخوة النسب فإن بني النضير من اليهود والمنافقين الذين بعثوا إليهم من بني عوف من عرب المدينة وأصلهم من الأزد .
وفي وصف إخوانهم ب ( الذين كفروا ) إيماء إلى أن جانب الأخوة بينهم هو الكفر إلا أن كفر المنافقين كفر الشرك وكفر إخوانهم كفر أهل الكتاب وهو الكفر برسالة محمد A .
ولام لئن أخرجتم موطئة للقسم أي قالوا لهم كلاما مؤكدا بالقسم .
A E وإنما وعدوهم بالخروج معهم ليطمئنوا لنصرتهم فهو كناية عن النصر وإلا فإنهم لا يرضون أن يفارقوا بلادهم .
وجملة ( ولا نطيع فيكم أحدا ) معطوفة على جملة ( لئن أخرجتم ) فهي من المقول لا من المقسم عليه وقد أعربت عن المؤكد لأن بني النضير يعلمون أن المنافقين لا يطيعون الرسول A والمسلمين فكان المنافقون في غنية عن تحقيق هذا الخبر .
ومعنى ( فيكم ) في شأنكم ويعرف هذا بقرينة المقام أي في ضركم إذ لا يخطر بالبال أنهم لا يطيعون من يدعوهم إلى موالاة إخوانهم ويقدر المضاف في مثل هذا بما يناسب المقام . ونظيره قوله تعالى ( فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم ) أي في الموالاة لهم . ومعنى ( لننصرنكم ) لنعيننكم في القتال . والنصر يطلق على الإعانة على المعادي . وقد أعلم الله رسوله A بأنهم كاذبون في ذلك بعد ما اعلمه بما اقسموا عليه تطمينا لخاطره لأن الآية نزلت بعد إجلاء بني النضير وقبل غزو قريضة لئلا يتوجي الرسول A خيفة من بأس المنافقين وسمى الله الخبر شهادة لأنه خبر عن يقين بمنزلة الشهادة التي لا يتجازف المخبر في شأنها