وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم [ 10 ] ) عطف على ( والذين تبوءوا الدار ) على التفسيرين المتقدمين ؛ فأما على رأي من جعلوا ( والذين تبوءوا الدار ) معطوفا على ( للفقراء المهاجرين ) جعلوا ( الذين جاءوا من بعدهم ) فريقا من أهل القرى وهو غير المهاجرين والأنصار بل هو من جاء إلى الإسلام بعد المهاجرين والأنصار فضمير ( من بعدهم ) عائد إلى مجموع الفريقين .
والمجيء مستعمل للطرو والمصير إلى حالة تماثل حالهم وهي حالة الإسلام فكانهم أتوا إلأى مكان لإقامتهم وهذا فريق ثالث وهؤلاء هم الذين ذكروا في قوله تعالى بعد ذكر المهاجرين والأنصار ( والذين اتبعوهم بإحسان ) أي اتبعوهم في الإيمان .
وإنما صيغ ( جاءوا ) بصيغة الماضي تغليبا لأن من العرب وغيرهم من أسلموا بعد الهجرة مثل غفارة ومزينة وأسلم ومثل عبد الله بن سلام وسلمان الفارسي فكأنه قيل : الذين جاؤوا ويجيئون بدلالة لحن الخطاب . والمقصود من هذا : زيادة دفع إيهام أن يختص المهاجرون بما أفاء الله على رسوله A من أهل القرى كما اختصهم النبي A بفيء بني النضير .
وقد شملت هذه الآية كل من يوجد من المسلمين أبد الدهر وعلى هذا جرى فهم عمر بن الخطاب Bه . زوي البخاري من طريق مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال عمر لولا آخر المسلمين ما فتحت قرية إلا قسمتها بين أهلها " أي الفاتحين " كما قسم النبي A خيبر .
وذكر القرطبي : أن عمر دعا المهاجرين والأنصار واستشارهم فيما فتح الله عليه وقال لهم : تثبتوا الأمر وتدبروه ثم اغدوا علي فلما غدو عليه قال : قد مررت بالآيات التي في سورة الحشر وتلا ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى ) إلى قوله ( أولئك هم الصادقون ) . قال : ما هي لهؤلاء فقط وتلا ( والذين جاءوا من بعدهم ) إلى قوله ( رؤف رحيم ) ثم قال : ما بقى من أهل الإسلام إلا وقد دخل في ذلك اه .
وهذا ظاهر في الفيء وأما ما فتح عنوة فمسألة أخرى ولعمر بن الخطاب في عدم قسمته سواد العراق بين الجيش الفاتحين له عمل آخر وهو ليس غرضنا . ومحله كتب الفقه والحديث .
والقريق من المفسرين الذين جعلوا قوله تعالى ( والذين تبوءوا الدار والإيمان ) كلاما مستأنفا وجعل ( يحبون من هاجر إليهم ) خبرا عن اسم الموصول جعلوا قوله ( والذين جاءوا من بعدهم ) كذلك مستأنفا .
ومن الذين جعلوا قوله ( والذين تبوءوا ) معطوفا على ( للفقراء المهاجرين ) من جعل قوله ( والذين جاءوا من بعدهم ) مستأنفا . ونسبه ابن الفرس في أحكام القرآن إلى الشافعي . ورأى أن الفيء إذا كان أرضا فهو إلى تخيير الإمام وليس يتعين صرفه للأصناف المذكورة في فيء بني النضير .
وجملة ( يقولون ربنا اغفر لنا ) على التفسير المختار في موضع الحال من ( الذين جاءوا من بعدهم ) .
A E والغل بكسر الغين : الحسد والبغض أي سألوا الله أن يطهر نفوسهم من الغل والحسد للمؤمنين السابقين على ما أعطوه من فضيلة صحبة النبي A وما فضل به بعضهم من الهجرة وبعضهم من النصرة فبين الله للذين جاؤوا من بعدهم ما يكسبهم فضيلة ليست للمهاجرين والأنصار وهي فضيلة الدعاء لهم بالمغفرة وانطواء ضمائرهم على محبتهم وانتفاء البغض لهم .
والمراد أنهم يضمرون ما يدعون الله به لهم في نفوسهم ويرضوا أنفسهم عليه .
وقد دلت الآية على أن حقا على المسلمين أن يذكروا سلفهم بخير وأن حقا عليهم محبة المهاجرين والأنصار وتعطيمهم قال مالك : من كان يبغض أحدا من أصحاب محمد A أو كان قلبه عليه غل فليس له حق في فيء المسلمين ثم قرأ ( والذين جاءوا من بعدهم ) الآية .
فلعله أخذ بمفهوم الحال من قوله تعالى ( يقولون ربنا اغفر لنا ) الآية فإن المقصد من الثناء عليهم بذلك أن يضمروا مضمونه في نفوسهم فإذا أضمروا خلافه وأعلنوا بما ينافي ذلك فقد تخلف فيهم هذا الوصف فإن الفيء عطية أعطاها الله تلك الأصناف ولم يكتسبوها بحق قتال فاشترط الله عليهم في استحقاقها أن يكونوا محبين لسلفهم غير حاسدين لهم