وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعدل عن الإتيان بضميرهم كما أتي بضمائرهم من قبل ومن بعد إلى التعبير عنهم بوصف ( الفاسقين ) لأن الوصف المشتق يؤذن بسبب ما اشتق منه في ثبوت الحكم أي ليجزيهم لأجل الفسق .
والفسق : الكفر .
( وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير [ 6 ] ) يجوز أن يكون عطفا على جملة ( ما قطعتم من لينة ) الآية فتكون امتنانا وتكملة لمصارف أموال بني النضير .
ويجوز أن تكون عطفا على مجموع ما تقدم عطف القصة على القصة والغرض على الغرض للانتقال إلى التعريف بمصير موال بني النضير لئلا يختلف رجال المسلمين في قسمته . ولبيان أن ما فعله الرسول A في قسمة أموال بني النضير هو عدل إن كانت الآية نزلت بعد القسمة وما صدق ( ما أفاء الله ) هو ما تركوه من الأرض والنخل والنقض والحطب .
والفيء معروف في اصطلاح الغزاة ففعل أفاء أعطى الفيء فالفيء في الحروب والغارات ما يظفر به الجيش من متاع عدوهم وهو أعم من الغنيمة ولم يتحقق أئمة اللغة في أصل اشتقاقه فيكون الفيء بقتال ويكون بدون قتال وأما الغنيمة فهي ما أخذ بقتال .
وضمير منهم ) عائد إلى ( الذين كفروا من أهل الكتاب ) الواقع في أول السورة وهم بنو النضير . وقيل : أريد به الكفار وأنه نزل في فيء فدك فهذا بعيد ومخالف للآثار .
وقوله ( فما أوجفتم عليه ) خبر عن ( ما ) الموصولة قرن بالفاء لأن الموصول كالشرط لتضمنه معنى التسبب كما تقدم آنفا في قوله ( فبإذن الله ) .
وهو بصريحه امتنان على المسلمين بأن الله ساق لهم أموال بني النضير دون قتال مثل قوله تعالى ( وكفى الله المؤمنين القتال ) ويفيد مع ذلك كناية بأن يقصد بالإخبار عنه بأنهم لم يوجفوا عليه لازم الخبر وهو أنه ليس لهم سبب حق فيه . والمعنى : فما هو من حقكم أو لا تسألوا قسمته لأنكم لم تنالوه بقتالكم ولكن الله أعطاه رسوله A نعمة منه بلا مشقة ولا نصب .
والإيجاف : نوع من سير الخيل . وهو سير سريع بإيقاع وأريد به الركض للإغارة لأنه يكون سريعا .
والركاب : اسم جمع للإبل التي تركب . والمعنى : ما أغرتم عليه بخيل ولا إبل .
وحرف ( على ) في قوله تعالى ( فما أوجفتم عليه ) للتعليل وليس لتعدية ( أوجفتم ) لأن معنى الإيجاف لا يتعدى إلى الفيء بحرف الجر أو متعلق بمحذوف وهو مصدر ( أوجفتم ) أي إيجافا لأجله .
و ( من ) في قوله ( من خيل ) زائدة داخلة على النكرة في سياق النفي ومدخول ( من ) في معنى المفعول به ل ( أوجفتم ) أي ما سقتم خيلا ولا ركابا .
A E وقوله ( ولكن الله يسلط رسله على من يشاء ) استدراك على النفي الذي في قوله تعالى ( فما أوجفتم عليه ) لرفع توهم أنه لا حق فيه لأحد . والمراد : أن الله سلط عليه رسوله A . فالرسول أحق به . وهذا التركيب يفيد قصرا معنويا كأنه قيل : فما سلطكم الله عليهم ولكن سلط عليهم رسوله A .
وفي قوله تعالى ( ولكن الله يسلط رسله على من يشاء ) إيجاز حذف لأن التقدير : ولكن الله سلط عليهم رسوله A . والله يسلط رسله على من يشاء وكان هذا بمنزلة التذييل لعمومه وهو دال على المقدر .
وعموم ( من يشاء ) لشمول أنه يسلط رسله على مقاتلين ويسلطهم على غير المقاتلين .
والمعنى : وما أفاء الله على رسوله A إنما هو بتسليط الله رسوله A وإلقاء الرعب في قلوبهم والله يسلط رسله على من يشاء . فأغنى التذييل عن المحذوف أي فلا حق لكم فيه فيكون من مال الله يتصرف فيه رسول الله A وولاة الأمور من بعده