وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والحشر : جمع ناس في مكان قال تعالى ( وابعث في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم ) .
والمراد به هنا : حشر يهود جزيرة العرب إلى أرض غيرها أي جمعهم للخروج وهو بهذا المعنى يرادف الجلاء إذا كان الجلاء لجماعة عظيمة تجمع من متفرق ديار البلاد .
وليس المراد به : حشر يوم القيامة إذ لا مناسبة له هنا ولا يلائم ذكر لفظ ( أول ) لأن أول كل شيء إنما يكون متحد النوع مع ما أضيف هو إليه .
وعن الحسن : أنه حمل الآية على حشر القيامة وركبوا على ذلك أوهاما في أن حشر القيامة يكون بأرض الشام وقد سبق أن ابن عباس احترز من هذا حين سمى هذه السورة " سورة بني النضير " وفي جعل هذا الإخراج وقتا لأول الحشر إيذان بأن حشرهم يتعاقب حتى يكمل إخراج جميع اليهود وذلك ما أوصى به النبي A قبيل وفاته إذ قال " لا يبقى دينان في جزيرة العرب " . وقد أنفذه عمر بن الخطاب حين أجلى اليهود من جميع بلاد العرب . وقيل : وصف الحشر بالأول لأنه أول جلاء أصاب بني النضير فإن اليهود أجلوا من فلسطين مرتين مرة في زمن " بختنصر " ومرة في زمن " طيطس " سلطان الروم وسلم بنو النضير ومن معهم من الجلاء لأنهم كانوا في بلاد العرب . فكان أول جلاء أصابهم جلاء بني النضير .
( وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله ) أي كان ظن المسلمين وظن أهل الكتاب متواردين على تعذر إخراج بني النضير من قريتهم بسبب حصانة حصونهم .
وكان اليهود يتخذون حصونا يأوون إليها عندما يغزوهم العدو مثل حصون خيبر .
وكان لبني النضير ستة حصون أسماؤها : الكتيبة " بضم الكاف وفتح المثناة الفوقية " والوطيح " بفتح الواو وكسر الطاء " والسلالم " بضم السين " والنطاة " بفتح النون وفتح الطاء بعدها ألف وبها تأنيث آخره " والوخدة " بفتح الواو وسكون الخاء المعجمة ودال مهملة " وشق " بفتح الشين المعجمة وتشديد القاف " .
ونظم جملة ( وظنوا أنهم ما نعتهم حصونهم ) على هذا النظم دون أن يقال : وظنوا أن حصونهم مانعتهم ليكون الابتداء بضميرهم لأنه سيعقبه إسناد ( مانعتهم ) إليه فيكون الابتداء بضميرهم مشيرا إلى اغترارهم بأنفسهم أنهم في عزة ومنعة وأن منعة حصونهم هي من شؤون عزتهم .
A E وفي تقديم ( مانعتهم ) وهو وصف على ( حصونهم ) هو اسم والاسم بحسب الظاهر أولى بأن يجعل بمرتبة المبتدأ ويجعل الوصف خبرا عنه فعدل عن ذلك إشارة إلى أهمية منعة الحصون عند ظنهم فهي بمحل التقديم في استحضار ظنهم ولا عبرة بجواز جعل حصونهم فاعلا باسم الفاعل وهو مانعتهم بناء على أنه معتمد على مسند إليه لأن محامل الكلام البليغ تجري على وجوه التصرف في دقائق المعاني فيصير الجائز مرجوحا . قال المرزوقي في شرح " باب النسب " قول الشاعر وهو منسوب إلى ذي الرمة في غير ديوان الحماسة : .
فإن لم يكن إلا معرج ساعة ... قليلا فإني نافع لي قليلها يجوز أن يكون " قليلها " مبتدأ و " نافع " خبر مقدم عليه " أي لقصد الاهتمام " . والجملة في موضع خبر " إن " والتقدير : إني قليلها نافع لي .
( فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار [ 2 ] ) تفريع على مجموع جملتي ( ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله ) اللتين هما تعليل للقصر في قوله تعالى ( هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب ) .
وتركيب ( فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ) تمثيل مثل شأن الله حين يسر أسباب استسلامهم بعد أن صمموا على الدفاع وكانوا أهل عدة وعدة ولم يطل حصارهم بحال من أخذ حذره من عدوه وأحكم حراسته من جهاته فأتاه عدوه من جهة لم يكن قد أقام حراسة فيها . وهذا يشبه التمثيل الذي في قوله تعالى ( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمئان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده ) .
والاحتساب : مبالغة في الحسبان أي الظن أي من مكان لم يظنوه لأنهم قصروا استعدادهم على التحصن والمنعة ولم يعلموا أن قوة الله فوق قوتهم