وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ووسموا ب ( الذين كفروا ) لأنهم كفروا بمحمد A تسجيلا عليهم بهذا الوصف الذميم وقد وصفوا ب ( الذين كفروا ) في قوله تعالى ( ولما جائهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ) إلى قوله ( عذاب مهين ) في سورة البقرة .
وعليه فحرف ( من ) في قوله ( من أهل الكتاب ) بيانية لأن المراد بأهل الكتاب هنا خصوص اليهود أي الذين كفروا برسالة محمد A وهم أهل الكتاب وأراد بهم اليهود فوصفوا ب ( من أهل الكتاب ) لئلا يظن أن المراد ب ( الذين كفروا ) المشركون بمكة أو بقية المشركين بالمدينة فيظن أن الكلام وعيد .
وتفصيل القصة التي أشارت إليها الآية على ما ذكر جمهور أهل التفسير . أن بني النضير لما هاجر المسلمون إلى المدينة جاءوا فصالحوا النبي A على أن لا يكونوا عليه ولا له ويقال : أن مصالحتهم كانت عقب وقعة بدر لما غلب المسلمون المشركين لأنهم توسموا أن لا تهزم لهم راية فلما غلب المسلمون يوم أحد نكثوا عهدهم وراموا مصالحة المشركين بمكة إذ كانوا قد قعدوا عن نصرتهم يوم بدر " كدأب اليهود في موالاة القوي " فخرج كعب بن الأشرف وهو سيد بني النضير في أربعين راكبا فحالفوا المشركين عند الكعبة على أن يكونوا عونا لهم على مقاتلة المسلمين فلما أوحي إلى رسول الله A بذلك أمر محمد بن مسلمة أن يقتل كعب بن الأشرف فقتله غيلة في حصنه في قصة مذكورة في كتب السنة والسير .
وذكر ابن إسحاق سببا آخر وهو أنه لما انقضت وقعة بئر معونة في صفر سنة أربع كان عمرو بن أمية الضمري أسيرا عند المشركين فأطلقه عامر بن الطفيل . فلما كان راجعا إلى المدينة أقبل رجلان من بني عامر وكان لقومهما عقد مع رسول الله A ونزلا مع عمرو بن أمية فلما ناما عدا عليهما فقتلهما وهو يحسب أنه يثأر بهما من بني عامر الذين قتلوا أصحاب رسول الله A ببئر معونة ولما قدم عمرو ابن أمية أخبر رسول الله A بما فعل فقال له رسول الله A : لقد قتلت قتيلين ولآدينهما وخرج رسول الله A إلى بني النضير يستعينهم في دية ذينك القتيلين إذ كان بين بني النضير وبين بني عامر حلف وأضمر بنو النضير الغدر برسول الله A وأطلعه الله عليه فأمر رسول الله A المسلمين بالتهيؤ لحربهم .
A E ثم أمر النبي A المسلمين بالسير إليهم في ربيع الأول في سنة أربع من الهجرة فسار إليهم هو والمسلمون وأمرهم بأن يخرجوا من قريتهم فامتنعوا وتنادوا إلى الحرب ودس إليهم عبد الله بن أبي بن سلول أن لا يخرجوا من قريتهم وقال : إن قاتلكم المسلمون فنحن معكم لننصرنكم وإن أخرجتم لنخرجن معكم فدربوا على الأزقة " أي سدوا منافذ بعضها لبعض ليكون كل درب منها صالحا للمدافعة " وحصنوها ووعدهم أن معه ألفين من قومه وغيرهم وإن معهم قريظة وحلفاءهم من غطفان من العرب فحاصرهم النبي A وانتظروا عبد الله بن أبي بن سلول وقريظة وغطفان أن يقدموا إليهم ليردوا عنهم جيش المسلمين فلما رأوا أنهم لم ينجدوهم قذف الله في قلوبهم الرعب فطلبوا من النبي A الصلح فأبى إلا الجلاء عن ديارهم وتشارطوا على أن يخرجوا ويحمل كل ثلاثة أبيات منهم حمل بعير مما شاؤوا من متاعهم فجعلوا يخربون بيوتهم ليحملوا معهم ما ينتفعون به من الخشب والأبواب .
فخرجوا فمنهم من لحق بخيبر وقليل منهم لحقوا ببلاد الشام في مدن " أريحا " وأذرعات من أرض الشام وخرج قليل منهم إلىالحيرة .
واللام في قوله ( لأول الحشر ) لام التوقيت وهي التي تدخل على أول الزمان المجعول ظرفا لعمل مثل قوله تعالى ( يقول يا ليتني قدمت لحياتي ) أي من وقت حياتي . وقولهم : كتب ليوم كذا . وهي بمعنى " عند " . فالمعنى أنه أخرجهم عند مبدإ الحشر المقدر لهم وهذا إيماء إلى أن الله قدر أن يخرجوا من جميع ديارهم في بلاد العرب . وهذا التقدير أمر به النبي A كما سيأتي . فالتعريف في ( الحشر ) تعريف العهد