وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والقول في لفظ هذه الآية كالقول في نظيرها في أول سورة الحديد إلا أن التي في أول سورة الحديد فيها ( ما في السماوات والأرض ) وها هنا قال ( ما في السماوات وما في الأرض ) لأن فاتحة سورة الحديد تضمنت الاستدلال على عظمة الله تعالى وصفاته وانفراده بخلق السماوات والأرض فكان دليل ذلك هو مجموع ما احتوت عليه السماوات والأرض من أصناف الموجودات فجمع ذلك كله في اسم واحد هو ( ما ) الموصولة التي صلتها قوله ( في السماوات والأرض ) . وأما فاتحة سورة الحشر فقد سيقت للتذكير بمن الله تعالى على المسلمين في حادثة أرضية وهي خذلان بني النضير فناسب فيها أن يخص أهل الأرض باسم موصول خاص بهم وهي ( ما ) الموصولة الثانية التي صلتها ( في الأرض ) وعلى هذا المنوال جاءت فواتح سور الصف والجمعة والتغابن كما سيأتي في مواضعها . وأوثر الأخبار عن ( سبح ما في السماوات وما في الأرض ) بفعل المضي لأن المخبر عنه تسبيح شكر عن نعمة مضت قبل نزول السورة وهي نعمة إخراج أهل النضير .
( هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا ) يجوز أن تجعل جملة ( هو الذي أخرج الذين كفروا ) إلى آخرها استئنافا ابتدائيا لقصد إجراء هذا التمجيد على اسم الجلالة لما يتضمنه من باهر تقديره ولما يؤذن به ذلك من التعريض بوجوب شكره على ذلك الإخراج العجيب .
يجوز أن تجعل علة لما تضمنه الخبر عن تسبيح ما في السماوات وما في والأرض من التذكير للمؤمنين والتعريض بأهل الكتاب والمنافقين الذين هم فريقان مما في الأرض فإن القصة التي تضمنها فاتحة السورة من أهم أحوالهما .
ويجوز أن تفعل مبينة لجملة ( وهو العزيز الحكيم ) لأن هذا التسخير العظيم من آثار عزه وحكمته .
وعلى كل الوجوه فهو تذكير بنعمة الله على المسلمين وإيماء إلى أن يشكروا الله على ذلك وتمهيد المقصود من السورة وهو قسمة أموال أبن النضير .
وتعريف جزأي الجملة بالضمير والموصول يفيد قصر صفة إخراج الذين كفروا من ديارهم عليه تعالى وهو قصر ادعائي لعدم الاعتداد بسعي المؤمنين في ذلك الإخراج ومعالجتهم بعض أسبابه كتخريب ديار بني النضير .
ولذلك فجملة ( ما ظننتم أن يخرجوا ) تتنزل منزلة التعليل لجملة القصر .
A E وجملة ( وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم ) عطف على العلة أي وهم ظنوا أهل المسلمين لا يغلبونهم . وإنما لم يقل : وظنوا أن لا يخرجوا . مع أن الكلام على خروجهم من قوله تعالى ( وهو الذي أخرج الذين كفروا ) فعدل عنه إلى ( وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم ) أي مانعتهم من إخراجهم استغناء عن ذكر المظنون بذكر علة الظن . والتقدير : وظنوا أن لا يخرجوا لأنهم تمنعهم حصونهم أي ظنوا ظنا قويا معتمدين على حصونهم .
والمراد ب ( الذين كفروا من أهل الكتاب ) بنو النضير ( بوزن أمير ) وهم قبيلة من اليهود استوطنوا بلاد العرب هم وبنو عمهم قريظة ويهود خيبر وكلهم من ذرية هارون عليه السلام وكان يقال لبني النضير وبني قريظة : الكاهنان لأن كل فريق منها من ذرية هارون وهو كائن الملة الإسرائيلية . والكهانة : حفظ أمور الديانة بيده ويد أعقابه .
وقصة استيطانهم بلاد العرب أن موسى عليه السلام كان أرسل طائفة من أسلافهم لقتال العماليق المجاورين للشام وأرض العرب فقصروا في قتالهم وتوفي موسى تقريبا من ذلك . فلما عملوا بوفاة موسى رجعوا على أعقابهم إلى ديار إسرائيل في أريحا لهم قومهم : أنتم عصيتم أمر موسى فلا تدخلوا بلادنا فخرجوا إلى جزيرة العرب وأقاموا لأنفسهم قرى حول يثرب ( المدينة ) وبنوا لأنفسهم حصونا وقرية سموها الزهرة . وكانت حصونهم خمسة سيأتي ذكر أسمائهما في آخر تفسير الآية وصاروا أهل زرع وأموال . وكان فيهم أهل الثراء مثل السموأل بن عاديا وكعب بن الأشرف وأبن أبي الحقيق وكان بينهم وبين الأوس والخزرج حلف ومعاملة فكان من بطون أولئك اليهود بنو النضير وقريظة وخيبر