وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومعنى ( من الله ) من بأس الله أو من عذابه . وحذف مثل هذا كبير في الكلام . وتقديره ظاهر . ويلقب هذا الاستعمال عند علماء أصول الفقه بإضافة الحكم إلى الأعيان على إرادة أشهر أحوالها نحو ( حرمت عليكم الميتة ) أي أكلها .
وجملة ( لن نغني عنهم أموالهم ) الخ خبر ثالث أو ثان عن ( إن ) في قوله تعالى ( أنهم ساء ما كانوا يعملون ) .
وجملة ( أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) في موضع العلة لجملة ( لم تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا ) أي لأنهم أصحاب النار أي حق عليهم أنهم أصاحب النار . وصاحب الشيء ملازمه فلا يفارقه . إذ قد تقرر في قوله ( أعد الله لهم عذابا شديدا ) ومن قوله ( فلهم عذاب مهين ) أنهم لا محيص لهم عن النار فكيف تغنى عنهم أموالهم وأولادهم شيئا من عذاب النار . وهذا كقوله تعالى ( أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار ) أي ما أنت تنقذه من النار . فإن اسم الإشارة في مثل هذا الموقع ينبه على أن المشار ليه صار جديرا بما يرد بعد اسم الإشارة من جل الأخبار التي أخبر بها عنه قبل اسم الإشارة كما تقدم في قوله تعالى ( أولئك على هدى من ربهم ) في سورة البقرة .
( يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون [ 18 ] ) هذا متصل بقوله ( ويحلفون على الكذب ) إلى قوله ( اتخذوا إيمانهم جنة ) وتقدم الكلام على نظير قوله ( يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا ) . كما سبق آنفا في هذه السورة أي اذكر يوم يبعثهم الله .
وحلفهم لله في الآخرة إشارة إلى ما حكاه الله عنهم في قوله ( ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين ) .
والتشبيه في قوله ( كما يحلفون لكم ) كما في صفة الحلف وهي قولهم : إنهم غير مشركين وفي كونه حلفا على الكذب وهم يعلمون ولذلك سماه تعالى فتنة في آية الأنعام . قوله تعالى ( ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين ) .
ومعنى ( ويحسبون أنهم على شيء ) يضنون يومئذ أن حلفهم يفيدهم تصديقهم عند الله فيحسبون أنهم حصلوا شيئا عظيما أي نافعا .
و ( على ) للاستعلاء المجازي وهو شدة التلبس بالوصف ونحوه كقوله ( أولئك على هدى من ربهم ) في سورة البقرة .
وحذفت صفة ( شيء ) لظهور معناها من المقام أي على شيء نافع كقوله تعالى ( قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل ) . وقول النبي A لما سئل عن الكهان ( ليسوا بشيء ) .
A E وهذا يقتضي توغلهم في النفاق ومرونتهم عليه وأنه باق في أرواحهم بعد بعثهم لأن نفوسهم خرجت من عالم الدنيا متخلقة به بين النفوس إنما تكتسب تزكية أو خبثا في عالم التكليف . وحكمة إيجاد النفوس في الدنيا هي تزكيتها وتصفية اكدارها لتخلص إلى عالم الخلود طاهرة فإن هي سلكت مسلك التزكية تخلصت إلى عالم الخلود زكية ويزيده الله زكاه وارتياضا يوم البعث . وإن غمست مدة الحياة في حمأة النقائص وصلصال الرذائل جاءت يوم القيامة على ما كانت عليه تشويها لحالها . لتكون مهزلة لأهل المحشر . وقد تبقى في النفوس الزكية خلائق لا تنافي الفضيلة ولا تناقض عالم الحقيقة مثل الشهوات المباحة ولقاء الأحبة قال تعالى ( الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوا إلا المتقين يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين فادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون ) . وفي الحديث : أن النبي A قال : إن رجلا من أهل الجنة يستأذن ربه أن يزرع فيقول الله : أو لست فيما شئت قال : بلا ولكن أحب أزرع فأسرع وبذر فيبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال . وكان رجل من أهل البادية عند النبي A فقال : يا رسول الله لا نجد هذا إلا قرشيا أو أنصاريا فإنهم أصحاب زرع فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع فضحك النبي A إقرارا لما فهمه الأعرابي