وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قال السدي ومقاتل : نزلت في عبد الله بن أبي وعبد الله بن نبتل " بنون فباء موحدة فمثناة فوقية " كان أحدهما وهو عبد الله بن نبتل يجالس النبي A ويرفع أخباره إلى اليهود ويسب النبي A فإذا بلغ خبره أو اطلعه الله عليه جاء فاعتذر وأقسم إنه ما فعل .
وجملة ( إنهم ساء ما كانوا يعملون ) تعليل لإعداد العذاب لهم أي أنهم عملوا فيما مضى أعمالا سيئة متطاولة متكررة كما يؤذن بها المضارع من قوله ( يعملون ) .
وبين ( يعملون ) و ( يعلمون ) الجناس المقلوب قلب بعض .
( اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين [ 16 ] ) جملة مستأنفة استئنافا بيانيا عن جملة ( ويحلفون على الكذب وهم يعلمون ) لأن ذلك يثير سؤال سائل أن يقول ما ألجأهم إلى الحلف على الكذب فأجيب بأن ذلك لقضاء مآربهم وزيادة مكرهم . ويجوز أن تجعل الجملة خبرا ثانيا لأن في قوله ( إنهم ساء ما كانوا يعملون ) وتكون داخلة في التعليل .
والجنة : الوقاية والسترة من جن إذا أستتر أي وقاية من شعور المسلمين بهم ليتمكنوا من صد كثير ممن يريد الدخول في الإسلام عن الدخول فيه لأنهم يختلقون أكذوبات ينسبونها إلى الإسلام وذلك معنى التفريع بالفاء في قوله تعالى ( فصدوا عن سبيل الله ) .
و ( صدوا ) يجوز أن يكون متعديا وحذف مفعوله لظهوره أي فصدوا الناس عن سبيل الله أي الإسلام بالتنبيط وإلصاق التهم والنقائص بالدين . ويجوز أن يكون الفعل قاصرا أي فصدوا هم عن سبيل الله ومجيء فعل ( صدوا عن سبيل الله ) ماضيا مفرعا على ( اتخذوا أيمانهم جنة ) مع أن إيمانهم حصلت بعد أن صدوا عن سبيل الله على كلا المعنيين مراعى فيه التفريغ الثاني وهو ( فلهم عذاب مهين ) .
وفرع عليه ( فلهم عذاب مهين ) ليعلم إنما اتخذوا من إيمانهم جنة سبب من أسباب العذاب يقتضي مضاعفة العذاب . وقد وصف العذاب أول مرة بشديد وهو الذي يجازون به على توليهم قوما غضب الله عليهم وحلفهم على الكذب .
ووصف عذابهم ثانيا ب ( مهين ) لأنه جزاء على صدهم الناس عن سبيل الله . وهذا معنى شديد العذاب لأجل عظيم الجرم كقوله تعالى ( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب ) .
فكان العذاب مناسبا للمقصدين في كفرهم وهو عذاب واحد فيه الوصفان . وكرر ذكره إبلاغا في الإنذار والوعيد فإنه مقام تكرير مع تحسينه باختلاف الوصفين .
A E ( لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون [ 17 ] ) مناسب لقوله ( اتخذوا أيمانهم جنة ) فكما لم تقهم أيمانهم العذاب لم تغن عنهم أموالهم ولا أنصارهم شيئا يوم القيامة .
وكان المنافقون من أهل الثراء بالمدينة وكان ثراؤهم من أسباب إعراضهم عن قبول الأسباب إعراضهم عن قبول الإسلام لأنهم كانوا أهل سيادة فلم يرضوا أن يصيروا في طبقة عموم الناس . وكان عبد الله بن أبي بن سلول مهيأ لأن يملكوه على المدينة قبيل إسلام الأنصار فكانوا يفخرون على المسلمين بوفرة الأموال وكثرة العشائر وذلك في السنة الأولى من الهجرة ومن ذلك قول عبد الله بن أبي بن سلول " لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل " يريد بالأعز فريقه وبالأذل فريق المسلمين فآذنهم الله بأن أموالهم وأولادهم لا تغنى عنهم مما توعهم الله به من المذلة في الدنيا والعذاب في الآخرة قال تعالى ( لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا ) . وإذ لم تغن عنهم من الله في الدنيا فإنها أجدر بأن لا تغني عنهم من عذاب الآخرة شيئا أي شيئا قليلا من الإغناء .
وعن مقاتل : أنهم قالوا : إن محمد يزعم أنه ينصر يوم القيامة لقد شقيقنا إذن . فوالله لننصرن يوم القيامة بأنفسنا وأولادنا وأموالنا إن كانت قيامة . فنزلت هذه الآية .
وإقحام حرف النفي في المعطوف على المنفي لتوكيد انتفاء الإغناء