وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ثم تجاوز الله عنهم رحمة بهم بقوله تعالى ( فإذا لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) الآية . وقد علم من الاستفهام التوبيخي أي بعضا لم يفعل ذلك .
و ( إذا ) ظرفية مفيدة للتعليل أي فحين لم تفعلوا فأقيموا الصلاة .
وفاء ( فإذا لم تفعلوا ) لتفريع ما بعدها على الاستفهام التوبيخي .
وجملة ( وتاب الله عليكم ) معترضة والواو اعتراضية . وما تتعلق به ( إذ ) محذوف دل عليه قوله ( وتاب الله عليكم ) تقديره : خففنا عنكم وأعفيناكم من أن تقدموا صدقة قبل مناجاة الرسول A . وفاء ( فأقيموا الصلاة ) عاطفة على الكلام المقدر وحافظوا على التكاليف الأخرى وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله . أي فذلك لا تسامح فيه قيل لهم ذلك لئلا يحسبوا أنهم كلما ثقل عليهم فعل ما كلفوا به يعفون منه .
وإذ قد كانت الزكاة المفروضة سابقة على الأمر بصدقة النجوى على الأصح كان فعل ( آتوا ) مستعملا في طلب الدوام مثل فعل ( فأقيموا ) .
واعلم أنه يكثر وقوع الفاء بعد ( إذ ) ومتعلقها كقوله تعالى ( وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم ) في سورة الأحقاف . ( وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ) في سورة الكهف .
وجملة ( والله خبير بما تعملون ) تذييل لجملة ( فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) وهو كناية عن التحذير من التفريط في طاعة الله ورسوله .
( ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون [ 14 ] أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون [ 15 ] ) هذه حالة أخرى من أحوال أهل النفاق هي توليهم اليهود مع أنهم ليسوا من أهل ملتهم لأن المنافقين من أهل الشرك .
والجملة مستأنفة استئنافا ابتدائيا لأنها عود إلى الغرض الذي سبقت فيه آيات ( إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا ) بعد أن فصل بمستطردات كثيرة بعده .
والقوم الذين غضب الله عليهم هم اليهود وقد عرفوا بما يرادف هذا الوصف في القرآن في قوله ( غير المغضوب عليهم ) .
والاستفهام تعجبي مثل قوله ( ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ) .
ووجه التعجيب من حالهم أنهم تولوا قوما من غير جنسهم وليسوا في دينهم ما حملهم على توليهم إلا اشتراك الفريقين في عداوة الإسلام والمسلمين .
A E وضمير ( ما هم ) يحتمل أن يعود إلى ( الذين تولوا ) وهم المنافقون فيكون جملة ( ما هم منكم ولا منهم ) حالا من ( الذين تولوا ) أي ما هم مسلمين ولا يهود . ويجوز أن يعود الضمير إلى ( قوما ) قوما ليسوا مسلمين ولا مشركين بل هم يهود .
وكذلك ضمير " ولا منهم " يحتمل الأمرين على التعاكس وكلا الاحتمالين واقع ومراد على طريقة الكلام الموجه تكثيرا للمعاني مع الإيجاز فيفيد التعجب من حال المنافقين أن يتولوا قوما أجانب عنهم على قوم هم أيضا أجانب عنهم على أنهم إن كان يفرق بينهم وبين اليهود اختلاف الدين واختلاف النسب لأن المنافقين من أهل يثرب عرب ويفيد بالاحتمال الآخر الإخبار عن المنافقين بأن إسلامهم ليس صادقا أي ما هم منكم أيها المسلمون وهو المقصود ويكون قوله ( ولا منهم ) على هذا الاحتمال احتراسا وتتميما لحكاية حالهم وعلى هذا الاحتمال يكون ذم المنافقين أشد لأنه يدل على حماقتهم إذ جعلوا لهم أولياء من ليسوا على دينهم فهم لا يوثق بولايتهم وأضمروا بغض المسلمين فلم يصادفوا الدين الحق .
( ويحلفون على الكذب ) عطف على ( تولوا ) وجيء به مضارعا للدلالة على تجدده ولاستحضار الحالة العجيبة في حين حلفهم على الكذب للتنصل مما فعلوه والكذب الخبر المخالف للواقع وهي الأخبار التي يخبرون بها عن أنفسهم في نفي ما يصدر منهم في جانب المسلمين .
( وهم يعلمون ) جملة في موضع الحال وذلك أدخل في التعجيب لأنه أشنع من الحلم على الكذب لعدم التثبت في المحلوف عليه .
وأشار هذا إلى ما كان يحلفه المنافقون والنبي A وللمسلمين إذا كشف لهم بعض مكائدهم ومن ذلك قول الله تعالى فيهم ( ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ) وقوله ( يخلقون بالله لكم ليرضوكم ) وقوله ( يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر )