وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وهذا خاطر من خواطر أهل الضلالة المتأصلة فيهم وهي توهمهم أن شأن الله تعالى كشأن البشر في إسراع الانتقام والاهتزاز مما لا يرضاه ومن المعاندة . وفي الحديث " لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله يدعون له ندا وهو يرزقهم على أنهم لجحودهم بالبعث والجزاء يحسبون أن عقاب الله تعالى يظهر في الدنيا " . وهذا من الغرور قال تعالى ( وذلكم ظنكم الذي ظنتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين ) ولذلك قال تعالى ردا على كلامهم ( حسبهم جهنم ) أي كافيهم من العذاب جهنم فإنه عذاب .
وأصل ( يصلونها ) يصلون بها فضمن معنى يذوقونها أو يحسونها وقد تكرر هذا الاستعمال في القرآن .
وقوله ( فبئس المصير ) تفريع على الوعيد بشأن ذم جهنم .
( يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون [ 9 ] ) خطاب للمنافقين الذين يظهرون الإيمان فعاملهم الله بما أظهروه وناداهم بوصف الذين آمنوا كما قال ( من الذين قالوا آمنا بأفواههم ) ولم تؤمن قلوبهم ) ومنه ما حكاه الله عن المشركين ( وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الكتاب أنك لمجنون ) أي يا أيها الذي نزل عليه الذكر بزعمه ونبههم إلى تدارك حالهم بالإقلاع عن آثار النفاق على عادة القرآن من تعقيب التخويف بالترغيب . فالجملة استئناف ابتدائي .
A E ذلك أن المنافقين كانوا يعملون بعمل أهل الإيمان إذا لقوا الذين آمنوا فإذا رجعوا إلى قومهم غلب عليهم الكفر فكانوا في بعض أحوالهم مقاربين الإيمان بسبب مخالطتهم للمؤمنين . ولذلك ضرب الله لهم مثلا بالنور في قوله تعالى ( مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم ) ثم قوله ( كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ) . وهذا هو المناسب لقوله تعالى ( فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول ) ويكون قوله ( وتناجوا بالبر والتقوى ) تنبيها على ما يجب عليهم إن كانوا متناجين لا محالة .
ويجوز أن تكون خطابا للمؤمنين الخلص بأن وجه الله الخطاب إليهم تعليما لهم بما يحسن من التناجي وما يقبح منه بمناسبة ذم تناجي المنافقين فلذلك ابتدئ بالنهي عن مثل تناجي المنافقين وإن كان لا يصدر مثله من المؤمنين تعريضا بالمنافقين مثل قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم ) ويكون المقصود من الكلام هو قوله ( وتناجوا بالبر والتقوى ) تعليما للمؤمنين .
وقرأ الجمهور ( فلا تتناجوا ) بصيغة التفاعل . وقرأه رويس عن يعقوب وحده ( فلا تنتجوا ) بوزن تنتهوا .
والمر من قوله ( وتناجوا بالبر ) مستعمل في الإباحة كما اقتضاه قوله تعالى ( إذا تناجيتم ) .
والإثم والعدوان ومعصية الرسول تقدمت . وأما البر فهو ضد الإثم والعدوان وهو يعم أفعال الخير المأمور بها في الدين .
والتقوى : الامتثال وتقدمت في قوله تعالى ( هدى للمتقين ) في سورة البقرة .
وفي قوله ( الذي إليه تحشرون ) تذكير بيوم الجزاء . فالمعنى : الذي إليه تحشرون فيجازيكم .
( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون [ 10 ] ) تسلية للمؤمنين وتأنيس لنفوسهم يزال به ما يلحقهم من الحزن لمشاهدة نجوى المنافقين لاختلاف مذاهب نفوسهم إذا رأوا المتناجين في عديد الظنون والتخوفات كما تقدم . فالجملة استئناف ابتدائي اقتضته مناسبة النهي عن النجوى على أنها قد تكون تعليلا لتأكيد النهي عن النجوى .
والتعريف في ( النجوى ) تعريف العهد لا محالة . أي نجوى المنافقين الذين يتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول A