وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأ الجمهور ( يتناجون ) بصيغة التفاعل من ناجي المزيد . وقرأه حمزة ورويس ويعقوب وينتجون بصيغة الافتعال من نجا الثلاثي المجرد أي سار غيره والافتعال يرد بمعنى المفاعلة مثل اختصموا واقتتلوا .
والإثم : المعصية وهو ما يشتمل عليه تناجيهم من كلام لكفر وذم المسلمين .
والعدوان بضم العين : الظلم وهو ما يدبرونه من الكيد للمسلمين .
ومعصية الرسول مخالفة ما يأمرهم به ومن جملة ذلك أنه نهاهم عن النجوى وهم يعودون لها .
والياء للملابسة أي يتناجون ملابسين الإثم والعدوان ومعصية الرسول وهذه الملابسة متفاوتة . فملابسة الإثم والعدوان ملابسة المتناجي في شأنه لفعل المناجين . وملابسة معصية الرسول A ملابسة المقارنة للفعل لأن نجواهم بعد أن نهاهم النبي A عنها معصية وفي قوله ( نهوا عن النجوى ) وقوله ( ومعصية الرسول ) دلالة على أنهم منافقون لا يهود لأن النبي A ما كان ينهى اليهود عن أحوالهم . وهذا يرد قول من تأول الآية على اليهود وهو قول مجاهد وقتادة بل الحق ما في ابن عطية عن ابن عباس أنها نزلت في المنافقين .
( وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير [ 8 ] ) A E بعد أن ذكر حالهم في اختلاء بعضهم ببعض ذكر حال نياتهم الخبيثة عند الحضور في مجلس النبي A فإنهم يتتبعون سوء نياتهم من كلمات يتبادر منها للسامعين أنها صالحة فكانوا إذا دخلوا على النبي A يخفتون لفظ " السلام عليكم " لأنه شعار الإسلام ولما فيه من معنى جمع السلامة يعدلون عن ذلك ويقولون : أنعم صباحا وهي تحية العرب في الجاهلية لأنهم لا يحبوا أن يتركوا عوائد الجاهلية . نقله ابن عطية عن ابن عباس .
فمعنى ( بما لم يحيك به الله ) بغير لفظ السلام فإن الله حياه بذلك بخصوصه في قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) . وحياه به في عموم الأنبياء بقوله ( وقل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ) . وتحية الله هي التحية الكاملة .
وليس المراد من هذه الآية ما ورد في حديث : أن اليهود كانوا إذا حيوا النبي A قالوا : السام عليك وأن النبي A كان يرد عليهم بقوله ( وعليكم ) . فإن ذلك وارد في قوم معروف أنهم من اليهود . وما ذكر أول هذه الآية لا يليق حمله على أحوال اليهود كما علمت آنفا ولو حمل ضمير ( جاءوك ) على اليهود لزم عليه تشتيت الضمائر .
أما هذه الآية ففي أحوال المنافقين وهذا مثل ما كان بعضهم يقول للنبي A ( راعنا ) تعلموها من اليهود وهم يريدون التوجيه بالرعونة فأنزل الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم ) ولم يرد منه نهي اليهود .
ومعنى ( يقولون في أنفسهم ) يقول بعضهم لبعض على نحو قوله تعالى ( فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم ) . وقوله ( ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا ) أي ظن بعضهم ببعض خيرا أي يقول بعضهم لبعض .
ويجوز أن يكون المراد ب ( أنفسهم ) مجامعهم كقوله تعالى ( وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا ) أي قل لهم خاليا بهم سترا عليهم من الافتضاح . وتقدم في سورة النساء و ( لولا ) للتحضيض أي هلا يعذبنا الله بسبب كلامنا الذي نتناجى به من ذم النبي A ونحو ذلك أي يقولون ما معناه لو كان محمدا نبيا لعذبنا الله بما نقوله من السوء فيه ومن الذم وهو ما لخصه الله من قولهم بكلمة ( لولا يعذبنا الله ) فإن ( لولا ) للتحضيض مستعملة كناية عن جحد نبوة النبي A أي لو كان نبيا لغضب الله علينا فلعذبنا الآن بسبب قولنا له