وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( ألم تر ) من الرؤية العلمية لأن علم الله لا يرى وسد المصدر مسد المفعول . والتقدير : ألم تر الله عالما ) .
و ( ما في السماوات وما في الأرض ) يعم المبصرات والمسموعات فهو أعلم من قوله ( والله على كل شيء شهيد ) لاختصاصه بعلم المشاهدات لأن الغرض المفتتح به هذه الجملة وهو علم المسموعات .
وجملة ( ما يكون من نجوى ثلاثة ) إلا آخرها بدل البعض من الكل فإن معنى قوله ( إلا هو رابعهم ) . وقوله ( إلا هو سادسهم ) وقوله ( إلا هو معهم ) أنه مطلع على ما يتناجون فيه فكأنه تعالى نجي معهم .
و ( ما ) نافية . و ( يكون ) مضارع ( كان ) التامة و ( من ) زائدة في النفي لقصد العموم و ( نجوى ) في معنى فاعل ( يكون ) .
وقرأ الجمهور ( يكون ) بياء الغائب لأن تأنيث ( نجوى ) غير تحقيقي فيجوز فيه جرى فعله على أصل التذكير ولا سيما وقد فصل بينه وبين فاعله بحرف ( من ) الزائدة . وقرأه أبو جعفر بتاء المؤنث رعيا لصورة تأنيث لفظه .
والنجوى : أسم مصدر ناجاه إذا ساره . و ( ثلاثة ) مضاف إليه ( نجوى ) . أي ما يكون تناجي ثلاثة من الناس إلا الله مطلع عليهم كرابع لهم ولا خمسة إلا كسادس لهم ولا أدنى ولا أكثر إلا هو كواحد منهم . وضمائر الغيبة عائدة إلى ( ثلاثة ) وإلى ( خمسة ) وإلى ( ذلك ) و ( أكثر ) .
والمقصود من هذا الخبر والإنذار والوعيد .
وتخصيص عددي الثلاثة والخمسة بالذكر لأن بعض المتناجين الذين نزلت الآية بسببهم كانوا حلفا بعضها من ثلاثة وبعضها من خمسة . وقال الفراء : المعنى غير مصمود والعدد غير مقصود .
A E وفي الكشاف عن ابن عباس نزلت في ربيعة وحبيب ابني عمرو " بن عمير من ثقيف " وصفوان بن أمية " السلمي حليف بني أسد " كانوا يتحدثون فقال أحدهم : أترى أن الله يعلم ما نقول ؟ فقال الآخر : يعلم بعضا ولا يعلم بعضا . وقال الثالث : إن كان يعلم بعضا فهو يعلم كله . اه . ولم أر هذا في غير الكشاف ولا مناسبة لهذا بالوعيد في قوله تعالى ( ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ) فإن أولئك الثلاثة كانوا مسلمين وعدوا في الصحابة وكأن هذا تخليط من الراوي بين سبب نزول آية ( وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ) في سورة فصلت . كما في صحيح البخاري وبين هذه الآية . وركبت أسماء ثلاثة آخرين كانوا بالمدينة لأن الآية مدنية فآية النجوى فإنما هي في تناجي المنافقين أو فيهم وفي اليهود عن ابن عباس .
والاستثناء في ( إلا هو رابعهم ) ( إلا هو سادسهم ) ( إلا هو معهم ) مفرع من أكوان وأحوال دل عليها قوله تعالى ( ما يكون ) والجمل التي بعد حرف استثناء في مواضع أحوال . والتقدير : ما يكون في نجوى ثلاثة في حال من علم غيرهم بهم واطلاعه عليهم إلا حالة الله مطلع عليهم .
وتكرير حرف النفي في المعطوفات على المنفي أسلوب عربي وخاصة حيث كان مع كل من المعاطيف استثناء .
وقرأ الجمهور ( ولا أكثر ) بنصب ( أكثر ) عطفا على لفظ ( نجوى ) . وقرأه يعقوب بالرفع عطفا على محل ( نجوى ) لأنه مجرور بحرف جر زائد . و ( أينما ) مركب من ( أين ) التي هي ظرف مكان ( وما ) الزائدة . ؟ ؟ ؟ وأضيف ( أين ) إلى جملة ( كانوا ) أي في أي مكان كانوا فيه ونظيره قوله ( وهو معكم أينما كنتم ) في سورة الحديد .
و ( ثم ) للتراخي الرتبي لأن إنباءهم بما تكلموا وما عملوه في الدنيا في يوم القيامة أدل على سعة علم الله من علمه بحديثهم في الدنيا لأن معظم علم العالمين يعتريه النسيان في مثل ذلك الزمان من الطول وكثرة تدبير الأمور في الدنيا والآخرة .
وفي هذا وعيد لهم بأن نجواهم إثم عظيم فنهي عنه ويشمل هذا تحذير من يشاركهم .
وجملة ( إن الله بكل شيء عليم ) تذييل لجملة ( ثم ينبئهم بما عملوا ) فأغنت ( إن ) غناء فاء السببية كقول بشار : .
" إن ذاك النجاح في التبكير وتأكيد الجملة ب ( إن ) للاهتمام به وإلا فإن المخاطب لا يتردد في ذلك . وهذا التعريض بالوعيد يدل على أن النهي عن التناجي كان سابقا على نزول هذه الآية والآيات بعدها .
( ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودن لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول )