وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والكبت : الخزي والإذلال وفعل ( كتبوا ) مستعمل في الوعيد أي سيكبتون فعبر عنه بالمضي تنبيها على تحقيق وقوعه لصدوره عمن لا خلاف في خبره مثل ( أتي أمر الله ) ولأنه مؤيد بتنظيره بما وقع لأمثالهم . وقرينة ذلك تأكيد الخبر ب ( أن ) لأن الكلام لو كان إخبارا عن كبت وقع لم يكن ثم مقتضى لتأكيد الخبر إذ لا ينازع أحد فيما وقع ويزيد ذلك وضوحا قوله ( كما كبت الذين من قبلهم ) يعني الذين حادوا الله في غزوة الخندق . وتقدم ذكرها في سورة الأحزاب . وما كان من المنافقين فيها فالمراد بصلة ( من قبلهم ) من كان من قبلهم من أهل النفاق وهم يعرفونهم .
( وقد أنزلنا آيات بينات ) معترضة بين جملة ( إن الذين يحادون الله ورسوله ) وجملة ( وللكافرين عذاب مهين ) أي لا عذر لهم في محادة الله ورسوله فإن مع الرسول A آيات القرآن بينه على صدقه .
( وللكافرين عذاب مهين [ 5 ] ) عطف على جملة ( كتبوا كما كتب الذين من قبلهم ) أي لهم بعد الكبت عذاب مهين في الآخرة .
وتعريف ( الكافرين ) تعريف الجنس ليستغرق كل الكافرين .
ووصف عذابهم بالمهين لمناسبة وعيدهم بالكبت الذي هو الذل والإهانة .
( يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصيه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد [ 6 ] ) ويجوز أن يكون ( يوم ) ظرفا متعلقا بالكون المقدر في خبر المبتدأ من ( للكافرين عذاب مهين ) .
ويجوز أن يكون متعلقا ب ( مهين ) ويجوز أن يكون منصوبا على المفعول به لفعل تقديره : اذكر تنويها بذلك اليوم وتهويلا عليهم وهذا كثير في أسماء الزمان التي وقعت في القرآن . وقد تقدم في قوله تعالى ( وإذ قال ربك للملائكة أني جاعل في الأرض خليفة ) في سورة البقرة .
A E وضمير الجمع عائد إلى ( الذين يحادون الله ورسوله ) و ( الذين من قبلهم ) . ولذلك أتي بلفظ المشمول وهو ( جميعا ) حالا من الضمير .
وقوله ( فينبئهم بما عملوا ) تهديد بفضح نفاقهم يوم البعث . وفيه كناية عن الجزاء على أعمالهم .
وجملة ( أحصاه الله ونسوه ) في موضع الحال من ( ما عملوا ) .
والمقصود من الحال هو ما عطف عليه من قوله ( ونسوه ) لأن ذلك محل العبرة . وبه تكون الحالة مؤسسة لا مؤكدة لعاملها وهو ( ينبئهم ) أي علمه الله علما مفصلا من الآن . وهم نسوه وذلك تسجيا عليهم بأنهم متهاونون بعظيم الأمر وذلك من الغرور أي نسو في الدنيا بله الآخرة فإذا أنبئوا به عجبوا قال تعالى ( ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ) .
وجملة ( والله على كل شيء شهيد ) تذييل . والشهيد : العالم بالأمور المشاهدة .
( ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم [ 7 ] ) استئناف ابتدائي هو تخلص من قوله تعالى ( أحصاه الله ونسوه ) إلى ذكر علم الله بأحوال المنافقين وأحلافهم اليهود . فكان المنافقون يناجي بعضهم بعض ليري للمسلمين مودة بعض المنافقين لبعض فإن المنافقين بتناجيهم يظهرون أنهم طائفة أمرها واحد وكلمتها واحدة وهم وإن كانوا يظهرون الإسلام يحبون أن بدرت من أحدهم بادرة تنم بنفاقه فلا يقدم المؤمنون على أذاه لعلمهم بأن له بطانة تدافع عنه . وكانوا إذا مر بهم المسلمون نظروا إليهم فحسب المارون لعل حدثا حدث من مصيبة وكان المسلمون يومئذ على توقع حرب مع المشركين في كل حين فيتوهمون أن من مناجاة المتناجين حديث عن قرب العدو أو عن هزيمة للمسلمين في السريا التي يخرجون فيها فنزلت هذه الآيات لإشعار المنافقين بعلم الله بماذا يتناجون وأنه مطلع رسوله A على دخيلتهم ليكفوا عن الكيد للمسلمين .
فهذه الآية تمهيد لقوله تعالى ( ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ) الآية