وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمراد ب ( الذين يبخلون ) : المنافقون وقد وصفهم الله بمثل هذه الصلة في سورة النساء وأمرهم الناس بالبخل هو الذي حكاه الله عنهم بقوله ( هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ) أي على المؤمنين .
وجملة ( ومن يتول فإن الله الغني الحميد ) تذييل لأن ( من يتول ) يعم ( الذين يبخلون ) وغيرهم فإن ( الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ) أي في سبيل الله وفي النفقات الواجبة قد تولوا عن أمر الله و ( من ) شرطية عامة .
وجملة ( فإن الله الغني الحميد ) قائمة مقام جواب الشرط لأن مضمونها علة للجواب فالتقدير : ومن يتول فلا يضر الله شيئا ولا يضر الفقير لأن الله غني عن مال المتولين ولأن له عبادا يطيعون أمره فيعبدهم .
والغني : الموصوف بالغنى أي عدم الاحتياج . ولما لم يذكر له متعلق كان مفيدا الغنى العام .
والحميد : وصف مبالغة أي كثير الحمد للمنفقين على نحو قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا من يرتدد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ) الآية .
ووصفه ب ( الحميد ) هنا نظير وصفه ب ( الشكور ) في قوله ( إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم ) فإن اسمه ( الحميد ) صالح لمعنى المحمود فيكون فعيلا بمعنى مفعول وصالح لمعنى كثير الحمد فيكون من أمثلة المبالغة لأن الله يثيب على فعل الخير ثوابا جزيلا ويثني على فاعله ثناء جميلا فكان بذلك كثير الحمد . وقد حمله على كلا المعنيين ابن برجان الأشبيلي في شرحه لأسماء الله الحسنى ووافقه كلام ابن العربي في أحكام القرآن في سورة الأعراف وهو الحق . وقصره الغزالي في المقصد الأسنى على معنى " المحمود " .
وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر ( فإن الله الغني الحميد ) بدون ضمير فصل وكذلك هو مرسوم في مصحف المدينة ومصحف الشام . وقرأه الباقون ( فإن الله هو الغني الحميد ) بضمير فصل بعد اسم الجلالة وكذلك هو مرسوم في مصاحف مكة والبصرة والكوفة فهما روايتان متواترتان .
والجملة مفيدة للقصر بدون ضمير فصل لأن تعريف المسند إليه والمسند من طرق القصر فالقراءة بضمير الفصل تفيد تأكيد القصر .
( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز [ 25 ] ) استئناف ابتدائي ناشئ عما تقدم من التحريض على الإنفاق في سبيل الله وعن الفتح وعن تذييل ذلك بقوله ( ومن يتول فإن الله الغني الحميد ) وهو إعذار للمتولين من المنافقين ليتداركوا صلاحهم باتباع الرسول A والتدبر في هدي القرآن وإنذار لهم إن لم يرعووا وينصاعوا إلى الحجة الساطعة بأنه يكون تقويم عوجهم بالسيوف القاطعة وهو ما صرح لهم به في قوله في سورة الأحزاب ( لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا ) وقوله في سورة التحريم ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ) لئلا يحسبوا أن قوله ( ومن يتول فإن الله الغني الحميد ) مجرد متاركة فيطمئنوا لذلك .
وتأكيد الخبر بلام القسم وحرف التحقيق راجع إلى ما تضمنه الخبر من ذكر ما في إرسال رسل الله وكتبه من إقامة القسط للناس ومن التعريض بحمل المعرضين على السيف إن استمروا على غلوائهم .
وجمع ( الرسل ) هنا لإفادة أن ما جاء به محمد A ليس بدعا من الرسل وأن مكابرة المنافقين عماية عن سنة الله في خلقه فتأكيد ذلك مبني على تنزيل السامعين منزلة من ينكر أن الله أرسل رسلا قبل محمد A لأن حالهم في التعجب من دعواه الرسالة كحال من ينكر أن الله أرسل رسلا من قبل . وقد تكرر مثل هذا في مواضع من القرآن كقوله تعالى ( قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات ) .
A E والبينات : الحجج الدالة على أن ما يدعون إليه هو مراد الله والمعجزات داخلة في البينات .
وتعريف ( الكتاب ) تعريف الجنس أي وأنزلنا معهم كتبا أي مثل القرآن