وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

حال ثالثة . ثم إن كان المراد بالبحرين : بحرين معروفين من البحار الملحة تكون ( من ) في قوله ( منهما ) ابتدائية لأن الؤلؤ والمرجان يكونان في البحر الملح .
وإن كان المراد بالبحرين : البحر الملح والبحر العذاب كانت ( من ) في قوله ( منهما ) للسببية كما في قوله تعالى ( فمن نفسك في سورة النساء أي يخرج اللؤلؤ والمرجان بسببهما أي بسبب مجموعهما أما اللؤلؤ فأجوده ما كان في مصب الفرات على خليج فارس قال الرماني : لما كان الماء العذب كاللقاح للماء الملح في إخراج اللؤلؤ قيل : يخرج منهما كما يقال : يتخلق الولد من الذكر والأنثى وقد تقدم بيان تكون اللؤلؤ في البحار في سورة الحج .
A E وقال الزجاج : قد ذكرهما الله فإذا خرج من أحدهما شيء فقد خرج منهما وهو كقوله تعالى ( ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا ) والقمر في السماء الدنيا . وقال أبو علي الفارسي : هو من باب حذف المضاف أي من أحدهما كقوله تعالى ( على رجل من القريتين عظيم ) أي من أحدهما .
والمرجان : حيوان بحري ذو أصابع دقيقا ينشأ لينا ثم يتحجر ويتلون بلون الحمرة ويتصلب كلما طال مكثه في البحر فيستخرج منه كالعروق تتخذ منه حلية ويسمى بالفارسية " بسذ " . وقد تتفاوت البحار في الجيد من مرجانها . ويوجد ببحر طبرقة على البحر المتوسط في شمال البلاد التونسية .
والمرجان : لا يخرج من ملتقى البحرين الملح والعذب بل من البحر الملح .
وقيل : المرجان أصغر لصغار الدر واللؤلؤ كباره فلا إشكال في قوله منهما .
وقرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب ( يخرج ) بضم الياء وفتح الراء على البناء للمجهول . وقرأ الباقون ( يخرج ) بفتح الياء وضم الراء لأنهما إذا أخرجهما الغواصون فقد خرجا .
وبين قوله ( مرج ) وقوله ( والمرجان ) الجناس المذيل .
( فبأي آلاء ربكما تكذبان [ 23 ] ) تكرير لنظيره المتقدم أولا .
( وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام [ 24 ] ) الجملة عطف على جملة ( يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ) لأن هذا من أحوال البحرين وقد أغنت إعادة لفظ البحر عن ذكر ضمير البحرين الرابط لجملة الحال بصاحبها .
واللام للملك وهو ملك تسخير السير فيها قال تعالى ( ومن آياته الجواري في البحر كالأعلام إن يشأ يسكن الرياح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور أو يوبقهن بما كسبوا ) . فالمعنى : أن الجواري في البحر في تصرفه تعالى قال تعالى ( والفلك تجري في البحر بأمره ) .
والإخبار عن الجواري بأنها له للتنبيه على أن إنشاء البحر للسفن لا يخرجها عن ملك الله .
والجواري صفة لموصوف محذوف دل عليه متعلقه وهو قوله ( في البحر ) والتقدير : السفن الجواري إذ لا يجري في البحر غير السفن .
وكتب في المصحف الإمام ( الجوار ) براء في آخره دون ياء وقياس رسمه أن يكون بباء في آخره فكتب بدون ياء اعتدادا بحالة النطق به في الوصل إذ لا يقف القارئ عليه ولذلك قرأه جميع العشرة بدون ياء في حالة الوصل والقف لأن الوقف عليه نادر في حال قراءة القارئين .
وقرأ الجمهور ( المنشئات ) بفتح الشين فهو اسم مفعول إذا أجد وصنع أي التي أنشأها الناس بإلهام من الله فحصل من الكلام منتان منة تسخير السفن للسير في البحر ومنة إلهام الناس لإنشائها .
وقرأ حمزة وأبو بكر عن عاصم بكسر الشين فهو اسم فاعل .
فيجوز أن يكون المنشآت مشتقا من أنشأ السير إذا أسرع أي التي يسير بها الناس سيرا سريعا . قال مجاهد : المنشآت التي رفعت قلوعها . والآية تحتمل المعنيين على القراءتين باستعمال الاشتقاق في معنيي المشتق منه ويكون في ذلك تذكيرا بنعمة إلهام الناس إلى اختراع الشراع لإسراع سير السفن وهي مما اخترع بعد صنع سفينة نوح .
ووصفت الجواري بأنها كالأعلام أي الجبال وصفا يفيد تعظيم شأنها في صنعها المقتضي بداعة إلهام عقول البشر لصنعها والمقتضي عظم المنة بها لأن السفن أمكن لحمل العدد الكثير من الناس والمتاع .
( فبأي آلاء ربكما تكذبان [ 25 ] ) تكرير لنظيره السابق .
( كل من عليها فان [ 26 ] ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام [ 27 ] )